أكد الكاتب الصحفي الفلسطيني ياسر الزعاتره أن رفض الدول الغربية لمطلب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للقيام بعملية عسكرية ضد الإرهاب في ليبيا جاء لخوفهم من ما وصفه "مغامرة عسكرية في بلد محوري"، مضيفا أن الدول الغربية ترغب في دعم اللواء خليفة حفتر قائد عملية "الكرامة" العسكرية. وقال الزعاتره من خلال تغريده له على صفحته بموقع التدوينات القصيرة "تويتر" : "الغرب يريد حفتر، لكنه يخشى مغامرة عسكرية في بلد محوري يؤثر على منظومتهم الأمنية، بخاصة فيما يتعلق بالهجرة.من هنا يأتي رفض مطلب السيسي". وتشهد الساحة السياسية بليبيا حالة من الانقسام، حيث يتولي مقاليد الحكم بالعاصمة "طرابلس" حكومة الأنقاذ الوطني برئاسة عمر الحاسي والمؤتمر الوطني العام الليبي "البرلمان"، فيما تتولي حكومة أخرى برئاسة عبد الله الثني ومجلس النواب الليبي مقاليد الحكم بمدينة "طبرق". وتشهد العديد من المدن الليبية أوضاع أمنية غير مستقرة نتيجة انتشار الجماعات المتشددة المسلحة مثل تنظيم دولة الإسلام "داعش". وقد قامت القوات الجوية المصرية بقصف بعض بؤر وأهداف "داعش" داخل الأراضي الليبية، ردا على أعدام 21 مصري قبطي من قبل التنظيم. يذكر أن مصر تسعي حاليا للحصول على إجماع ودعم دولي للقيام بعملية عسكرية في ليبيا ضد العصابات والجماعات المتشددة المسلحة، حيث قام سامح شكري وزير الخارجية المصري بإلقاء كلمة في الجلسة الطارئة بمجلس الأمن التي دعت إليها مصر يوم الأربعاء الماضي لعرض أخر المستجدات في الأزمة الليبية. وكانت جين بساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية قد أكدت حق مصر في الدفاع عن نفسها وعن أراضيها، مضيفة أن العملية السياسية التي تقودها الأممالمتحدة هي أفضل للأوضاع في ليبيا، كما أعلنت فيديريكا موغيريني، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، في تصريحات سابقة لها إن تنظيم داعش يمثل تهديدا لكل الليبيين، وطالبتهم بالعمل المشترك لمواجهة هذا التهديد، دون الأشارة إلي إمكانية التدخل العسكري في ليبيا. كما أعرب عمر الحاسي رئيس حكومة الأنقاذ الوطني بطرابلس عن اعتراضه واستيائه بسبب القصف الجوي المصري داخل ليبيا، مشيرا إلي أن هذا انتهاك للسيادة الليبية. فيما رحبت الحكومة الليبية ب"طبرق" برئاسة عبد الله الثني بالضربات الجوية المصرية، معتبرة "إياه مساندة لهم ضد الإرهاب".