السباعي أسسه .. وعميد الأدب أول من رأسه محفوظ والحكيم والشاروني .. أعلام ترأسوا النادي مسابقة القصة .. بوابة ظهور مشاهير الكتابة مناشدة مجاهد بعودة طباعة المجلة الفصلية تبعية نوادي الأدب لوزارة التضامن أزمة كبيرة ميزانية النادي تقلصت للنصف بعد الثورة وانتهت ل25 ألف سنويا! النادي "غير ربحي" وأعضاؤه لا يملكون غير إبداعهم والستر! بحديث يملأه الشجن، تحدث الأديب خليل الجيزاوي، عضو مجلس إدارة نادي القصة المصري ل"محيط" عن أزماته المتفاقمة والتي تهدد بإغلاق أعرق جمعية ثقافية أسسها يوسف السباعي بعد ثورة يوليو ، ويعول عليه دوما لإثراء السرد الإبداعي المصري. لقد انتهت الانتخابات الأخيرة بفوز الأديب نبيل عبدالحميد برئاسته بالتزكية، ثم كان اجتماع مجلس الإدارة والذي نكأ جراح النادي من عجز تام بالميزانية التي كان فاروق حسني قد أقرها ب100 ألف جنيه، ثم جاءت الثورة فتراجعت للنصف، ثم وصلت ل25 ألف فقط، تشمل إيجار مقر النادي الكائن بالقصر العيني وتوفير المرافق من كهرباء ومياه وإنترنت وصيانة، وراتب موظفي النادي الذي لا يتعدى 300 جنيه شهريا! ومن هنا أقر مجلس الإدارة تفويض وفد يتكون من رئيس النادي وأعضاء المكتب : ربيع مفتاح، محمد قطب، حسن الجوخ، إضافة للأديب خليل الجيزاوي رئيس لجنة النشر، لمقابلة وزير الثقافة الجديد د. عبدالواحد النبوي ومطالبته بتوفير ميزانية لائقة بالنادي لا تقل عما وصل له قبل الثورة، وتفعيل إشراف وزارة الثقافة على النادي . ولفت الجيزاوي في تصريحاته ل"محيط" إلى أن الجمعيات الأدبية في مصر، كأتيليه القاهرة وجمعية الأدباء ونادي القصة، تعد جمعيات أهلية وليست نقابات، وبالتالي تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، وتحظى بإشراف من وزارة الثقافة ، وهذا وفقا لقانون تلك الجمعيات، والذي ينتظر التغيير خلال الدورة البرلمانية المقبلة، بحيث تنتقل تبعية كل الجمعيات الثقافية لوزارة الثقافة . وأضاف الأديب أن النادي يقوم بأدوار عديدة من مناقشة الأعمال الإبداعية الجديدة ، القصصية والروائية، ولكنه لا يستطيع الآن توفير حتى "بدلات انتقال" النقاد والأدباء ، بل ولا يوفر شيء لأعضائه ولا مجلس إدارته ، والذين يقومون بجهود تطوعية لإنقاذ نشاطه، في لمسة وفاء لما قدمه لهم في بداياتهم ، حيث كان له الفضل على معظم مشاهير الكتابة ومنهم أسامة أنور عكاشة ومحمد البساطي . وقد رأس النادي الأدباء طه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف الشاروني ، وكان النادي يقوم بعقد ورش تدريبية لتأهيل المبدعين الموهوبين، وكان ينشر إبداعات قصصية للشباب والكبار، وتصدر عنه مجلة فصلية ، وكل ذلك توقف لنقص التمويل. أما الجوائز فحدث ولا حرج، كيف يمكن أن يمنح النادي جوائز للمبدعين في ظل ميزانية متردية بهذا الشكل؟! يتعجب الأديب . سألناه عن إمكانية دعوة أعضاء النادي للتبرع لإنقاذ صندوقه فأجاب : أنا ناشر وأعلم جيدا أن الأعمال الأدبية لا تباع بالسوق المصري، في مجتمع 70% منه يعاني الأمية، وتجد أن الناشر يظل عاما بأكمله كي يبيع 100 نسخة من أي رواية أو قصة أو ديوان. والأدباء خاصة من يعتمدون على الكتابة حالتهم المادية بائسة ويبحثون عمن يعالجهم حين تداهمهم الأمراض! وللأسف المصريون الآن معظم من يقرأ منهم يعتمد على الكتب المشهورة والتي تخترق التابو الجنسي أو الديني أو خلافه، ولسنا كأوروبا التي يصطف المواطنون بالطوابير لتلقي كتاب جديد، لأنه قيم ثقافيا أو أدبيا ! وأضاف : نحن نختلف عن الجهات الربحية التي تقدم الثقافة كسلعة، ومنها ساقية الصاوي، فقانون النادي يلزمه بألا يكون جهة ربحية تتكسب من النشر، وحتى حين تم التفاوض مع قصور الثقافة لطباعة بضعة كتب كل عام ، كانت الأرباح تذهب لهم ولا يستفيد منها النادي بشيء . أما المجلة فقد جرى اتفاق مع هيئة الكتاب لطباعتها كل ثلاثة أشهر، ولكن الأمر توقف ، ولهذا يناشد الكاتب د. أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب لإعادة طباعة تلك المجلة القيمة في فن القصة وسردياتها. وطالب الأديب بأن يشمل التغيير المرتقب للائحة النادي وقانونه بأن يُسمح بتلقي التبرعات من خارج الأعضاء، ومن مصر وخارجها، والتي تكون تحت مراقبة جهاز المحاسبات وغيره من الجهات الرقابية على الأنشطة الثقافية. ويختتم الجيزاوي بقوله : 62 عاما هو عمر نادي القصة.. فهل يصعب على وزارة الثقافة التي تحدث وزيرها عن فوائض بمواردها عن إنقاذه.. وهو الذي كان البوابة الشرعية لظهور الكتاب والروائيين والقاصين المشاهير !