علي هامش أسبوع الفن بجدة 21,39 نظم "أتيليه جدة للفنون الجميلة" معرضه التشكيلي "من النيل إلى الحرمين" لنخبة من فناني مصر والسعودية. المعرض افتتحته السيدة نادية الزهير بحضور ضيوف المعرض والمهرجان الفنانين الكبار د. أحمد نوار الرئيس السابق لقطاع الفنون التشكيلية، د. صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق، الناقد والفنان الكبير عز الدين نجيب أحد أعلام النقد العربي المعاصر، الناقد والمؤرخ والفنان عصمت داوستاشي، والنحات المعروف طارق الكومي مدير متحف "محمود مختار"، وشارك في المعرض من السعودية كل من الفنانينن عبدالله حماس، فهد الحجيلان، فيصل المشاري، علي الصفار، عبدالله الشلتي، سمير الدهام، عبدالله ادريس، محمد الغامدي، محمد الشهري، نهار مرزوق، علا حجازي، تغريد البقشي، ريم الديني، مشاعل الكليب، محمد الثقفي، فيصل الخديدي، وهيب زقزوق، صالح الشهري، عبدالله بن صقر، سعيد العلاوي، محمد الخبتي، وباسم الشرقي. وشارك من مصر كل من الفنانين: عمر النجدي، فرغلي عبدالحفيظ، أحمد نبيل سليمان، أحمد فؤاد سليم، أحمد نوار، عصمت داوستاشي، عز الدين نجيب، صلاح المليجي، طارق زبادي، طارق الكومي، فاطمة عبدالرحمن، حمدي ابوالمعاطي، عطيات سيد، السيد عبده سليم، عادل المصري، علي عاشور، عفت حسني، محمود حامد. كما تضمن المعرض أعمال رواد راحلين مصرين مثل جورج صباغ وأنجي افلاطون وتحية حليم والحسين فوزي. أشادت الأستاذة نادية الزهير بالمعرض قائلة: "معرض رائع بكل المقاييس لما يضم من أعمال جيدة ومتنوعة من الفنانين سواء الأعمال التصويرية أو النحتية أو أعمال الجرافيك"، واعتبرت الزهير أن هذا المعرض هو أهم المعارض التي اقيمت في اتيليه جدة على مدار سنوات عديدة، والجميل في المعرض أنه خلى من أي مجاملات لذا جاء قويا. مشيدة بطريقة عرض الأعمال وابتعاد الأتيليه عن زحمة وتكدس الأعمال التي كانت تراها سابقا. وعن رحلته لجدة، قال الفنان د. صلاح المليجي في تصريح خاص ل"محيط": "كانت دعوة موجهه من الأميرة جواهر راعية الفن في السعودية وجدة بالتحديد من خلال "اتيليه جدة" المسئول عنه مسئولية مباشرة ومديره هشام قنديل. تم استقبالنا في أحد الفنادق بجده، ومنذ وصولنا بدأنا في فعاليات الدعوة، وإقامة المعرض الذي يجمع بين فنانين مصريين وسعوديين، ومعرفة بداية الفن التشكيلي السعودي من خلال رواد مثل عبد الحليم الراضوي ومنيرة الموصلي وصفية زقر، ثم الفنانين المعاصرين مثل طه الصبان وبكر شيخون وفهد الحجيلان، وقابلنا خلال زيارتنا الشيخ طلال من أهم المقتنيين السعوديين لأعمال فنية مصريه؛ حيث يمتلك نحو 400 عمل ل300 فنان مصري، ومنزله عبارة عن بيت فني يضم أعمال أجيال متعاقبة من الفنانين سواء في التصوير أو الحفر والطباعة أو النحت وغيرهم؛ بالإضافة لمقتنياته الأخرى من أعمال الفنانين السعوديين. وأكد د. المليجي أن البرنامج تأثر بوفاة الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لكن كان هناك لقاء مع فنانين سعوديين كثيرين، و"كان من المقرر أن نؤدي مناسك العمرة، فأقمناها وكان د. أحمد نوار والفنان عصمت داوستاشي وصلوا إلى جدة لاحقا فأدوها فيما بعدنا، ربنا كرمنا وعملنا العمرة التي اعتبرها صلة بين العبد وربه، وجزء من العبادات الجميلة نتمنى أن يتقبلها ربنا لنمحي بها آلامنا وكل ما فات؛ فالعمرة كفارة لنا". وواصل د. المليجي: "عرفت من هذه التجربة وزيارتي لجدة أنه ليس فقط "أتيليه جدة" الموجود في السعودية، لكن هناك الكثير من الجاليريهات التى ترعى الفن التشكيلي، كما أن هناك فنانين سعوديين كثييرن جيدين، منهم من يهتم بالفكر السعودي القديم في أعماله المتعلقة بالسعودية، وكل فنان منهم يعبر عن بلده وبيئته بشكل قوي به حضور وفهم، واعتبر أن السعوديين قطعوا في تعليم الفنون شيء جيد". من جهته قال الناقد العربي الكبير عزالدين نجب أن هناك أسباب عديدة لهذا التقارب الحميم بين التجربتين المصرية والسعودية؛ منها الروح العربية المشتركة والحس الحضاري الممتد في أعماق هوية الشعبين، وبعض معالم الخصوصية البيئية، والتأسيس الأكاديمي لكثير من فناني المملكة بمصر أو بالسعودية على أيدي مدرسين مصريين للفن في بدايات الحركة الفنية بها، ومنها ما ترسب من خبرات الحداثة الأسلوبية من منابع مشتركة لرواد الفن بمصر أو أوروبا في وجدان الكثير من فناني البلدين، ومع ذلك كله؛ تبقى ثمة خصوصية واضحة لكل حركة فنية فيها بشكل عام، ولكل فنان على حدة بشكل خاص، من هنا جاء المعرض أقرب إلى حديقة تتماوج بأنواع شتى من الزهور، بأشكال وألوان وروائح مختلفة، لكنها تخلو من أي تنافر أو طغيان لأحدها على الآخر، بل يغلب عليها التوافق والانسجام والتكامل، ما يجعل المعرض لوحة واحدة متكاملة متعددة الأطياف، أو عقدا غنياً بحبات الأحجار الكريمة والمعادن النفيسة. وقال د. أحمد نوار أن المعرض يعكس بشكل عام التطور المزهل في أعمال التشكيليين السعوديين خلال السنوات الأخيرة، واصبحت التجربة التشكيلية السعودية تقف جنبا إلى جنب مع التجارب العربية الأخرى، وأشاد بأعمال الفنان السعودي فهد الحجيلان واعتبره هو أهم فنان سعودي معاصر. وقال الفنان القدير عبدالله حماس أنه سعيد بالاتقاء مع اشقائه المصريين على أرض المملكة، والمعرض يعكس العلاقات الوثيقة التي تربط بين الشعبين. واعتبر حماس أيضا أن المعرض من أهم المعارض التي نظمها "أتيليه جدة" إن لم يكن أهمها بالفعل. وأشاد حماس بالتجارب السعودية الشابة المشاركة في المعرض مثل الفنانين صالح الشهري وعبدالله بن صقر ومشاعل الكليب. ومن جانبه تحدث الفنان والمؤرخ عصمت داوستاشي عن الحراك التشكيلي الذي تشهده جده هذه الأيام في كل قاعات العرض تقريبا، ووجه التحية لصاحبة السمو الملكي جواهر بنت ماجد راعية اسبوع الفن في جدة، وللسيدة نادية الزهير لافتتاحها المعرض، وأشاد بالتشكيليين السعوديين عبدالله حماس وفهد الحجيلان وباسم الشرقي وعلا حجازي. وأوضح هشام قنديل مدير الأتيليه أن المعرض يستمر لمدة شهر، مشيرا إلى أن "أتيليه جدة" دائم التواصل مع الحركة التشكيلية المصرية، وسبق له تنظيم معرضين مهمين للفنانين التشكيليين السعوديين في قصر الفنون بدار الأوبرا المصرية, كما نظم الأتيليه معارض شخصية مهمة لنخبة من التشكيليين المصريين منهم فرغلي عبدالحفيظ، عمر النجدي، عادل السيوي، أحمد نوار، عادل ثروت، أحمد عبدالكريم، علي المليجي وغيره، ولكن هذه المرة الأولي الذي يجتمع فيها هذا الكم من الفنانين السعوديين والمصريين؛ حيث هي رحلات فنية لا تهدأ بين مصر والسعودية تأخذ من هنا لتضع هناك رافدا من روافد النيل، يأتي إلى السعودية ليروي ظمأ العطشى للفن الجميل، ثم يعود إلى مصر محملا بعبق الحرمين بتراث روحاني يعين ويغني النفس عن تلمس الجمال في غيره (إنها رحلة الشتاء إلى جدة), وأسبوع الفن بجدة يذكرنا بسوق عكاظ القديم الذي كان ملتقى الكل يعرض فيه بضاعته، وكان الشعر بضاعته الرائجة، وفي ذلك اليوم نستبدل الشعر بالفن حيث في جدة الملتقي 21,39. أضاف قنديل: "وجدة عروس البحر الأحمر نجحت في أن تكون واحدة من أهم عواصم التشكيل العربية. لا شك أن هذا الملتقى بكل ما فيه من ثراء وتنوع وتوجهات واتجاهات فنية وثقافية يلعب مع غيره من الملتقيات والمحافل والمعارض الفنية دورا مهما في اجتذاب شرائح عدة لساحة التشكيل بصفة خاصة، والساحة الثقافية بصورة عامة".