في مثل هذا اليوم من عام 1963، اعدم الزعيم العراقي عبدالكريم قاسم بعد يوم من الإطاحة به وإجراء محاكمة سريعة له. ولد عبدالكريم قاسم عام 1914 ببغداد، ودرس في مدرسة الصويرة الابتدائية جنوببغداد في سنة 1921، وتخرج من المدرسة الثانوية عام 1931، وعين بعدها معلما بمدرسة الشامية الابتدائية للبنين الواقعة في قضاء الشامية التابعة للواء الديوانية جنوبالعراق. التحق قاسم بالكلية العسكرية سنة 1932وتخرج منها عام 1934، وبدأ حياته العسكرية برتبة ملازم ثان في كتيبة للمشاة، واشترك مع الجيش العراقي في قمع التمرد الذي حدث في منطقة الفرات الأوسط. وفي 1941 تخرج قاسم من كلية الأركان العسكرية، وخلال الفترة الممتدة ما بين 3 سبتمبر إلى 20 أكتوبر من سنة 1945 شارك قاسم في حرب البارزاني في كردستان العراق، كما اشترك في حرب فلسطين عام 1948، وبعد عودة الجيش العراقي من حرب فلسطين إلى العراق رشحته رئاسة الأركان العراقية بدورة عسكرية في بريطانيا. وفي عام 1955 أوفد قاسم إلى تركيا ضمن البعثة العسكرية التي حضرت مناورات الجيش التركي. وقد أعجب قاسم بإنجازات أتاتورك خلال مدة إقامته بتركيا. وصل قاسم إلى رتبة زعيم (عميد ركن) في 3 مايو من عام 1955. وكان قاسم عضوا في تنظيم "الضباط الأحرار" ورشح عام 1957 رئيسا للجنة العليا للتنظيم الذي أسسه العقيد رفعت الحاج سري الملقب بالدين عام 1949م. وساهم مع قيادة التنظيم بالتخطيط لثورة 14 يوليو 1958 التي نفذها مع زميله في التنظيم عبد السلام محمد عارف والتي أنهت الحكم الملكي وأعلنت قيام الجمهورية العراقية. وكان عبد السلام عارف قد تولى منصبي نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية، ووزعت باقي الوزارات على أعضاء تنظيم "الضباط الأحرار". ورغم الصداقة القديمة بين قاسم وعبدالسلام عارف، إلا أنهما كانا مختلفين في بعض التوجهات السياسية ثم نزع قاسم للفردية ونادى نفسه بالزعيم الأوحد وجمع السلطات بيده وعطل صلاحيات مجلس السيادة وعلق انتخاب منصب رئيس الجمهورية. وتنافس الاثنان على زعامة الثورة، ما حدا بقاسم أن يزيح عارف وأعفاه من مناصبه العام 1959 وأبعده بتعيينه سفيرا للعراق بألمانيا الغربية، ليصير قاسم أول رئيس للعراق بعد الإطاحة بالملكية. ولما عاد عارف إلى العراق بسبب مرض والده لفقت له تهمة محاولة قلب نظام الحكم، وحكم عليه بالإعدام ثم خفف إلى السجن المؤبد ثم الإقامة الجبرية ثم ما لبث أن رد عارف جزاء ما فعله به فى السابق، حين أطاح بعبد الكريم قاسم، حيث اعتقل قاسم بدار الإذاعة وأعدم فيها في مثل هذا اليوم عام 1963.