في بداية عام جديد، يملؤنا التفاؤل والبشر، ونتضرع إلى الله أن يكون عاماً أفضل نستطيع فيه تحقيق أمنياتنا، أو تغيير بعض الصفات التي لا تروق لنا، أو التطلع لاكتساب صفات حسنة، لذلك وددنا أن تشاركنا عزيزي القارئ في "وصفة السعادة" التي يحاول خبراء التنمية الذاتية تقديمها إليك، لتكون دليلك في بداية العام، وليجيبون على أسئلة مثل: ما الذي يجعل البعض أكثر سعادة ونجاحاً؟، كيف يمكن للإنسان العادي أن يكون مثلهم؟. في البداية ينصحك الخبراء أن تصنع هذه الوصفة بنفسك لتكون واقعك اليومي الذي تعيشه، لكننا نسترشد ببعض النصائح. قابل مشكلاتك بالسخرية! كل المشاكل التي قد تواجهها..لابد أن تجد فيها شيئاً يصلح للسخرية! هكذا يؤكد خبير التنمية الذاتية شريف عرفة في كتابه "لماذا من حولك أغبياء"، ينصحك قائلاً: حاول أن تحكي مشاكلك بخفة دم..السخرية كامنة في كل شئ وتنتظر أن تلاحظها ..فقط ابحث عنها. البكاء لن يفيد..الحزن لا يحل المشاكل بل هو خلاصة المشاكل نفسها. حل مشاكلك ولا داعي لأن تزيدها تعقيداً..كن سعيدا!! هكذا ببساطة. حتى وأنت تواجه مشاكلك يمكنك أن تحزن طبعاً لكن لاحظ أن الحزن اختيارك الشخصي كما أن السعادة اختيارك الشخصي لأنك أنت من يقرر طريقة تفكيرك ونظرتك للأمور. السعادة لا تعني أنك تعيش حياة كاملة..بل تعني أنك قررت غض البصر عن النواقص. لا تبحث عن المخطئ! من الغريب أننا اعتدنا في كل خلاف أن يكون هناك طرف مخطئ..وهذا خطأ كما عرفنا..لا تتسرع في الحكم على أحد الأطراف بالخطأ فلا يوجد من يؤمن أنه مخطئ..لكل شخص مبررات تجعلك تعتقد أنه على صواب..ولكل منا احتياجاته التي قد تختلف عن احتياجاتنا نحن..عليك أن تتفهمها لتحصل على تواصل أفضل. لا تحاول في كل خلاف أن تثبت أنك على حق..فهذا لن يعود على العلاقة بشئ..فقط شعورك بالزهو لأنك استطعت إثبات أنك على صواب بينما الطرف الآخر على خطأ..مما يعود على العلاقة بالسلب. ما يمكنك أن تفعله لترضي الناس هو لا شئ بالمرة! هكذا ببساطة لا يوجد شخص في العالم على مر التاريخ اتفق الناس على حبه!. وبوضح يشرح عرفة فكرته: لا أعني أن تتجاهل الناس كلية وتترفع عن التواصل معهم، وأن تتقبل فكرة أنهم حمقى؛ عليك دائماً أن تنمي مهارات التواصل مع الآخرين، لكن تقبل الناس لك أو عدم تقبلهم لا علاقة له بالمرة بنظرتك وتقديرك لنفسك!. فكرة أن ترضى كل الناس فكرة مستحيلة..لو ربطت تقديرك لنفسك بهذا فأعدك بأنك لن تقدر نفسك أبداً! هناك من ينفقون أكثر من استطاعتهم ويثقلون أنفسهم بالديون كي يشتروا هاتفاً جوالاً فخيماً لا يحتاجونه، أو سيارة فارهة لا يقتنعون بسعرها المبالغ فيه، في محاولة لجذب احترام الآخرين..لأن هؤلاء يستمدون احترامهم لذواتهم من احترام الناس لهم..مع أنهم قد يكونون في جزيرتهم المهجورة يناضلون من أجل الحياة. كن صديق نفسك! في كتابه "أن تكون نفسك: دليلك العلمي للسعادة والنجاح" يقول شريف عرفة أنه ظهر فرع جديد في علم النفس تخصص في دراسة موضوعات السعادة والتميز، وأولى الخطوات لتحقيق هذا هو "كن صديقاً لنفسك وليس عدواً..حب نفسك ولا تكرهها". تعرف على أناس جدد، بدلاً من محاولة تغيير من حولك ليكونوا كما تريد، تجنب المؤثرات السلبية التي لا تفيد..وانشر المؤثرات الإيجابية حولك، كي تصنع مزاجك العام بنفسك. كي تشعر بالسعادة اعتمد على نفسك وافعل ما يجعلك سعيداً..لا تنتظر هذا من الناس. تعرف على أناس إيجابيين كي يساعدوك على أن تكون إيجابياً. الدين والسعادة حين درس العلماء حياة الأشخاص السعداء وجدوا أن الصفة المشتركة بينهم هي التدين..ووجدوا أن هذا عامل قوي في الإحساس بالسعادة. وجدوا أن التدين يرفع من المستوى الطبيعي للسعادة ذاته..لأن الأمر لا يتعلق بمتعة عابرة، لكن بفلسفة حياة تعيش بها كل يوم..فترفع من سعادتك الطبيعية بشكل مستمر. السبب كما يشير شريف عرفة، هو أن الدين يعطي معنى إيجابياً للحياة..فلو كنت متديناً "تديناً جوهرياً" ستجد أن الحياة جميلة، حين تصيب المرء مصيبة، فإن الدين يعطي لها معنى إيجابياً يكفل استيعاب أي مشكلة في الحياة أياً كانت شدتها وفداحتها. لا تُصل لأن أحداً يجبرك على هذا، بل صلّ لتستمتع بالتقرب إلى الله ومناجاته، وخوض هذه التجربة الروحية الرائعة. ابنِ علاقة وثيقة بينك وبين الله..فاستمتاعك الشخصي بعبادته والتقرب إليه، هو التدين الجوهري الذي تكلمنا عنه، وهو الذي يرفع بشكل ملحوظ من السمتوى الطبيعي للسعادة ذاته. كثير من الناس لا يعرفون كيف يستمتعون بحياتهم..فهم يفكرون في الماضي أو في المستقبل، وينسون الاستمتاع بالحاضر. القدرة على التركيز في الزمن الحاضر، مهارة عقلية ينبغي اكتسابها كي ندرك قيمة اللحظات التي نعيشها. أنت أقوى من مخك! قال العلماء قديماً، إن شخصيتك ومهاراتك محكومة بالقدرات التي يجيدها مخك..ولا أحد يمكنه تغيير التركيب التشريحي لمخه، لكن اليوم أثبت العلماء شيئاً لم يكن أحد يتخيل أنه ممكن! في سنة 2000، قامت عالمة مخ وأعصاب بدراسة أمخاخ سائقي التاكسي. تعرفون أن المهارة التي تميز السائق، هي معرفة الطرق والأماكن وتحديدها بدقة..لذلك قررت معرفة مدى تأثير هذا في أمخاخهم. اكتشفت أن المنطقة المسئولة عن تحديد الطرق والأماكن في أمخاخ سائقي التاكسي، أصبحت أكبر من مثيلاتها في مخ الإنسان العادي. ليس هذا فقط..بل وجدت أن السائق الذي يتمتع بخبرة أطول، يتضخم عنده هذا الجزء أكثر من باقي السائقين!. معنى هذا أن طول ممارسة القيادة أدى إلى تغيير المخ كي يتلاءم مع هذه الوظيفة. أي أننا لسنا محكومين بتكوين أمخاخنا كما كان العلماء يعتقدون قديماً..وأن بإمكانك التحكم في مخك وأن تشكله كيف تشاء!. لو كنت تعتقد أن الجينات هي التي تحدد مستوى سعادتك، فهذا صحيح بنسبة 50%!، هناك عوامل أخرى مؤثرة، هي الاختيارات الشخصية والبيئة المحيطة. السعادة ليست محكومة فقط بجيناتك..فبإمكانك تغيير التركيب التشريحي لمخك ذاته، لا تخبر نفسك على التغيير الفوري..لا تقس على نفسك..بل كرر المحاولة مرات ومرات، وستجد أنها قد أصبحت جزءاً من شخصيتك. ثلاثة قوى للنجاح يقول نيوتن أن الجسم الساكن يظل ساكناً ما لم تؤثر عليه قوة ما..وأقول بالمثل: الفاشل يظل فاشلاً ما لم تؤثر عليه قوة ما! لابد من وجود قوة دفع ما تحرك البشر، تجعلهم أكثر نجاحاً فما هي هذه القوة؟، يحدد عرفة هذه القوى الثلاث في : القوة الأولى: الخوف من الفشل الناجح يكره الفشل أكثر من أي شخص آخر..يضايقه جداً أن يتخيل حياته دون أن يحقق شيئاً.. قد تكون هذه الفكرة عادية بالنسبة لشخص ما، لكنها للناجح تعتبر كابوساً رهيباً. لو أردت أن تحقق شيئاً ما، يجب أن "تكره" الوضع دون هذا الشئ..فلو كنت سعيداً راضياً بدونه، لن تجد دافعاً قوياً كي تحققه. الخوف من شئ ما يجعلنا نبذل مجهوداً مضاعفاً من أجل الهروب من..ليكن هذا الشئ: الفشل!. القوة الثانية: الرغبة في الهدف لو كنت تريد تحقيق هدف ما، يجب أن تريده فعلاً..لابد أن تحبه وأن ترغب في تحقيقه بكل كيانك، حب الهدف والرغبة الصادقة في تحقيقه، شرط أساسي للنجاح..لو كان الهدف لا يعني شيئاً بالنسبة لشخص ما، فلن يبذل جهداً يذكر من أجل تحقيقه. الافتتان بالهدف شئ صحي، حين نجعله دافعاً لنا لبذل المزيد من الجهد. القوة الثالثة: استمتع بالطريق ولو استخدمت القوة الثانية فقط "الرغبة في الهدف" قد يجعلك هذا تعيساً لحين تحقيق الهدف. لا تؤجل السعادة لحين تحقيق الهدف، بل استمتع بعملية تحقيق الهدف ذاتها. معظم الناس يؤجلون الشعور بالسعادة، فالسعادة ستأتي حين أدخل الجامعة..أو حين أتخرج منها..أو حين أتزوج..أو حين أجد عملاً جيداً..أو حين يصبح لي أبناء..أو حين يتخرج هؤلاء الأبناء من الجامعة..أو حين يتزوجون..إلخ. ثم يجد المرء نفسه وفد أفنى عمره كله في الجري وراء السعادة، دون أي يعرف كيف يعيشها. من حصل على جائزة نوبل لم يقض حياته كلها مكتئباً، حتى يحصل عليها..بل كل يجد متعة فيما يقوم به. فالسعادة الحقيقة ليست الهدف النهائي فقط..لكنها في استمتاعك بالسعي نحو هذا الهدف. للسعادة خطاً ممتداً طوال حياتك..له مستوى طبيعي، يرتفع وينخفض طبقاً لما يحدث في حياتك من أحداث. يرتفع الخط حين تشعر بشئ إيجابي، ثم يعود بعد فترة للمستوى الطبيعي، وينخفض حين تشعر بشئ سلبي، ثم يعود أيضاً بعد فترة للمستوى الطبيعي. يحدث التغيير في شخصياتنا تدريجياً بطيئاً لذلك لا نلاحظه، إلا حين نقارن أنفسنا بما كنا عليه في الماضي. نصائح لحياة سعيدة في مقالة مترجمة، لخبير القيادة العالمي روبن شارما صاحب الكتاب الشهير "القائد بلا منصب" يهدينا نصائح من أجل حياة سعيدة، يقول: أحاول التركيز على أن نعيش حياة عظيمة بشكل مذهل، لأن الحياة تمر من أمامنا في لمح البصر، ومعظم الناس يعيشون كل سنة مثل التي سبقتها، لذلك أقدم هذه النصائح حتى لا تعيش – أيها القارئ - نصف عمر أو نصف حياة: - مارس الرياضة بشكل منتظم. - كن جاداً حول مفهوم الشعور بالإمتنان والشكر تجاه الآخرين. - مارس عملك كهواية - توقع الأفضل وحضر نفسك للأسوأ. - اعرف أهم خمس أولويات في حياتك. - ابتسم في وجه الغرباء. - كن أكثر الناس أخلاقاً من الذين تعرفهم. - استمتع بمذاق الحياة في كل لحظة. - سامح هؤلاء الذين أخطأوا في حقك. - اصنع لحظات لا تنسى مع هؤلاء الذين تحبهم. - حافظ على القراءة يوميا. - تجنب الإستماع إلى الأخبار. - قل آسف عندما يستلزم الأمر ذلك. - أكرم والديك وعاملهما بالحسنى. - كن زميلاً أو جاراً رائعاً. إقض بعض الوقت في الجبال بين أحضان الطبيعة. - اجعل حياتك تستحق أن تعيشها.