تم في بوروندي إنشاء "هيئة الحقيقة والمصالحة البوروندية" على إثر جلسة امتدت على 8 ساعات بالمجلس الوطني للبلاد. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فقد وقع الاختيار على 11 شخصية لتشكيل هذه الهيئة، 6 من مجموعة الهوتو العرقية التي تشكل الأغلبية في بوروندي، و 4 من التوتسي وفرد من مجموعة "التوا"، التي تعد الأقدم في المنطقة. ويتمثل دور هذه الهيئة التي انتخبت لمدة 4 سنوات، في تسليط الضوء على المجازر العرقية التي وقعت في بوروندي ما بين 1962 و 2008، تاريخ توقيع آخر اتفاق لوقف النار مع آخر المجموعات المتمردة والدفع نحو المصالحة. وأنشأت هذه الهيئة على الرغم من مقاطعة حزب "أوبرونا" أبرز حزب للتوتسي، للجلسة بعد أن اعتبر قادتها في تصريحات سابقة إن "إنشاء هذه الهيئة لن يخدم سوى مصالح تمرد الهوتو السابق والمسيطر على الحكم حاليا في بوروندي". وجاء انتخاب "هيئة الحقيقة والمصالحة البوروندية"، بعد 12 عاما من التاريخ المحدد لإنشائها، أي منذ توقيع اتفاق "أروشا" للسلام الذي كان الزعيم الجنوب إفريقي "نيلسون مانديلا" أبرز مهندسيه. وكان اتفاق "أروشا" قد نص على تقسيم السلطة بين مجموعة الهوتو العرقية التي تمثل 85 بالمئة من السكان و التوتسي الذين يمثلون 14 بالمئة، لتفادي أتون المواجهات العرقية كما نص الاتفاق أيضا على إنشاء انتخاب "هيئة الحقيقة والمصالحة البوروندية"، لرد الاعتبار لجميع من تضرر من الحرب الأهلية التي هزت البلاد على امتداد سنوات عدة متفرقة.