شددت مدينة ستراسبورج في فرنسا من إجراءات الأمن استعدادا لزيارة بابا الفاتيكان فرنسيس الأول المقررة اليوم الثلاثاء للبرلمان الأوروبي ومجلس أوروبا اللذين يتوقع أن يتم فرض نطاق أمني حولهما خلال فترة وجود البابا. ووفقا لما جاء على وكالة الأنباء الألمانية فقد أثارت الزيارة بالفعل احتجاجا أمس الاثنين في كاتدرائية ستراسبورج من قبل ناشطات عاريات الصدور من منظمة "فيمن" النسائية. وقالت المنظمة إن الزيارة تنتهك مبدأ العلمانية ، كما أثارت "فيمن" على موقع فيسبوك قضية "الجرائم التي ارتكبتها الكنيسة على مدار آلاف الأعوام ضد النساء والمثليين وضد من لا دين لهم". ومن المتوقع أن يعرض البابا فرنسيس الأول ،رئيس الكنيسة الكاثوليكية التي يبلغ عدد أتباعها 2ر1 مليار كاثوليكي بأنحاء العالم، خلال الزيارة رؤيته حول أوروبا. ويقول رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز إنه يتطلع إلى معرفة رأي البابا فرنسيس حول "المخاوف المشتركة مثل الأزمة الاقتصادية ومكافحة الفقر وسياسة الهجرة وعدة قضايا أخرى يحتاج حلها لقوة وفاعلية أكبر للاتحاد الأوروبي". ويعد تركيز الزيارة على القضايا السياسية مؤكدا نظرا لقرار فرنسيس بخلو الزيارة القصيرة من أي فعاليات دينية - متجنبا دعوات الكنيسة الكاثوليكية المحلية بلقاء البابا في الكاتدرائية القوطية التاريخية في ستراسبورج. كانت الزيارة الوحيدة السابقة التي يقوم بها بابا للفاتيكان للمؤسستين الأوروبيتين الموجودتين في ستراسبورج هي زيارة البابا الراحل القديس يوحنا بولس الثاني عام 1988 . يشار إلى أنه عندما زار يوحنا بولس ستراسبورج ، لم يكن سور برلين قد سقط بعد. وكرس البابا الراحل بولندي المولد ،والذي طالما ناهض الشيوعية، جزءا كبيرا من خطابه للتأكيد على الحاجة لإعادة توحيد أوروبا. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية رفض العضو السابق في البرلمان الأوروبي ياس جاورونسكي التكهنات بأن البرلمان الأوروبي وهو مؤسسة علمانية تتعارض مواقفها بشأن الإجهاض والطلاق وحقوق المثليين والقتل الرحيم في الغالب مع مواقف الفاتيكان يمكن أن يقابل بابا للفاتيكان بعدوانية. وقال "أعرف البرلمان الأوروبي جيدا ،المشاعر المناهضة للكاثوليكية أو حتى المناهضة للدين هي سائدة فقط بين اقلية إلى حد كبير للغاية". يشار إلى أن الزيارة هي خامسة زيارة على المستوى الدولي لفرنسيس بعد البرازيل والقدس وكوريا الجنوبية وألبانيا ، وهي أيضا الزيارة الأسرع حيث تستغرق فقط ثلاث ساعات و50 دقيقة. ويزور البابا تركيا في الفترة من 28 إلى 30 تشرين ثان/نوفمبر الجاري.