فى إطار احتفال وزارة الثقافة الأحد القادم بمرور 10 سنوات على إنشاء مؤسسة "آنا ليند" ، عبر عدد من المثقفين عن استيائهم ، مثيرين عدد من التساؤلات حول حقيقة عمل المؤسسة التى تعمل تحت شعار "تعزيز الحوار بين الثقافات" . و فى مقالة بعنوان " أوقفوا هذه الكارثة.. وزارة الثقافة المصرية تحتفل ب'أنا ليندا' الصهيونية!!! " دعت الكاتبة الصحفية " شاهيناز عبيد " المثقفين للاحتشاد لوقف تلك المهزلة ، متعجبة من احتفال وزارة الثقافة المصرية بمنظمة صهيونية مشبوهة هدفها تمكين إسرائيل من التطبيع مع البلاد العربية . و الغريب أن فى عهد وزير الثقافة الأسبق " فاروق حسنى " فى 2007 رفض أتيليه الإسكندرية وقطاع الفنون التشكيلية تنظيم بينالي شباب المتوسط الذي تدعمه منظمة "آنا ليند" لإصرار المنظمة علي إشراك إسرائيل ، فاضطرت المنظمة لنقله إلى اليونان . و رفضت الكاتبة أن يدلس اسم السيدة " آنا ليند " المعروفة بمواقفها المشرفة من أجل تحقيق الأطماع الصهيونية ، و ترويج أفكار التطبيع و العيش المشترك . من هي آنا ليندا؟ آنا ليند كانت وزيرة لخارجية السويد في الفترة من 1998 حتي 2003 وكانت همعروفة بمناهضتها العنصرية والعدوان واحتجت علي الغزو الامريكي للعراق وانتقدت بشدة المجازر التي ترتكبها حكومة شارون ضد الفلسطينيين ، ونظمت حملات للمطالبة بإنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية . وفي 11 سبتمبر 2003 قام متطرف صربي بطعنها عده طعنات بدون أي مبرر مما أشار بأصابع الاتهام الي الموساد الصهيوني الذي أراد التخلص منها . المؤسسة أما عن مؤسسة آنا ليند , ففي عام 2004 تكونت منظمة بعد اتفاقيتي أوسلو ومدريد تدعو لثقافة السلام في حوض البحر المتوسط هدفها دمج اسرائيل في دول المنطقة في إطار مبادرة ما سمي بالشراكة المتوسطية والتفاهم بين الثقافات وحملت المنظمة اسم ‘أنا ليندا' بدعوى تخليد ذكراها ، لكن كما ذكرت شاهيناز عبيد أصبحت المنظمة الباب الخلفي للتطبيع في مجالات الفكر والثقافة والعلوم وهو الملف الأهم عند إسرائيل التي فشلت في تحقيقه عبر اتفاقيات التطبيع مع مصر والأردن. و ضمت المؤسسة :مصر , إسرائيل , فلسطين , لبنان , ,سوريا , تركيا , الأردن , تونس , الجزائر, المغرب و دول الاتحاد الأوربي ال27 و هم :النمسا , بلجيكا , بلغاريا ,قبرص , التشيك , الدنمرك ,استونيا , فنلندا , ألمانيا , فرنسا ,اليونان , المجر,ايرلندا,ايطاليا , لاتفيا , ليتوانيا , لوكسمبورج, مالطا,هولندا,بولندا,البرتغال,رومانيا , سلوفكيا,سلوفينيا , أسبانيا, السويد و انجلترا ،ثم تطور لينضم إليها مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط التى تمت فى فرنسا عام 2008 . المنظمة تستغل المجتمع المدنى و تلقى شاهيناز الضوء على علاقة هذه المنظمة بم بمؤسسات المجتمع المدني في مصر وفلسطين وتونس ولبنان وتمويل أنشطتها ومن بينها منظمات حقوقية وثقافية تنظم لهم منتديات وأنشطة ثقافيه خارج مصر يشارك فيها إسرائيليون ، كما تنظم دورات تدريبية في مختلف عواصم المتوسط لشباب الفنانين والكتاب العرب علي برنامج ‘ثقافة السلام' يشارك فيها إسرائيليون أيضا وتربية جيل جديد يؤمن بالحوار مع' الآخر' ، وهو المصطلح الذي ساد أيام مبارك بدلا من مصطلح ‘العدو'.. عند الحديث عن إسرائيل . و تتابع الكاتبة قائلة : لقد شارك باحثون إسرائيليون في الأنشطة التي نظمتها ‘أنا ليندا' في مكتبة الإسكندرية، ولقد فضحت الصحف المستقلة هذا في حينه ،وحاولت إدارة المكتبة أن تنفي دون جدي . فالهدف المعروف.والمعلن لهذه المنظمة إدماج إسرائيل ، وهي لا تخفي ذلك وأي معترض لا يلقي دعمها ، وأغلب المؤسسات الأوربية المحترمة والعريقة لا تتعامل معها إطلاقا . آنا ليند و إسرائيل أما عن العلاقة بين المنظمة وإسرائيل ، فالمؤسسة الوكيلة لآنا ليند فى إسرائيل هي مؤسسة فان لير القدس , و هي منظمة يعود تاريخها إلى عام1959 وتعمل على قضايا التعليم و الديمقراطية و حقوق الإنسان و العيش المشترك , عدد الإسرائيلين العاملين بالمنظمة 127 إسرائيلي , وقامت آنا ليند بالقيام ب 13 نشاط و حدث بمشاركة إسرائيلين , كان منهم العديد فى مصر و باقي الأنشطة كانت بالخارج و لكن بمشاركة مصرية . أما على الجانب المصري فالمركز الحقيقي لآنا ليند هو " الأليكس ميد" بمكتبة الإسكندرية وهناك 171 شاب مصري يعملون بشكل مباشر مع آنا ليند بالإضافة إلى عدة مئات فى مؤسسات و منظمات المجتمع المدني الذين يتعاونون مع آنا ليند دون أن يكونوا مرتبطين معها بشراكة مباشرة . قامت المؤسسة برعاية مشروع سمي حوار ال21 , تم فى مصر عام 2007 و كان فيه تواجد إسرائيلي ، وكان هناك عدة رحلات للتبادل الثقافي فى البرتغال , ألمانيا و بولندا و كان بها وفود إسرائيلية ,فنجد انه يتواجد العديد من الإسرائيلين فى أنشطة آنا ليند أما بجنسيتهم الإسرائيلية أو بجنسية مزدوجة .