وجد قرابة نصف مليون مسلم يقيمون في إقليم كتالونيا "شمال شرقي أسبانيا" أنفسهم وسط جدل سياسي يبدو أنه سيكون محور نقاش واسع قبيل انتخابات محلية تنطلق في إسبانيا نهاية مايو/آيار القادم. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فإن الجدل حول المسلمين المقيمين في إقليم كتالونيا بدأ مؤخرا بسبب نشاط شخصيات سياسية كتالونية تتهمها الحكومة المركزية الأسبانية في مدريد، بمحاولة توظيف المهاجرين في مشروع الانفصال. تصريحات مسؤول رفيع في الحكومة الأسبانية ورد من نظيرة في الحكومة المحلية في إقليم كتالونيا، أمس الأربعاء، أظهر أن ورقة نحو نصف مليون مسلم كتالوني باتت مساحة جديدة من الصراع بين مدريد وبرشلونه عاصمة إقليم كتالونيا حول مشروع انفصال الأخيرة. على جانب الحكومة المركزية، قال وزير الداخلية "خورخي فرنانديز دياز" بالحكومة الأسبانية الاتحادية، إن "مؤسسة الكتالون الجدد، برئاسة انخيل كولوم، تضم بين أعضائها العديد من المتطرفين المسلمين"، في اشارة إلى اعتقال أشخاص، خلال الفترة الأخيرة، في صفوف الجالية المسلمة في إقليم كاتالونيا بتهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش". "دياز" أضاف في لقاء مع إذاعة "راديو كاتالونيا" "حكومية": "في أعقاب محاولة الاستقلال مسعى انفصال إقليم كتالونيا عبر تنظيم استفتاء أتذكر أنه تمت محاولة استقطاب العديد من هؤلاء الناس يقصد المسلمين إلى مؤسسة الكاتالون الجدد مع محاولة إغرائهم وتبشيرهم بحلم الاستقلال دون تدقيق في خلفياتهم وتوجهاتهم الدينية". الوزير في الحكومة الإسبانية يريد القول بطريقة ما إن حكومة إقليم كاتالونيا تقدم تسهيلات للمسلمين رغم أن بينهم متشددين. ومؤسسة "الكاتالون الجدد" التي تحدث عنها الوزير هي مؤسسة قانونية تابعة لحزب التوافق الديمقراطي الكاتالوني "CDC" الذي ينادي بانفصال كاتالونيا، والذي يقود مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكاتلاني "OCD" حكومة الإقليم، ويتراس "OCD"، ارتورو ماس، رئيس الحكومة الكاتالونية والمعروف بأنه زعيم مشروع انفصال إقليم كاتالونيا عن إسبانيا. وفي المقابل عبر وزير الداخلية الجهوي الكاتالوني، "رامون إسبادالير"، وزير في حكومة كاتالونيا المحلية التي تدير الإقليم عن أسفه لتصريحات "دياز"، معتبرا أنها "تربط الاستقلال بالإرهاب".