يستضيف معرض أبو ظبى للكتاب جمهورية آيسلندا، ضيف شرف دورته الجديدة، للتعرف إلى ثقافة آيسلندا و كتابها و مجال النشر فيها و الأدب بأنواعه المختلفة . يتضمن المعرض جناحاً خاصاً بجمهورية آيسلندا يسلط الضوء على باقة متنوعة من الكتب والمطبوعات لأبرز المؤلفين في تلك البلاد، وتعد جمهورية آيسلندا، وهي جزيرة يبلغ تعداد سكانها ما يقارب 320 ألف نسمة وعاصمتها "ريكيافيك"، من أكثر الدول اهتماماً بالثقافة، حتى إن أفضل هدية يمكن أن يتبادلها أفراد الشعب هي الكتاب، ويشار إلى أن من بين 10 مواطنين آيسلنديين يوجد ناشر، ولديهم عبارة مشهورة تقول: "من الصعب تجنب الكتاب في ريكيافيك" . و مبيعات الكتب في آيسلندا تفوق المملكة المتحدة والولايات المتحدة، حيث تعتمد على القراء العاديين وليس النخبة، وتحتضن الدولة تقليداً لتوزيع معظم الكتب ما بين شهري سبتمبر حتى نوفمبر، أي قبل عيد الميلاد ويسمى هذا التقليد "Jolabokaflod" أي يوم ميلاد تدفق أو طوفان الكتب، ويعيده البعض إلى الحرب العالمية الثانية، حينما كانت القيود المفروضة على الورق كضرائب أكثر تساهلاً من المنتجات الأخرى، لذلك احتفظ الآيسلنديون بهذا التقليد حتى الآن . ويعد قطاع النشر من أكثر القطاعات ازدهاراً في آيسلندا، وما ينعشه هو بعض التقاليد الخاصة بالقراءة، فآيسلندا لديها تاريخ أدبي طويل بدأ من القرون الوسطى ، ويعتبر الكاتب هالتور لاكسنس أول أديب آيسلندي يفوز بجائزة "نوبل في الآداب" في عام ،1955 وهذا الفوز وفق الكثير من الأدباء وضع الكتاب الآيسلندي على الخارطة العالمية . وحول نوعية الكتب الأكثر انتشاراً في آيسلندا، يشار إلى أن كل أنواع الكتب تجد رواجاً: الملاحم، الشعر، كتب الإثارة والخيال الأدبي، إلا أن أكثرها استقطاباً هي كتب الجريمة، ويشير عدد من الأدباء والمثقفين إلى أن تقاليد القراءة الجماعية في آيسلندا ترسخت بسبب الظلام والبرد وذلك لعدم وجود أي نشاط آخر في هذه الظروف المناخية . ويستضيف المعرض عدداً من المؤلفين والناشرين في آيسلندا، وينظم سلسلة من الحوارات والمحاضرات التي تسلط الضوء على الثقافة الآيسلندية في مجالات التأليف، النشر، وأنماط الأدب المختلفة، وذلك باللغة الإنجليزية ، ويستهل الحوارات في اليوم الأول للمعرض غوتي هيرمانسون وغودموندور أندري ثورسون، ويناقشان في جلسة حوارية "الملاحم الآيسلندية" . وفي اليوم التالي سيتعرف زوار المعرض إلى أول آيسلندي يحصل على الجائزة الأرقى في عالم الأدب "نوبل"، والذي اشتهر بروايته "النساج العظيم من كشمير"، من خلال جلسة حوارية بعنوان "اكتشاف هالدور لاكسنس الحائز على جائزة نوبل للأدب في العام 1955"، ويقدمها جوتي هيرمانسون، وجون كالمان ستيفانسون في "الخيمة"، وفي "واحة الأدب" يقدم مازن معروف جلسة حول الشعر لآدالستاين آسبيرغ سيغوردسون . وفي ثالث أيام المعرض تقدم إيناس عباسي، الكاتبة والرسامة الشهيرة آسلاغ أولافسدوتير في واحة الأدب، لتسليط الضوء على "ألوان الشمال" وهناك جلسة نقاشية حول "العرب والفايكنغ في العصور الوسطى"، يقدمها ثورير هروندال جونسون والبروفيسور جيمس مونتغومري، وذلك في "الخيمة"، ولقاء مع غودموندور أندري ثورسون من تقديم علياء يونس وذلك في "واحة الادب"، بالإضافة إلى لقاء مع جون كالمان ستيفانسون في "الخيمة" ، وجلسة شعرية مع مازن معروف في واحة الأدب، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الأخرى التي تسلط الضوء على الثقافة الآيسلندية .