إبراهيم الشواربى تعتبر «الأهرامات» واحدة من أعظم الإنجازات المعمارية فى تاريخ البشرية، وتشكل رمزًا خالدًا للحضارة المصرية القديمة، منذ آلاف السنين أبدع المصريون القدماء فى تشييد هذه الصروح العظيمة التى لا تزال تثير دهشة العلماء، والزوار على حد سواء، تعود أصول بناء الأهرامات إلى عصور مبكرة من التاريخ الفرعونى، وغالبًا ما كانت تُشيَّد كمقابر ملكية تهدف لتخليد الفراعنة، وضمان انتقالهم إلى الحياة الأخرى، ومن بين أشهر هذه الأهرامات، تبرز أهرامات الجيزة، خاصة هرم خوفو، كواحدة من عجائب الدنيا السبع القديمة التى لا تزال قائمة حتى اليوم، وبعد الحلقة المثيرة للجدل التى استضاف فيها المحاور صاحب أعلى نسبة المشاهدات فى العالم جو روجان، عالم الأثريات والباحث د. زاهى حواس، حيث ناقش الطرفان فى الحلقة خلال ساعتين بضعة أمور تاريخية عن نشأة الأهرامات، تطورها المعمارى، والغرض من بنائها، مع تسليط الضوء على مكانتها فى التراث الإنسانى والحضارى. خلال الحلقة أشار حواس إلى كتابه «الجيزة والأهرامات» فى عدة مناسبات، مؤكدًا أن كتابه يعتبر دليلًا للبشرية لفهم عملية بناء الأهرامات، وأجاب عن الكثير من الأسئلة الشائعة حول إذا ما كان هناك قوى عظمى وراء بناء الأهرامات مثل الكائنات الفضائية أو حضارات قديمة فنت عبر الزمن أو حتى النظرية الأكثر إثارة للجدل حول دور حضارة مدينة اطلانتس المفقودة فى بناء الأهرامات. لهذا قررت «الأخبار» أن تقرأ الكتاب عن كثب لتمرير رؤية الكتاب للقرَّاء بشكل دقيق ومبسَّط. اقرأ أيضًا | «حضارة نظرت إلى السماء».. إنجازات المصريين القدماء في الفلك تطور المقابر الملكية يروى الكتاب أن المقابر الملكية فى أبيدوس بدأت كمدافن بسيطة تتكون من حفرة مستطيلة مبطَّنة بالطوب اللبن، وكانت تُغطى بألواح خشبية أو حجارة، ومع تطور تقنيات البناء، تحوّلت هذه المدافن إلى مصاطب (مصطبة) – وهى هياكل مستطيلة منخفضة الجدران – تعلو غرف الدفن، كانت هذه المصاطب تُستخدم لدفن النخبة والملوك، وتُزيَّن أحيانًا بالنقوش والزخارف الجنائزية. تُظهر مقابر أبيدوس تطورًا تدريجيًا فى المفهوم المعمارى للدفن، إذ انتقل التركيز من مجرد مكان للدفن إلى منشأة طقسية متكاملة تشمل مقصورة للقرابين وغرفًا لتخزين الأثاث الجنائزى والطعام والمستلزمات الضرورية للمتوفى فى العالم الآخر، هذا التطور فى الطقوس والمعتقدات الجنائزية ساعد فى تمهيد الطريق نحو المفهوم الهرمى لاحقًا. وعندما انتقلت العاصمة الملكية إلى منف فى بداية الأسرة الثالثة، بدأ المعماريون المصريون فى تطوير التصميمات الجنائزية، فبنى المهندس إمحوتب أول هرم مدرج فى سقارة للملك زوسر، وهو يُعدُّ أول تطور مباشر عن المصاطب فى أبيدوس، استُخدمت الأحجار بدلًا من الطوب اللبن، وتم ترتيب المصاطب فوق بعضها لتكوين شكل هرمى. من هذا التطور المعمارى ظهرت الأهرامات الحقيقية فى الأسرة الرابعة، مثل هرم خوفو فى الجيزة، حافظت هذه الأهرامات على الجوهر الدينى المرتبط بالحياة بعد الموت، لكنها أصبحت أكثر تعقيدًا ودقةً من حيث التخطيط والبناء. بالتالى، تُشكل مقابر أبيدوس النواة الأولى للتطور المعمارى الجنائزى فى مصر القديمة، وكانت الأساس الذى بُنيت عليه فكرة الأهرامات لاحقًا، ومن خلال هذه النقلة النوعية، تجلّت براعة المصريين القدماء فى تحويل مفهوم الدفن من حُفر بسيطة إلى صروح عظيمة تُمجِّد الملك وتُؤمِّن له الخلود. معجزة هندسية نظرية بناء الأهرامات التى تبناها الكتاب: تُعتبر أهرامات الجيزة، وبالأخص الهرم الأكبر (هرم خوفو)، من أعظم المعجزات الهندسية فى التاريخ البشرى القديم، لا تزال هذه الصروح الضخمة تُثير دهشة العلماء والباحثين حتى اليوم، ليس فقط بسبب دقتها المعمارية، بل أيضًا بسبب الغموض المحيط بكيفية بنائها فى ظل غياب المعدات الثقيلة والتكنولوجيا الحديثة، السؤال الأهم الذى حيَّر الجميع هو: كيف تمكَّن المصريون القدماء من نقل هذه الكتل الحجرية الضخمة، التى تزن أطنانًا عدّة، إلى ارتفاعات شاهقة وبتلك الدقة المذهلة؟ ففى هذا الكتاب تمكَّن كل من "حواس ولينر" أن يشرحا للقرَّاء عملية بناء الأهرامات بشكل دقيق بدايةً من اختيار الموقع المناسب، عملية نقل الحجارة إلى الموقع وآليات وضعها فى المواقع المرتفعة للأهرامات. أولًا، قبل بدء عملية البناء، اختار المصريون القدماء الأراضى التى بنوا عليها الأهرامات بناءً على مجموعة من المعايير الدينية والجغرافية والبيئية والعملية، من الناحية الدينية، كانوا يُفضِّلون بناء الأهرامات على الضفة الغربية لنهر النيل، لأن الغرب كان يرمز لديهم إلى الموت، حيث تغرب الشمس، مما جعل هذا الموقع مرتبطًا بعقيدة البعث والحياة بعد الموت، كما حرصوا على أن تكون الأهرامات فى مواقع تسمح بمحاذاتها مع النجوم والكواكب، خاصة نجم الشِّعرى اليمانية وحزام الجبار، لما له من دلالات روحية فى ثقافتهم. من الناحية الجغرافية، كانت الأراضى المرتفعة والمستقرة من الحجر الجيرى الصلب مثل هضبة الجيزة تُوفِّر أساسًا قويًا لتحمُّل وزن الأهرامات الهائل، وتحميها من فيضان النيل السنوى، كما أن قُرب هذه الأراضى من المحاجر التى استُخرجت منها الحجارة، مثل محاجر طرة وأسوان، ساعد فى تسهيل عملية البناء، كذلك، أسهم قربها من نهر النيل فى نقل المواد والعمال بسهولة عن طريق القوارب. ويُشير الكتاب إلى أن معظم الأهرامات بُنيت من الحجر الجيرى المحلى الذى كان يُستخرج من هضبة الجيزة، أما الكساء الخارجى فكان يُصنع من الحجر الجيرى الأبيض عالى الجودة الذى تم جلبه من محاجر طرة شرق النيل، وبالنسبة للحجر المستخدم فى الغرف الداخلية مثل غرفة الملك، فقد استُخدم حجر الجرانيت المستخرج من أسوان، على بُعد أكثر من 800 كيلومتر جنوبالجيزة، وزن بعض كتل الجرانيت المستخدمة فى الهرم يصل إلى أكثر من 70 طنًا، وهو ما يجعل عملية نقلها ورفعها واحدة من أكثر التحديات تعقيدًا. ومن الجانب اللوجستى وبالأخص آليات نقل تلك الحجارة العملاقة. النيل ونقل الأحجار أوضح الكتاب أن نهر النيل له دور أساسى فى نقل الأحجار من المحاجر إلى موقع البناء، كان المصريون القدماء يستخدمون قوارب ضخمة صُنعت من الأخشاب المتاحة، وكانت هذه القوارب تُربط معًا على شكل أسطول يحمل الأحجار عبر النيل، وعندما يصلون إلى الجيزة، كانت هناك موانئ صغيرة وقنوات مائية تمتد حتى قُرب قاعدة الهرم، يتم تفريغ الأحجار منها مباشرةً إلى موقع البناء، وتُشير وثائق أثرية حديثة، مثل "يوميات ميرير" التى عُثر عليها فى وادى الجرف، إلى أن فرقًا من العمال نقلت الحجارة من محاجر طرة إلى الجيزة عبر القنوات النهرية. واستخدم المصريون القدماء تقنيات متقدمة نسبيًا لقطع ونحت حجارة الأهرامات، رغم أنهم لم يمتلكوا أدوات حديثة، كانت الحجارة الأساسية المستخدمة هى الحجر الجيرى والجرانيت، استُخرج الحجر الجيرى من المحاجر القريبة باستخدام أدوات مصنوعة من النحاس، مثل الأزاميل والمطارق، حيث كان النحاس هو المعدن المتاح حينها، أما الجرانيت، وهو أكثر صلابةً، فاستُخرج من محاجر أسوان، ويُعتقد أنهم استخدموا كرات ضخمة من الديوريت لكسره عن طريق الطرق المتكرر. لعملية القطع، كان العمال يحفرون شقوقًا فى الصخر ويُدخلون أوتادًا خشبية، ثم يبللونها بالماء، ما يؤدى إلى تمدد الخشب وانشقاق الصخر، بعد فصل الكتل، فى النحت والتشكيل، استخدم الفنانون أدوات من النحاس والحجر الصلب لتنعيم الوجوه وزخرفة الحجارة. وعند وصول الكتل إلى موقع البناء، شرح الكتاب بدقة أن هذه الحجارة الضخمة كانت تُحمل على زلاجات أو المعروفة فى الإنجليزية بكلمة Sledges خشبية ضخمة، ويتم سحبها بواسطة مجموعات كبيرة من العمال، لتسهيل هذه العملية، كان العمال يُبلّلون الرمال بالماء، ما يُقلل الاحتكاك ويجعل السحب أسهل بنسبة كبيرة، هذه الطريقة أثبتها العلماء من خلال تجارب فيزيائية فى العصر الحديث. وأكد الكتاب أن الأحجار المستخدمة تزن بين نصف طن إلى 2 طن على عكس بعض التكهنات التى تدَّعى أن وزن الحجارة قد يصل إلى 8 أطنان، وكل ساعة يتم نقل 34 حجرًا بالتقريب، كما أشار د. زاهى حواس بالنسبة لهرم خوفو بإجمالى 340 حجرًا فى اليوم الواحد. والآن إلى الجزء الأصعب شرحاً فى الكتاب وهى العملية التى أثارت دهشة العالم كله وهو سؤال كيف استطاع المصريون أن يحملوا الحجارة الضخمة إلى تلك المرتفعات الهائلة؟ ويُعد رفع الأحجار إلى المرتفعات التحدى الأكبر فى بناء الأهرامات، وتبنى الكتاب رواية "المنحدرات الصاعدة"، حيث يُعتقد أن المصريين بنوا منحدرات من الطين أو الطوب أو الحجارة مائلة تدريجيًا من قاعدة الهرم نحو الأعلى، كان العمال يسحبون الأحجار على الزلاجات صعودًا عبر هذه المنحدرات، وكلما زاد الارتفاع تصمم منحدرات أكثر طولاً، ويشير الكتاب أن المصريين استخدموا أنظمة بدائية من البكرات والحبال لتسهيل رفع الأحجار. أهرامات الجيزة وبعد أن أخذنا الكتاب فى رحلة زمنية توضح مراحل تطور الأهرامات ونظرية بنائها، ينقلنا الآن إلى أهرامات الجيزة العظيمة، أولًا الهرم الأكبر لخوفو، وهو يُعدُّ أعظم إنجازات العمارة المصرية القديمة، يتميز بتصميم داخلى معقد رغم مظهره الخارجى البسيط. يحتوى الهرم على ثلاث غرف رئيسية: الغرفة السفلية، الغرفة الوسطى (غرفة الملكة)، والغرفة العليا (غرفة الملك). الغرفة السفلية نُحتت فى الصخر أسفل الهرم، ولم تُستخدم على الأرجح للدفن، الغرفة الثانية، المعروفة باسم غرفة الملكة، تقع فى منتصف الهرم تقريبًا، وتحتوى على ممرات تهوية غامضة، الغرفة الثالثة، وهى الأهم، تُعرف بغرفة الملك، وتوجد فى قلب الهرم تقريبًا، تحتوى هذه الغرفة على تابوت حجرى يُعتقد أنه كان مخصصًا لدفن الملك خوفو. أحد أبرز أجزاء التصميم هو «الرواق الكبير»، ممر طويل وعالٍ يؤدى إلى غرفة الملك، ويُظهر براعة هندسية مدهشة فى البناء، فوق غرفة الملك، توجد خمس حُجرات تخفيف مكدسة، تهدف إلى توزيع وزن الكتلة الضخمة فوق الغرفة وحمايتها من الانهيار. الممرات الداخلية ضيقة ومعقدة، ويُعتقد أن بعضها كان يُستخدم لأغراض رمزية أو أمنية، حتى اليوم، تثير هذه البنية الداخلية اهتمام الباحثين والمهندسين، لما تحتويه من أسرار وإبداع تقنى لا يزال مذهلًا رغم مرور آلاف السنين. قام المصريون القدماء بدفن القوارب بجوار هرم خوفو لأسباب دينية ورمزية، اعتُبرت هذه القوارب وسيلة لرحلة الملك فى الحياة الآخرة، حيث يبحر مع الإله رع فى السماء، كما ورد فى معتقدات المصريين القدماء، كانت القوارب تُستخدم أيضًا فى الطقوس الجنائزية لنقل الجثمان من الضفة الشرقية للنيل إلى الغربية، حيث تتم عملية الدفن، وُضعت هذه القوارب فى حفر مغطاة بجوار الهرم، مثل «مركب الشمس» الشهير، لتكون جاهزة لخدمة الملك فى رحلته الأبدية، مما يعكس إيمانهم القوى بالحياة بعد الموت وضرورة توفير كل ما يحتاجه الملك فى العالم الآخر. الأهرامات التابعة لهرم خوفو، المعروفة بالأهرامات الفرعية أو التابعة، هى ثلاثة أهرامات صغيرة تقع جنوب شرق الهرم الأكبر. بُنيت لزوجات أو قريبات الملك، وتُستخدم كمدافن ملكية، تعكس هذه الأهرامات مكانة النساء فى العائلة الملكية وأهمية تجهيزهن للآخرة وفق المعتقدات الدينية المصرية. الهرم الثانى هو هرم خفرع، ويعود بناؤه إلى الملك خفرع، وهو ابن الملك خوفو، ثانى ملوك الأسرة الرابعة فى مصر القديمة، يُعتبر هرم خفرع ثانى أكبر هرم فى الجيزة بعد هرم خوفو، ويبلغ ارتفاعه الحالى حوالى 136 مترًا، بينما كان ارتفاعه الأصلى نحو 143.5 متر، وقد بُنى من كتل ضخمة من الحجر الجيرى، يتميز هرم خفرع بوجود جزء من الغلاف الخارجى الأصلى من الحجر الجيرى الأملس عند قمته، مما يمنحه مظهرًا مميزًا، شُيد الهرم على قاعدة صخرية مرتفعة، ما يجعله يبدو أطول من هرم خوفو رغم أنه أقل ارتفاعًا فعليًا، بجانب الهرم، يوجد معبد جنائزى وممر صاعد يصل إلى معبد الوادى، الذى يرتبط ارتباطًا مباشرًا بتمثال أبو الهول الشهير، ويُعتقد أن وجه التمثال يُمثل الملك خفرع. حفيد خوفو وأخيرًا، هرم منقرع هو أصغر الأهرامات الثلاثة الشهيرة فى هضبة الجيزة، وقد بناه الملك منقرع، أحد ملوك الأسرة الرابعة فى مصر القديمة، وهو ابن الملك خفرع وحفيد الملك خوفو، يبلغ ارتفاع الهرم حوالى 65.5 متر، وكان ارتفاعه الأصلى يصل إلى 66.5 متر، ويُعدُّ هذا الهرم أكثر تواضعًا من حيث الحجم مقارنة بهرم خوفو وخفرع، إلا أنه يتميز بجودة بنائه وأناقة تصميمه. بُنى هرم منقرع باستخدام الحجر الجيرى، بينما تم استخدام الجرانيت الوردى فى تغطية الطبقات السفلية من الهرم، مما يمنحه مظهرًا فريدًا وجذابًا، يحتوى الهرم على ممر داخلى يؤدى إلى غرفة دفن تحتوى على تابوت حجرى، وقد تم العثور على أجزاء من هذا التابوت خلال الحفريات، بجانب الهرم، يوجد معبد جنائزى وممر صاعد يصل إلى معبد الوادى، الذى كان يستخدم فى الطقوس الدينية المرتبطة بدفن الملك. كما عُثر بالقرب من الهرم على عدد من التماثيل الرائعة للملك منقرع، منها تمثال شهير يظهره واقفًا بجانب الإلهة حتحور وإحدى رموز الأقاليم. مَن بنى الأهرامات؟ تشير الاكتشافات الحديثة إلى أن من بنى الأهرامات لم يكونوا عبيدًا كما كان يُعتقد فى السابق، بل كانوا عمالًا مهرة يتمتعون برعاية طبية وغذائية جيدة، ويعيشون فى مساكن قريبة من موقع البناء، عدد العمال الذين شاركوا فى بناء الهرم الأكبر يُقدر بحوالى 20,000-30,000 عامل، وليس مئات الآلاف كما كان يُعتقد سابقًا، تحت قيادة رجل يتمتع بمنصب يسمى حين ذاك ب«مراقب الأعمال الملكية» أبرزهم مسئول يدعى «هيميونو» الذى قاد أعمال البناء فى عهد الملك خوفو وتم اكتشاف مقبرته أو «المصطبة» الخاصة به فى المدافن الغربية للجيزة، وكشف الكتاب عن وجود مساكن لهؤلاء العمال بجوار الأهرامات حيث تحتوى مقابرهم على أساميهم باللغة الهيروغليفية، بالإضافة إلى آثار عظام الحيوانات التى كانوا يأكلونها مثل المواشى والخرفان. وتم اكتشاف تلك المقابر فى 1990 عن طريق مدير أمن الأهرامات محمد عبد الرازق عندما وقع سائح أمريكى من أعلى حصان عندما اصطدم الحصان بمرتفع أرضى صلب فى الصحراء، وعلى الفور اتجه مجموعة من العلماء تحت قيادة حواس، حيث أمضوا 9 أشهر لفك ألغاز تلك المقابر والوصول إلى المعلومات التى ذكرتها سابقًا، وكانت تنقسم تلك المقابر إلى المقابر الخاصة بالمراقبين والمقابر الخاصة بالعمال، وتمكنت بعثة العلماء هذا الوقت من اكتشاف 60 مقبرة ضخمة و600 مقبرة أقل حجمًا، ولم يقتصر دور بناء الأهرامات على الرجال فحسب بل تم اكتشاف مقابر أيضًا لعدة نساء سواء كن مدفونات بجوار أزواجهن أو بمفردهن. كان العمل منظمًا بدقة عالية، حيث كانت هناك فرق متخصصة فى الحفر، والقطع، والنقل، والبناء، كما تُظهر النقوش أن هذه الفرق كانت تحمل أسماء جماعية مثل «أصدقاء خوفو»، مما يدل على روح العمل الجماعى والتنظيم، أحد أكثر الجوانب إبهارًا فى بناء الأهرامات هو الدقة المتناهية فى التصميم والتنفيذ، فالهرم الأكبر بُنى بزاوية ميل تبلغ حوالى 51 درجة، وقاعدته مربعة بدقة تكاد تكون مثالية، حيث لا يتجاوز الفرق بين أطول وأقصر جانب بضعة سنتيمترات.