شهد الأردن، اليوم الجمعة، مسيرات ووقفات عدة؛ احتجاجاً على "الانتهاكات" الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، دعا المشاركون فيها السلطات في بلادهم إلى حماية المقدسات. ففي وسط العاصمة عمان، نظمت جماعة الإخوان المسلمين، وقفة احتجاجية في مخيم "الحسين" للاجئين الفلسطينيين، شارك فيها قيادات من الجماعة ومئات المواطنيين. ووفق مراسل وكالة الأناضول، ردد المشاركون هتافات تدعو المملكة إلى حماية المقدسات على "اعتبار أنها تقع تحت وصايتها وحمايتها". وفي كلمة له، دعا أمين سر جماعة الإخوان المسلمين، محمد عقل، "المقاومة في فلسطين إلى المبادرة بإطلاق الصواريخ تجاه مواقع العدو، لدرء الخطر عن الأقصى". وقال عقل إن "معركة العصف المأكول التي وقعت مؤخراً بين المجاهدين في غزة وجيش العدو، أثبتت أن تحرير المقدسات والأراضي الفلسطينية بات وشيكاً"، معتبراً أن "تلك المعركة كشفت ضعف الجيش الاسرائيلي وقوة المقاومة التي انتقلت من مرحلة الدفاع إلى الهجوم". والعصف المأكول هو الاسم الذي أطلقته المقاومة الفلسطينية على الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة خلال شهري يوليو/تموز و أغسطس/آب الماضيين. وفي مخيم "البقعة" للاجئين الفلسطينيين، شمال غربي العاصمة، وفي محافظتي إربد وجرش (شمال)، والعقبة (جنوب) أقامت الجماعة ونشطاء، وقفات ومسيرات مماثلة. وشددت إسرائيل من إجراءاتها الأمنية في مدينة القدس خلال الأسابيع الأخيرة، في الوقت الذي أعلنت فيه مؤخراً عن بناء وحدات استيطانية جديدة في مدينة القدس، الأمر الذي يقابله الفلسطينيون باحتجاجات يومية، ومواجهات مع القوات الإسرائيلية يصاحبها اعتقالات في صفوف الفلسطينيين. وأغلقت السلطات الإسرائيلية، فجر أمس الخميس، المسجد الأقصى بشكل كامل، بعد حادثة إصابة الحاخام اليهودي يهودا غليك، الناشط في مجال الدعوات لاقتحام المسجد، بجروح بالغة، بعد إطلاق النار عليه، في القدسالغربية، أمس الأول الأربعاء، قبل أن تعيد فتحه اليوم الجمعة. واتهمت إسرائيل، الأسير المحرر معتز حجازي من القدسالشرقية، بمحاولة "اغتيال" غليك، قبل أن تقدم على قتله لاحقاً، وهو ما أدى إلى اندلاع مواجهات في عدة أحياء بالقدس. واضطر المصلون المقدسيون، اليوم، إلى أداء الصلاة في الشوارع القريبة من المسجد الأقصى، بعد أن منعت الشرطة الإسرائيلية من هم أقل من 50 عاماً من دخوله. يذكر أن دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدسالشرقية، بموجب القانون الدولي، الذي يعد الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب إسرائيل.