بدأت سلطات الآثار بمقاطعة شاندونج الصينية تجديد معبد كونفوشيوس في مدينة تشيوفو، الواقعة بجنوب غربي المقاطعة شاندونغ، في عملية واسعة النطاق هى الأولى منذ نحو قرن من الزمان تجرى للمعبد الذي يعد من أشهر المعالم الأثرية الصينية إلى جانب سور الصين العظيم والقصر الإمبراطوري المعروف أيضا باسم "المدينة المحرمة". وأعلنت سلطات الآثار بالمدينة -في بيان اليوم الأحد- أن عملية إعادة المعبد إلى رونقه القديم التي بدأت أمس ستستغرق من ثلاث إلى خمس سنوات وستتكلف نحو 300 مليون يوان (48 مليون دولار أمريكى)، بحسب وكالة "أ ش أ". وكونفوشيوس (551-479 ق.م) هو فيلسوف وسياسي ومعلم صينى عظيم، ومدينة تشيوفو هي مسقط رأسه وفيها متحفه، واكتشفت في تشيوفو ثلاثة مواقع تاريخية: معبد كونفوشيوس وغابة كونفوشيوس وقصر كونفوشيوس، تم إدراجها على قائمة التراث العالمي التي حددتها منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة. وتقع مدينة تشيوفو، على بعد 135 كيلومترا عن مدينة جينان، عاصمة شاندونج، ويقع المعبد في قلب المدينة، وهو عبارة عن مجموعة كبيرة من المباني الشرقية الطراز، ويسمى هو والقصر الإمبراطوري ببكين والمصيف الإمبراطوري بتشنجده في مقاطعة خبي، "المجموعات الثلاث الكبرى للبنايات الصينية القديمة". وبدأ بناء المعبد في السنة التالية لوفاة كونفوشيوس، أي عام 478 قبل الميلاد. كان الأباطرة في مختلف العصور يقدمون الولاء والطاعة لكونفوشيوس فيه . كان في أيامه الأولى صغير الحجم متكونا من ثلاث غرف فقط. وحتى عهد الإمبراطور وو دي من أسرة هان الملكية ( 206 ق م – 220 م)، والذي كان يدعو الى إلغاء جميع المذاهب الفكرية وتكريم المذهب الكونفوشي وحده، وسيطرت أفكار كونفوشيوس على الصين. وكرر الحكام الصينيون في مختلف العصور إصلاح الكونفوشية وفقا لما يحتاجونه، وألهوه شيئا فشيئا، وأطلقوا عليه لقب "الأستاذ الحكيم الأعظم ". في كل مناسبة من مناسبات تلقيبه، كان الإمبراطور أو مبعوثه يحضرها لتقديم الضحايا والقرابين. وجدير بالذكر ان الإمبراطور "تشيان لونغ" من أسرة تشينغ (1644–1911)، قد ذهب الى موطنه ثماني مرات "للحج". واتسع حجم المعبد اتساعا متواصلا على مرور الزمان. خلال عهدي أسرتي مينغ وتشينغ (1368-1911) جرت عدة عمليات لإعادة بناء وتوسيع بالمعبد حتى أصبحت معالمه كما نراها اليوم. مبانيه على شكل قصور، قائمة في 9 فناءات وعلى خط محوري من الجنوب الى الشمال. في المعبد 466 غرفة، منها القاعة الكبيرة والقاعة الصغيرة والمقصورة ومذبح القرابين والصالون و54 قوس نصر، ويغطي كلها مساحة 218 الف متر مربع. كما يسور المعبد بجدران حمراء اللون تتوسطها أقواس النصر وأبراج الزاوية. معبد كونفوشيوس، ليس مشهورا في الصين، داخلها وخارجها، بعظمة وفخامة مبانيه فحسب، بل بالتحف الأثرية المحفوظة فيه أيضا. ففيه 2100 قطعة من الألواح الحجرية المنحوتة بالعبارات، تاريخها عريق، تبدو وكأنها لوحة ملفوفة رسم عليها تاريخ الصين، كما انها معرض لفن الخطوط وفن النقش على الحجر.