حصد الروائي اليكسيس جيني أمس جائزة غونكور العريقة عن روايته الاولى "فن الحرب الفرنسي" الصادرة عن دار غاليمار، وهي ملحمة تدور احداثها بين الصين الهندية والجزائر وتطرح اسئلة حول ارث حروب الاستعمار. أما جائزة رونودو التي تمنح بالتزامن مع جائزة غونكور، فتوجت رواية "ليمونوف" لإيمانويل كارير وهي اقرب الى سيرة صاخبة لادوارد ليمونوف رمز تيار الفن المستقل في عهد الزعيم الروسي بريجنيف والمتسول في نيويورك والكاتب الرائج في باريس ومؤسس الحزب القومي المتطرف في روسيا.
واختير اليكسيس جيني استاذ علم الأحياء من ليون البالغ الثامنة والاربعين في الدورة الاولى للتصويت بحصوله على خمسة اصوات في مقابل ثلاثة على ما اعلن احد اعضاء لجنة التحكيم ديدييه دوكوان في مطعم دروان حيث تجتمع اللجنة عادة. وتتميز رواية «فن الحرب الفرنسي» بأسلوب كلاسيكي ملحمي مضخم، وهي انشودة مستوحاة تغرق في الدماء والمعارك وتتأمل في الهوية الوطنية وسنوات حروب الاستعمار العشرين التي لا تزال ماثلة في الاذهان في فرنسا حتى الآن.
وقد بيع اكثر من 56 ألف نسخة من الرواية حتى الآن.
ايمانويل كارير فاختارته لجنة تحكيم جائزة رونودو في الدورة الثانية بحصوله على ستة اصوات في مقابل اربعة. وولد كارير عام 1957 في باريس وقد ترجمت كتبه ومن بينها «صف الثلج» 1995و «الخصم» 2000 و «رواية روسية» 2007، الى قرابة عشرين لغة.
والروائي الكسيس جيني، الفائز بالجائزة، يعمل مدرسا لعلم الأحياء في مدينة ليون الفرنسية، ويبلغ من العمر 48 عاماً، وهو لم ينقطع عن الكتابة منذ عشرين عاماً، ولكنه كان يكتب (أشياء صغيرة) على حد قوله، ويركنها في الأدراج دون نشرها. وتتحدث الرواية، ضمن 630 صفحة، عن الحرب العالمية الأولى.
ويعتني جيني فيها ايضا، برصد مجريات حربي الهند الصينية والجزائر، دون ان يغفل في مضمونها، التعرض لماهية المراحل التاريخية للمجتمع الفرنسي، منذ القديم وحتى الان. وتتركز الرواية حول شخصية اسمها فكتورين شالاغنون، وهو عسكري ورسام انخرط في الحرب العالمية الثانية، حين كان في ال 17 من عمره . ويدرج جيني في روايته، حديث فكتورين عن أهوال الحروب في أحد حانات مدينة ليون، وإلى جواره شاب، فيطلب منه أن يعلمه الرسم، وفي مكان بائس من الضواحي، يقوم بطل الرواية بسرد ما شاهده من أهوال الحرب وفظاعاتها.