الرواق ، هو أحد العناصر المعمارية التي يتألف منها المسجد، مر بأطوار وأدوار مختلفة حتى غدا جزءاً لا يتجزأ من المسجد ومعلماً من معالم الحضارة الإسلامية ومحطة من محطات الدراسة . والرواق هو بيت كالفسطاط يُحمل على عمود واحد طويل ، وهو سقيفة للدراسة في مسجد ،وهو ركن في نَدْوة للتَّلاقي والتَّشاوُر . كان طلبة العلم ينتشرون بكثرة في المساجد الكبرى، يتلقون العلوم الإسلامية المتعددة في مواضيعها على أيدي مشاهير العلماء، وكانت أروقة المساجد أفضل الأماكن لهم، سواء في الاستماع إلى درس أو في الاستذكار ، أو تجميع الأمتعة الخاصة بهم، أو المبيت فكان هؤلاء الطلبة هم شاغلو تلك الأروقة التي تراها زاخرة بهم. و ارتبط الرواق بمعان سامية عدة لا تخرج عن معاني التعبد والتعلم الملازمة لبيت الصلاة في المسجد، وفي مبدأ الأمر ضمت تلك الأروقة خزائن أو دواليب أو صناديق لأولئك الطلبة يضعون فيها حاجياتهم العلمية من كتب ودفاتر وغيرها. وتطور الحال إلى تقسيم الأروقة إلى حارات، بها مسئولون عن أهلها، يتولون تنظيم أمورهم ورعايتها، ويلقبون في نفس الوقت بمسميات مميزة ،و تحولت الأروقة إلى أماكن للإقامة لطلبة العلم الوافدين لمصر. وتطورت الأروقة فيما بعد إلى أن غدت كما هي في المفهوم الأزهري أبنية تسكن كلاً منها جماعة من الطلبة متحدو الجنس والمذهب. كرواق الأتراك والمغاربة والشوام، وكانت تلك الأبنية تقام بأموال المتبرعين الراغبين في تيسير طلب العلم ودعم أهله حتى أصبحت تلك الأروقة الأزهرية من حول الأزهر الشريف تشبه مدينة كاملة قائمة بذاتها، لم تكن مخصصة للنوم أصلاً، بل كانت أشبه ما تكون بسكرتارية ومكتبة وخزائن كتب تخص كل مجموعة من الطلبة على حدة، أما الطلبة الغرباء الذين يحتاجون إلى المبيت والطبخ فلهم حارات حول الأزهر خصصت لهم، وقد بلغ عددها ثلاث عشرة حارة مثل حارة العفيفي والزرافة والبشاشة والسليمانية وغيرها. أشهر الأروقة الأزهرية ضم الأزهر إلى جواره عدداً كبيراً من الأروقة التي كانت بكثرتها تدل على النشاط العلمي الواسع الذي اضطلع بمسئوليته الأزهر كمؤسسة إسلامية تعليمية عالمية ، و بلغت تلك الأروقة في فترة من الفترات قرابة ال (30) رواقا. أشهرها:الرواق العباسي وسمي بذلك نسبة إلى بانيه خديوي مصر عباس حلمي الثاني(1897م 1315ه) وكانت فيه ما نسميه إدارة الأزهر ومشيخته ومكتبته وطبيبه ومحفوظاته مع طلبة يسكنون جوانب منه، وهو يشتمل على ثلاثة أدوار، وهو قطعة معمارية فنية جميلة من العمارة والفن الإسلاميين. الرواق التركي أو رواق الأتراك بناه السلطان قايتباي، ويستحق أوقافه كل مجاور من بلاد الأتراك وكان طلابه 50 طالباً. رواق الصعايدة وهو من أشهر الأروقة الأزهرية وتدل جرايته (الطعام الموزع على طلابه) على كثرة من كان فيه، فقد بلغت ألف رغيف لكل يومين. وهو من إنشاء الأمير عبدالرحمن كتخدا وله أوقاف عظيمة. رواق الحنابلة بناه الأمير عثمان كتخدا، وأهله كانوا قليلين، ورواتبهم مرتفعة، وكان يقع بجوار رواق زاوية العميان. رواق الحنفية وهو من أوسع الأروقة، به 13 غرفة للمجاورين، أنشأه الأمير راتب باشا الكبير سنة (1279ه 1862م).