تظاهر الآلاف من الكاميرونيين، اليوم السبت، في العاصمة ياوندي، لقول "لا" لمجموعة "بوكو حرام" المتشدّدة، في مسيرة جابت أنحاء المدينة، بتنظيم من جمعية للصحفيين الكاميرونيين، وفقا لمراسل الأناضول. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها شعارات من قبيل "بوكو حرام.. أنت لا شيء"، و"لا لبوكو حرام"، و "لا للهمجية"، و"نريد السلام". وقال أحد منظّمي المسيرة، ويدعى إيسومبا بوليكاربي، إنّ "الكاميرون بلدنا، وبالتالي، يتحتّم علينا المحافظة عليه، ولذلك، لا يسعنا تجاهل التهديدات التي تمثلها بوكو حرام"، مضيفا: "نريد بثّ رسالة لهؤلاء الهمجيين، فحواها بأنّهم سيجدوننا أمامهم للتصدّي لهم، وإن كلّفنا ذلك الإنضمام جميعا إلى الجيش، بهدف الدفاع عن وطننا، فسنفعل". وشهدت المسيرة مشاركة العديد من المسئولين الحكوميين، إلى جانب دبلوماسيين أجانب، أبرزهم السفير الفرنسي والإيطالي في البلاد، حسب المصدر نفسه. وفي سياق متصل، قال رئيس "المجلس الأعلى للنيجيريين في الخارج"، ومقرّه العاصمة ياوندي، أبو بكر حميدو: "نحن ندعم الكاميرون، وعناصر بوكو حكرام ليست مسلمة؛ لأنّ الإسلام يدعو إلى التسامح. نحن ندعو الله بأن يقضي على هؤلاء الأشخاص السيئين، ونحن هنا لنعبّر عن موقفنا الرافض لبوكو حرام". وتشن القوات الكاميرونية حربا على بوكو حرام بعد أن نفذت الأخيرة عدة عمليات تسلل إلى أراضيها من جهة الشمال. ورجّح ضابط في الجيش الكاميروني، مطلع الأسبوع الجاري، أن يبلغ عدد المحتجزين الذين تربطهم علاقات ببوكو حرام في سجن "ماروا"، شمالي الكاميرون، الألف سجين، جرى اعتقالهم بناء على معلومات تم استقاؤها من السكان. ومنذ بداية عام 2015، كثفت الحركة المسلحة من هجماتها داخل الدول المجاورة لنيجيريا، حيث تعرّض الجنوب الشرقي النيجيري، أوائل شهر فبراير الجاري، إلى سلسلة من الهجمات الدامية من قبل "بوكو حرام"، ردّا على قرار النيجر بإرسال وحدات عسكرية إلى منطقة أقصى الشمال الكاميروني. وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.