تزيح بريطانيا الستار عن تمثال برونزى لزعيم الاستقلال الهندي المهاتما غاندي اليوم السبت في ساحة البرلمان المرموقة في لندن، وهي مكان يكتظ بنُصب لرجال دافعوا عن الإمبراطورية البريطانية، التي ساعد غاندي على "تدميرها"، بعد حوالى سبعة عقود من نيل الهند استقلالها عن بريطانيا . ومن المفارقات أن تمثال غاندي سيجثم في جوار تمثال زعيم بريطانيا السابق، إبان الحرب العالمية الثانية، وينستون تشرشل، أي الرجل نفسه الذي ناضل لإحباط استقلال الهند، وكان يكنّ العداء لغاندي ولكل المطالب التي رفعها ذلك "الفقير الهندي". يزيح الستار عن نُصب غاندي، رئيس الوزراء دايفيد كامرون ووزير المالية الهندي ارن جايتلي، أمام البرلمان البريطاني في الذكرى المئوية لعودة غاندي الى الهند من جنوب أفريقيا وبدء النضال في سبيل نيل الحكم الذاتي. وقال كاميرون: "المهاتما غاندي مصدر إلهام، نهج اللاعنف الذى تبناه سوف يتردد صداه للأبد كإرث إيجابي ليس فقط بالنسبة للملكة المتحدةوالهند، ولكن للعالم ككل". وأضاف: "لقد كان رجلاً له بصيرة عميقة وما زالت الكثير من ملاحظاته باقية ومواكبة لأيامنا هذه" ، وتابع كاميرون، أن التمثال الذى تم تمويل عملية صنعه بتبرعات بلغت قيمتها أكثر من مليون جنيه استرلينى (54.1 مليون دولار)، يعكس "أهمية غاندى الكبيرة فى تاريخ بلدينا". من جهته قال جايتلي إن "هذا الحدث يمثل أيضا لحظة مهمة وتاريخية للاحتفال بالرابط القوي بين بلدينا، فالهند والمملكة المتحدة تتقاسمان القيم ذاتها ولدينا شراكة متينة. وهذه الصداقة هي إحدى تركات غاندي الكثيرة". وذكر وزير الثقافة البريطاني ساجد جاويد ان العلاقة الحالية لبلاده مع الهند هي التي كان يحلم بها غاندي أي كأصدقاء وأنداد متساوين. الجدير بالذكر أن من صمّم تمثال غاندي البرونزي، هو النحات البريطاني فيليب جاكسون، مستنداً إلى عدد من الصور، إحداها لغاندي واقفاً خارج مكتب رئيس الوزراء البريطاني في لندن في عام 1931 .