الأزهر الشريف.. «كعبة العقل الإسلامي»

منذ أن أنشأه الفاطميون، عام 359 هجرياً - 970 ميلادياً، و«الأزهر»، جامعا وجامعة، كعبة لعقول مئات الملايين من المسلمين فى أنحاء العالم، ليتزودوا من علومه، ثم يعودوا لأوطانهم حاملين مبادئ الوسطية المعتدلة، التى اتسم بها منهجه على مر العصور.
احتضن الأزهر، عبر تاريخه، طلاب العلم المسلمين من كل القارات، وأنشأ لهم «أروقة» عديدة، تكفل لهم إعاشة كاملة، طعاما وإقامة وكسوة ورواتب، تكريماً لمسعاهم نحو الفهم الصحيح للدين.
لم يعرف الجامع المنسوب لأحب بنات النبى إلى قلبه، فاطمة الزهراء، تمييزا عنصريا أو طبقيا، الكل سواسية، وللكل نفس الخدمات، أهل مصر كما ضيوفها. وحتى يعيش الجميع متحابين، متفرغين لطلب العلم، نظمت العلاقات بينهم وفق قواعد حاسمة. تنظم سفر الطلاب وإجازاتهم، والمسامحة، والتغيب عن الدراسة، وتوزيع الجراية، والانتظار حتى يشغر مكان بالرواق، وتأديب المخالفين للقواعد.
29 رواقاً أنشأها السلاطين والأمراء والأثرياء، وخُصص معظمها للطلاب الفقراء المنقطعين للعلم، ومعظمهم من ضيوف المحروسة. ويوضح عدد الأروقة المكانة العظيمة للأزهر الشريف لدى الشعوب المسلمة. وكان لكل رواق شيخ، رئيس، يعاونه وكيل يقوم مقامه فى غيبته، ويساعدهما نقيب، غالبا ما يكون من الطلاب القدامى، يتولى توزيع الجراية، والإمساك بالغياب والحضور وغير ذلك. ومعهم من العاملين شاهد الوقف، وجابى الوقف، وسقاء، وملاء، وفراشون، وخدم.
وتوزعت الأروقة ما بين 11 للقادمين من خارج القاهرة، و18 للقادمين من خارج مصر.
أروقة مصر:
- الريافة: مخصص لأهل الريف عامة، من أكبر الأروقة القديمة.
- البحاروة: لأهل الوجه البحرى، شمال باب المزينين، وبابه يفتح على صحن الجامع، هُدم لينتقل طلابه للرواق العباسى.
- الصعايدة: من أشهر الأورقة، أنشأه الأمير عبدالرحمن كتخدا، وبنى مدفنه تحته، وله أوقاف عظيمة، وتدل جرايته (الطعام الذى يتم توزيعه على طلابه) على كثرة من كان فيه من طلاب العلم حيث بلغت ألف رغيف لكل يومين.
- الشراقوة: لأهل الشرقية، بناه الوالى إبراهيم بك الجركسى، محبة فى شيخ الإسلام عبدالله الشرقاوى، بحرى المقصورة القديمة.
- زاوية العميان: خارج المدرسة الجوهرية فى الجانب الثانى من الحارة، بينهما ممر حجرى يقود لميضتها، بناه الأمير عثمان كتخدا.
- الفشنية: لأهل الفشن، بنى سويف.
- رواق الفيمة: لأهل الفيوم، بين رواقى البحاورة والشنوانية، شرقى الصحن.
- الشنوانية: لأهل قريتى الأجاهرة وشنوان فى شبين الكوم، لذا عُرف أحياناً برواق الأجاهرة أو المنايفة، يجاور رواق الفيمة.
- الحنفية: لطلبة مذهب أبى حنيفة، يقع بين رواق الفشنية والشنوانية، وبابه يفتح على الصحن، عبر سرداب ضيق طويل.
- الحنابلة: لطلبة مذهب ابن حنبل، يجاور زاوية العميان. أنشأه الأمير عثمان كتخدا، وبه مساكن علوية جددها الأمير راتب باشا، وأجرى على أهله رواتب إضافية عظيمة.
- الرواق العباسى: أنشأه الخديو عباس حلمى، واحتفل بافتتاحه سنة 1315ه - 1897م.
أروقة ضيوف المحروسة:
- الحرمين: يعرف أيضا بالمكاوية، لطلبة أهل الحجاز، ويقع على يمين الذاهب إلى المنبر السالك من باب الصعايدة، ويسكنه طلبة (مكة المشرفة) وسائر جهات الحجاز بما فيها المدينة المنورة والطائف وغيرها، وبه قاعة سفلية وثلاث حجرات علوية.
- السنارية: لأهل طلبة السودان وما جاوره غربا، ويعد من أشهر أروقة الأزهر.
- الشوام: أنشأه السلطان قايتباى، وزاد فيه عثمان وعبدالرحمن كتخدا، حتى أصبح أكبر من رواق الصعايدة، وملحق به أعلاه 30 حجرة، وخزانة كتب كبيرة.
- المغاربة: غرب صحن الجامع، جدده الأشرف قايتباى، من الأروقة الكبيرة، به مساكن علوية وله بئر ومطبخ وحنفية داخلية، وخزانة كتب كبيرة.
- دكارنة صليح: لأهل إقليم بحيرة تشاد والتكرور وغيرها، يجاور رواق الشراقوة، والآن مخزن دواليب.
- الأكراد: لطلاب المنطقة الكردية، على يمين الداخل من باب المزينين، بجوار رواق اليمنية.
- الهنود: لأهل شبه القارة الهندية، أيضا على يمين الداخل من باب المزينين.
- البغادة: لأبناء العراق، أعلى رواق الهنود.