يوسف الشارونى كاتب قصة وناقد له قامة أدبية كبيرة ورمز من رموز حياتنا الثقافية وأحد رواد التجديد فى القصة العربية الحديثة ،احتفلت به لجنة القصة بقاعة المؤتمرات بمقر المجلس الأعلى للثقافة بمناسبة بلوغه التسعين فى احتفالية بعنوان «تسعينية الشاروني» شارك فيها العديد من الأدباء والنقاد ، برعاية د. جابر عصفور وزير الثقافة،د.محمد عفيفى الأمين العام، وأدارها الناقد ربيع مفتاح. ولد الشارونى بمدينة منوف بمحافظة المنوفية عام 1924، حيث كان يعمل والده موظفاً بمدينة منوف، ونقل والده للعمل بالقاهرة عام 1927 حيث استقرت الأسرة ،وكانت طفولته موزعة بين القاهرة و قريته »جزيرة شارونة »بمحافظة المنيا حيث كان يعيش جده وجدته لأمه حتى نهاية المدرسة الثانوية، ترعرع فى وسط عائلة مهتم بالشأن الأدبى والفن .يكتب يوسف القصة للكبار ويكتب أخوه يعقوب القصص للأطفال ،وصبحى أستاذ فى الفن التشكيلى ،أما مفيد وهو الأصغر له اهتمامات بالإنترنت ،حصل الشارونى على ليسانس الآداب قسم الفلسفة جامعة القاهرة عام 1945. تلقى على يدى د.طه الحاجرى مبادئ النقد الأدبى الحديث، ولم تكن مطالعاته إلا تطبيقاً لهذه المبادئ.. تدرج بمناصب المجلس الأعلى للثقافة، حتى أصبح وكيل وزارة الثقافة، وكان رئيساً لنادى القصة بالقاهرة من 2001 إلى 2006 بعد الروائى الكبير نجيب محفوظ ،ثم رئيس شرف النادي. وعضو لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة، ولجنة الأدب بمكتبة الإسكندرية، و كان عضواً فى هيئة تحرير مجلة المجلة ،وأستاذا غير متفرغ للنقد الأدبى فى كلية الإعلام بجامعة القاهرة من عام 1980 - 1982 عمل فى سلطنة عمان كمستشار ثقافى من 1983 إلى 1990. . والشارونى قاص وصاحب كتابات دسمة فى النقد الأدبى وأخرى توازيها فى عمقها فى تحقيق التراث العربى بين الإبداع والتنظير والوظيفة والترحال، خلص للقصة القصيرة طوال أكثر من خمسين عاماً، أ صدر ست مجموعات قصصية، وله أكثر من عشرين دراسة أدبية فى متابعة القصة القصيرة والرواية. ويعد الشارونى أول كاتب أرسى قواعد القصة التعبيرية، إذ جنح فى قصصه إلى التعبير عن موجة القلق التى كانت تسود القرن العشرين والضغوط التى تعرض لها الإنسان المعاصر ووحدة العالم الواحدة، وهكذا ثابر الشارونى بالصبر والنفس الطويل، متوشحاً بحكمة النهر فى العطاء، و متسلحاً بموروثه الصعيدى وبالمثابرة، حيث واصل الكتابة وعمل على تطوير أدواته الفنية فى كتابة القصة القصيرة فنه الأثير، وكعبة عشقه التى لم يتحول عنها إلا قليلا، فباحت له بأسرارها وأعطته مفاتيح خزائنها فنجح فى رصد توترات الواقع وأزمة الإنسان المعاصر فى أعمال فنية تتجاوز ظاهر الأشياء إلى جوهرها . لقد شغل يوسف الشارونى مجتمع الستينيات الأدبى بقصصه القصيرة ذات الاتجاه المميز،وشارك مشاركة نشطة فى الحياة الأدبية، وما يزال يشارك بقصصه ومقالاته ودراسته النقدية حتى اليوم، ويعتبر كفاح الشارونى الأدبى صورة من كفاح جيله، جيل كله تطلع وعطاء وتجريب فى مجالات الإبداع الأدبى ومغامرات البحث والنقد. ترجمت أعماله إلى الإنجليزية والألمانية والفرنسية والأسبانية. كما تُرجمت له قصص إلى لغات أخرى مثل: الهولندية والسويدية والبولندية والروسية والصينية والدنمركية.