كتالونيا والانضمام إلى إسبانيا تقع كتالونيا فى شمال شرق إسبانيا، حيث تحدها فرنسا شمالا، وهى واحدة من سبع عشرة منطقة تتمتع بدرجات متفاوتة من الحكم الذاتى فى مملكة اسبانيا، وتتكون من أربعة أقاليم هى برشلونة وترجونة وجيرونة ولاردة. أما تاريخا، فيرجع الكثير من من المؤخرين جذور كاتالونيا للصراع بين دولة الإسلام فى الأندلس وبين مملكة الفرنجة، حيث قام شارلمان بتأمين منطقة عازلة بين المملكتين، امتلأت مع الوقت بالحصون والأبراج، واجتزبت سكان جبال البرانس. وفيما بعد، صارت برشلونة كونتية، ثم أصبح كونت حاكم برشلونة ملكا لأراجوان، ونشط العديد من هؤلاء الحكام فى توسيع رقعة مملكتهم فى القرنين الثانى والثالث عشر، الى أن ضموا اليها العديد من المناطق فيما يقابل اليوم إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وصولا الى اليونان. وقد ارتبط مصير كتالونيا بباقى شبه جزيرة إيبريا منذ زواج فرديناند ملك أراجون وإيزابيل ملكة قشتالة فى القرن الخامس عشر، ثم هبت رياح التغيير فى القرن الثامن عشر والذى بدأ بحر بعلى مقعد السلطة بين الهابسبورج والبور بون، ودفعت كتالونيا ثمن مساندتها للهابسبورج غاليا، اذ تم حل مؤسسات كتالونيا وإلغاء قوانينها وسحب أمتيازها وتغير وضعها من أمارة إلى مجرد جزء من التاج الإسبانى بقرار من الملك الجديد فيليب الخامس. ورغم ذلك بزغ نجم كتالونيا فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر مع إرساء دعائم نهضة ثقافية وعلمية ارتبطت بالثورات التى أدارتها الثورة الصناعية والتجارة مع العالم الجديد، ثم جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، حيث فقدت اسبانيا مستعمراتها فى كوبا وغيرها من الدول، مما شكل ضربة قاسية لاقتصاد كاتالونيا، الا أن الضربة الأقوى حملتها الحرب الأهلية الإسبانية ووصول الدكتاتور فرانكو للسلطة مع نهاية الحرب عام 1939، وذلك بعدما تحالف مع هتلر وموسولينى اللذين أرسلا طائراتهما الحربية لضرب مراكز المقاومة الجمهورية فى كتالونيا وأقليم الباسك دعما لحليفهم فرانكو. ولم تتوقف حرب فرانكو على الاحتلال المادى لكاتالونيا وأنما أمتدت إلى الثقافة الكاتالانية فى محاولة لمحو الهوية وإذابة كتالونيا تماما فى المجتمع الإسبانى الذى أراده الدكتاتور، ومن مظاهر ذلك استهداف اللغة الكاتالونية من خلال منع استخدامها فى المدارس والجامعات ووسائل الإعلام والأماكن العامة، كما حظر المظاهر الاجتماعية والأحتفالية التقليدية مثل الاغانى والرقصات الكاتالونية، وقامت الدولة بتشجيع الهجرات من المناطق الأفقر فى إسبانيا إلى كتالونيا بغرض اختلاط الانساب والقضاء على القومية الكاتالانية. ولكن لم تفلح تلك الممارسات القمعية فى إجبار الكاتالانيين على التخلى عن ثقافتهم، بل زادتهم إصرارا على التمسك والاحتفاء بها بعيدا عن أعين زبانية فرانكو، وهو الأمر الذى لا ينساه الكاتالانيون المعتزون بهويتهم. البحث عن الاستقلال يستند دعاة استقلال كتالونيا إلى مبررات كثيرة منها أختلاف اللغة والثقافة وغيرها من محددات الهوية، بالأضافة الى معارضة البعض لنظام الملكية ولسياسات الحكومة المركزية فى مدريد، خاصة فيما يتعلق بالشق الأقتصادى والتعليمى، حيث يؤمن هذا القطاع بأحقية الشعب الكاتالانى فى تقرير المصير، ويراهن على ما تملكه كاتالونيا من موارد طبيعية وبشرية، مقومات للنجاح، كما إنه لا ينسى ما تعرضت له كتالونيا من قهر ومحاولات لطمس الهوية. أما فى الجانب المقابل، هناك قطاع أخر من الكتالونيين معارض تماما لمشروع الاستقلال، حيث يرى أن مصلحة كاتالونيا تكمن فى البقاء كجزء من دولة قوية وموحدة، ويشعر بأنه مندمج ومتوافق تماما مع سائر بقاع إسبانيا، علاوة على التخوف من العزلة التى قد تتعرض لها كتالونيا حال استقلالها بالفعل، وهو ما تعتبره الحكومة الإسبانية أمرا غير مطروح للتفاوض نظرا لعدم دستوريته. يشار إلى أن تحقيق هذا الاستقلال قد يفتح الباب على أقاليم أخرى في نفس المنطقة للمطالبة بالانفصال، أشهرها إقليم الباسك شمال إسبانيا، حيث يطالب الإقليم بالحكم الذاتي عن إسبانيا خصوصا في صفوف تيار اليسار، ويسعى زعيم الباسك خوزيه إيباراتشي منذ فترة إلى إجراء استفتاء في الإقليم على اقتراح الحكم الذاتي الذي سبق للبرلمان الباسكي التصويت عليه بالإيجاب، ورفضه البرلمان الإسباني بشدة.
رئيس حكومة كتالونية حكومة كتالونيا السلطة التشريعية ممثلة في برلمان كتالونيا من 135 نائباً يمثلون المقاطعات الأربع. في الانتخابات التشريعية في سنة 2012 حصل إئتلاف "الاتحاد والتجمع" على أكبر عدد مقاعد يليه حزب "اليسار الجمهوري الكتلاني" الذي دخل في تحالف مع "الاتحاد والتجمع" على أن يدعم سياسته الانفصالية عن إسبانيا. حصلت الأحزاب المؤيدة لتقرير المصير على 85 مقعداً في البرلمان. ويترأس الحكومة الكتالونية "آرتور ماس ",وصرح ماس يوم الأربعاء الماضى أن مدريد فشلت فى تخويف الكتالونيين"، مضيفا "هناك دائما سلاح فى أيدينا لإجراء استفتاء، استفتاء ملزم، وهو سلاح يقوم على الانتخابات ونحن مستعدون لاستخدامه إن لم يكن هناك رد فعل إيجابى من الحكومة الإسبانية". وأضاف ماس فى كلمة ألقاها فى البرلمان الكتالونى: "مدريد أدركت أن معظم سكان كتالونيا لا يخافون، إلا أن ذلك لا يعنى أننا لا نريد أن نحترم القانون"
رئيس الوزراء الإسبانى موقف الحكومة الإسبانية صرح رئيس الوزراء الإسباني ماريانو أن الحكومة الإسبانية أغلقت جميع الأبواب أمام إجراء محادثات بشأن تنظيم استفتاء ملزم حول استقلال إقليم كتالونيا. ودعا رئيس وزراء الإقليم أرتور ماس إلى هذه المفاوضات،إلا أن راخوي شدد على أنها مستحيلة. وقال راخوي "يرغب ماس في أن يدفعني للموافقة على إجراء استفتاء حقيقي، ويمكنني أن أقول إن هذا غير ممكن,ما كان غير شرعي قبل عام لا يزال غير شرعي اليوم ".