نيويورك: توقع خبراء اقتصاديون حدوث تراجع في وتيرة نمو الانفاق الاستهلاكي في الولاياتالمتحدة خلال الشهر الماضي وذلك بنحو النصف مقارنة بالشهر السابق وهو ما يعكس التحديات التي مازالت تواجه الاقتصاد الامريكي في رحلته نحو التعافي. ووفقا لمسح اجرته "شبكة بلومبرج" شمل اراء نحو 60 خبيرا اقتصاديا، فإن حجم المشتريات على مستوى اسواق الاستهلاك الامريكية من المتوقع أن تكون قد ارتفعت بنحو 0.2 % خلال يولويو مقارنة بالنمو المسجل ب 0.4 خلال يوليو. وتأتي تلك التوقعات قبيل البيانات الرسمية لوزارة التجارة الامريكية والمقرر الاعلان عنها في 28 اغسطس الحالي. ومن المتوقع ان تظهر بيانات اخرى حدوث قفزة في الطلب على السلع المعمرة الجانب تحسن حركة بيع المساكن الجديدة . واشار تقرير لشبكة بلومبرج الى ان انكماش اسعار المساكن وتعرض اسواق العمل لأعلى معدل للبطالة منذ فترة الثلاثينات سيدفع الاسر الى زيادة الادخار وهو ما يعنى ان التعافي الاقتصادي سيكون بطيئا حتى في حالة استقرار كل من قطاع الاسكان والصناعة . ويرى في ذلك الصدد احد المحللين ان المستهلك لن يكون له دورا رئيسيا في الانتعاش الاقتصادي نظرا لاستمرار تراجع فرص العمل مشيرا الى صعوبة ان يسهم الانفاق الاستهلاكي في دفع الاقتصاد نحو معاودة النمو خاصة في ضوء ما خلفته الازمة المالية من تراجع في الثروات . وتشير البيانات الحكومية إلى حدوث تراجع غير متوقع للمبيعات في متاجر التجزئة الأمريكية خلال شهر يوليو وذلك بنسبة 0.1% ليعتبر ذلك أول انخفاض منذ ثلاثة أشهر . وقد انخفضت المشتريات من قبل المستهلك باستثناء عمليات شراء السيارات وذلك بنسبة 0.6% ليتجاوز ذلك التراجع التقديرات السابقة للمحللين. ويؤكد التقرير أن ضعف أسواق العمل سيظل يحيط من قدرة المستهلك على الانفاق، حيث تشير البيانات إلى تراجع قوائم الأجور في أسواق العمل الأمريكية بنحو 247 ألف موظف خلال الشهر الماضي ليبلغ إجمالي الوظائف التى تم الغائها منذ بدء موجه الركود الاقتصادي وذلك بنحو 6.7 مليون وظيفة . ومن المتوقع أن يسهم الانتعاش الذي شهدته مبيعات السيارات في زيادة الطلبيات لدى المصانع ، ويتوقع الخبراء الاقتصاديون أن تكشف بيانات وزارة التجارة الأمريكية التي سيعلن عنها في وقت لاحق من الشهر الحالي حدوث ارتفاع في حجم الطلب على السلع المعمرة خلال الشهر الماضي بنحو 3% مقابل التراجع المسجل في الشهر السابق ب 2.5% . ويبدو أن موجة الركود الحادة التي شهدها قطاع الاسكان في الولاياتالمتحدة خلال الفترة الأخيرة قد بدأت تتقلص بعض الشئ حيث يتوقع الخبراء أن تظهر البيانات الاقتصادية حدوث ارتفاع في عمليات شراء المساكن الجديدة بنحو 1.6% خلال شهر يوليو ليبلغ عدد المساكن المشتراه 390 ألف مسكن وهو ما سيعتبر أعلى مستوي منذ شهر نوفمبر الماضي.