لقي حوالي 100 من عناصر "بوكو حرام" المتمركزة في منطقة "بورنوري" بأقصى الشمال الكاميروني، حتفهم في عملية تدمير لمعسكر تدريب تابع للمجموعة المسلّحة، قادته وحدات من الجيش الكاميروني، وفقا لما علمته الأناضول، اليوم الاثنين، من مصدر أمني كاميروني. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فقد أوضح المصدر نفسه، مفضلا عدم الكشف عن هويته، أنّه "تمّ رصد معسكر التدريب بالتعاون مع سكان المنطقة الذين أرهقتهم انتهاكات المجموعة المسلحة النيجيرية في الكاميرون". وجاء تدمير هذا المعسكر الواقع على بعد حوالي 10 كم من الحدود مع ولاية "بورنو" النيجيرية، أمس الأحد، بحسب المصدر نفسه. ولم يتسنّ لمراسل الأناضول الحصول على توضيحات بشأن تاريخ استحداث المعسكر في الكاميرون أو جنسيات الأشخاص الذين كانوا يتدرّبون فيه، كما أنّ السلطات الكاميرونية لم تعلن رسميا بعد عن عملية التدمير التي قادتها وحدات الجيش. وفي سياق متصل، أوضح مصدر أمني كاميروني ثان لم يكشف أيضا عن هويته، أنّ "الكاميرون لطالما نفت كونها قاعدة خلفية لبوكو حرام، ولذلك فإنّ الإعلان رسميا عن تدمير معسكر تدريب، سيجعلها مجبرة، قبل ذلك، على إيجاد طريقة لتفسير وجود مخيم تدريب للمجموعة المسلحة على أراضيها". وتشهد المناطق الحدودية مع نيجيريا، منذ فترة، توترا أمنيا، جراء الهجمات المتزايدة عليها من قبل "بوكو حرام"، وفقا لما كشفت عنه مصادر أمنية للأناضول في وقت سابق. وتأتي هذه الهجمات رغم الإجراءات الأمنية المشدّدة التي اتخذتها الكاميرون للتصدّي للمجموعة المسلّحة، حيث قامت، بداية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بإرسال عدد من العسكريين المنتمين للحرس الرئاسي ولكتيبة التدخل السريع، والذين يضمان نخبة الجيش الكاميروني. وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية. وحافظت جماعة "بوكو حرام" على سلمية حملاتها - رغم طابعها المتشدد - ضد ما تصفه ب"الحكم السيء والفساد"، قبل أن تلجأ عام 2009 إلى العنف، إثر مقتل زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة.