أوقف البرلمان في إقليم كتالونيا الأسباني جلساته المتعلقة بنقاش موضوع الانفصال عن أسبانيا، ترقباً لتداعيات استفتاء مماثل بدأ اليوم الخميس في أسكتلندا وسيحدد إمكانية انفصالها عن بريطانيا. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء وتحت عنوان "الكتالونيون يبحثون استفتاء الانفصال عن أسبانيا وأعينهم على أسكتلندا" كتبت صحيفة "الموندو" الأسبانية واسعة الانتشار، إن "البرلمان الكتالوني أوقف جلساته الخاصة بنقاش مسألة استفتاء الانفصال عن أسبانيا، لمتابعة ما يسفر عنه تصويت الأسكتلنديين، والذي انطلق منذ الساعات الأولى لصباح اليوم الخميس، وسيحدد فيه الأسكتلنديون مدى بقائهم ضمن المملكة البريطانية أو الانفصال عنها". وبحسب الصحيفة، فإن ردود الفعل الأوروبية على النتيجة التي سيسفر عنها تصويت الأسكتلنديين "ستكون بمثابة رد مهم تنتظره حكومة إقليم كاتالونيا لمعرفة حجم التبعات الاقتصادية والسياسة التي قد تترتب عن انفصالها عن أسبانيا". وتعارض حكومة مدريد بقوة، مشروع استفتاء ينتظر أن تجريه حكومة الإقليم في 9 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، حول انفصال كتالونيا، وتعتبره الحكومة غير قانوني، ويخالف الدستور الأسباني الذي ينص على وحدة الأراضي الأسبانية. وقال رئيس الوزراء الأسباني، ماريانو راخوي، في خطاب أمام البرلمان، أمس الأربعاء، إنه ورغم رفضه لفكرة استقلال أستكتلندا عن بريطانيا فانه "لا وجه للشبه بين الحالة الأسكتلندية والحالة الكتالونية لكون تصويت أستكتلندا على الانفصال عن بريطانيا يأتي بعد موافقة من الحكومة المركزية، بينما استفتاء انفصال كاتالونيا مرفوض من قبل الحكومة، وهو وإجراء غير دستوري". من جهته، قال وزير الخارجية الأسباني، خوسيه مانويل مارجايو، في تصريحات صحفية، على هامش مؤتمر وزاري عقد، يوم أمس، في مدريد، حول الوضع الليبي، إن "مدريد ستستخدم كل الوسائل المتاحة لمنع استفتاء انفصال كاتالونيا عن أسبانيا". ويسعى إقليم كتالونيا، الذي يضم كلا من مقاطعات "برشلونة"، و"غرندة"، و"لاردة"، و"تراغونة"، إلى تنظيم استفتاء حول الاستقلال عن أسبانيا في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وتعتبر كتالونيا من المناطق الاقتصادية الأسبانية الأكثر ديناميكية. وكان حاكم الإقليم، أرتور ماس، قال في خطاب له، بمناسبة اليوم الوطني للإقليم في 11 الشهر الجاري، إن حكومته لن تتزحزح عن خطط إجراء الاستفتاء في الإقليم؛ الذي يسكنه 7.6 مليون نسمة. وفي أسكتلندا، توجه الناخبون، صباح اليوم، إلى صناديق الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء التاريخي حول استقلال أسكتلندا عن المملكة الممتحدة. وتستمر علمية الاقتراع حتى العاشرة مساءً، بالتوقيت المحلي، في مراكز الاقتراع، التي أقيمت في المدارس والكنائس ومقرات البلديات في أنحاء البلاد.