رئيس وحدة أورام الكبد بمعهد الكبد: نحتاج إلى إمكانيات لكي نحسن منظومة الصحة مساعد وزير الصحة سابقا: من يخالف التعليمات داخل المستشفيات العسكرية يتعرض للمحاكمة استشاري جراحة بالمستشفيات العسكرية سابقا: ميزة المجمع الطبي هو العلاج في المستشفيات العسكرية وبمقابل مادي مواطنون: المستشفيات الحكومية تنقل الملايين من الأمراض في زيارة واحدة الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء: 660 مستشفى حكومياً تعانى نقصا خطيرا في الخدمة الصحية أمراض .. حوادث تستجد يوما بعد يوم، ولا توجد مستشفيات مجهزة لاستقبال المواطنين، بعضها أنفقت الحكومة عليها عشرات الملايين من الجنيهات ثم تركتها مأوى للكلاب و القط ولا يوجد مكان لمريض، وأخرى رفض المسئولون تجديدها فتركوها آيلة للسقوط فوق رؤوس المرضى، و مستشفيات أقرب ما تكون لمقالب القمامة حيث ترى المخلفات البشرية و الطبية في كل مكان والأخرى ليس فيها سوى لافته تقول " هنا مستشفى " فإذا ما تجاوزت هذه اللافتة فلن تجد سوى أجهزة متهالكة وأطباء غائبين، ومستشفيات المبدأ الأول والأخير " البزنس وكسب الأموال من جيوب المواطن البسيط والغني". فهناك الآلاف من الذين تنتهي حياتهم كل يوم في المستشفيات لنقص العلاج و عدم وجود أماكن وإمكانيات، فيما قدم الجهاز المركزي لتعبئة العامة والإحصاء في مصر إحصائية توضح أن 660 مستشفى حكومياً تعانى نقصا خطيرا في الخدمة الصحية والأدوية يبلغ 52% في الحضر و 82% في الريف والمعدات يصل النقص فيها إلى 51% في الحضر و 70% في الريف والأخصائيين بنسبة 36% في الحضر و 80% في الريف. مبدأ المستشفيات: ادفع .. لتموت! وأخر الحوادث التي رصدها الإعلام في الفترة الأخيرة، هي امرأة تلد في الشارع أمام مستشفى كفر الدوار العام، بعد أن رفض الطبيب توليدها طبيعيا لأنها تحتاج ولادة قيصرية، الأمر الذي يصبح مكلف على زوج فأخذ زوجته وخرج، حتى وجدها تلد بدون تدخل طبيب خارج المستشفي. وأخرى وفاة طفل "4 سنوات" بقرية بني يحيى في ديروط بمحافظة أسيوط، حيث وصلوا أسرته إلى مستشفي ديروط المركزي، وتم الكشف عليه بالاستقبال و كان يعاني من "زرقة بالجسم وأعراض هبوط بالقلب وأرتشاح رئوي نتيجة الإصابة بلدغة عقرب". وتم إعطاؤه أمبولات ضد الحساسية و"دكساميثازون"، ولم يتم إعطاء الطفل مصلا ضد لدغ العقرب لعدم وجود المصل بالمستشفى بالرغم من وجوده بالإدارة الصحية بديروط وبالمركز الصحي المجاور للمستشفى وتم تحويله بسيارة إسعاف إلى مستشفى الأطفال الجامعي لاحتياج الحالة إلى العناية المركزة. وبمجرد وصول الطفل لمستشفى الأطفال الجامعي تم إعطاؤه الأدوية اللازمة وكانت الحالة العامة سيئة، وتوفى الطفل صباح يوم 2 سبتمبر نتيجة هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية. عشرة آلاف جنيه أنهت حياة طفل واستكملا لحالات الإهمال والبحث عن أموال، توفي الطفل يوسف محمد بالمرحلة الابتدائية، أثناء أجراء عملية استخراج زجاجة من رقبته نتيجة فتح إحدى نوافذ الفصل في بداية اليوم الدراسي، حيث تم نقلة إلى مستشفي المطرية العام والزيتون وتم رفضهما الحالة ، ثم نقل إلى مستشفي عين شمس التخصيص و أنتظر في الاستقبال ساعة وربع حتى يحضر والد الطفل عشرة ألف جنية، إلى أن مات. الإهمال يتمكن من المستشفيات الخاصة ولم تتوقف حالات الإهمال على المستشفيات الحكومية فقط بل وصل الفساد إلى المستشفيات الخاصة، فقد تسبب خطأ طبي فادح لطبيب أشعة بمستشفى النيل بدراوي بالمعادي في وفاة "هبة العيوطي" والتي تبلغ من العمر 26 عاما، حيث قام طبيب الأشعة المختص بحقن المريضة بمادة كاوية "الفورمالين" بدلًا من الصبغة، ما أدى لاحتراق أعضائها الداخلية بالكامل، وإصابتها بإعياء شديد وتدهور حاد في حالتها الصحية. وإلى جانب تلك الحالة تعرضت سيدة مسنة للوفاة نتيجة الإهمال الطبي داخل مستشفى السلام أندلسية بمنطقة الأزاريطة بمحافظة الإسكندرية، وذلك لإهمال طبيب الأعصاب في رعاية الحالة حيث توفيت وهى مصابة بالشلل الرباعي والتهاب رئوي نتيجة نقلها ما يقرب من 7 مرات يوميا. حيث أكدت أبنتها أنها تمتلك كل التقارير التي تؤكد أن والدتها كانت ليست مصابة بأي مرض خطير سوى كسر في رقبة العنق نتيجة حادث انقلاب الحافلة التي كانت بها على الطريق الصحراوي يوم 29 مارس عام 2013، وعلى إثرها تم نقلها لمستشفى الشيخ زايد التخصصي، حيث كانت مصابة في فقرات العنق، طبقا لتشخيص المستشفى تحتاج لرعاية صحية متكاملة بسبب إصابتها، والطبيب الشرعي رفض الكشف على والدتي بعد تدهور حالتها قبل وفاتها". خدمة عسكرية.. ولكن بأسعار غالية وسط انتشار الفساد الطبي والإهمال بمعظم مستشفيات الجامعية والحكومية، كان هناك بريق أمل يعطي الأمل و الطمأنينة لمواطنين على العلاج والصحة بشكل صحيح، حيث أفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي المجمع الطبي بكوبري القبة، والذي يشكل إضافة جديدة في منظومة الرعاية الطبية التي تقدمها القوات المسلحة لأبناء مصر من العسكريين والمدنيين في كافة التخصصات. حيث يضم مستشفى جديد لأمراض الكلى وتطوير مستشفى الجراحة وإقامة عدد من المنشآت والمباني الإدارية والخدمية وأعمال التطوير بعدد من الأقسام التخصصية بالمجمع والتي تساهم في تطوير مستويات الرعاية الطبية المقدمة للمواطنين المترددين على المستشفى. على قدر مالك "اتعالج" تقول أميمة أحمد – مواطنة – أنها لكي تذهب إلى مستشفي العسكري تحتاج إلى أموال فالخدمة جيدة، "ولكن كل واحد وعلي قد مقدرته". وأضافت أن المستشفيات الحكومية بهدلة، فالمواطن الذي يذهب هناك سليم يرجع وهو حامل الملايين من الأمراض؛ ويرجع ذلك لعدم وجود تعقيم ونظافة جيدة داخل المكان. وأكد إسماعيل عبد الحميد – متقاعد- أنه لا يفضل الذهاب إلى المستشفيات أو العلاج عند الدكاترة، فهو يعتبرهم الضحك على المواطنين لمص دمائهم وسرقة أعضائهم. وأضاف عبد الحميد قائلا" هو في حاجة ببلاش في هذا الزمان، الكل بفلوس أو بسرقة صحتك وقوتك ومالك، المستشفيات كلها ولا بتقدم ولا بتأخر العمر بيد الله". وأشارت بثينه أحمد – موظفة – وتبع العلاج العسكري – أن من أفضل العلاج الذي يقدم في مصر هو العلاج التابع لقوات المسلحة، من حيث الخدمات وطريقة الاستقبال والمتابعة بعد الشفا، على غير المستشفيات الحكومية التي تهمل المريض، بل من الممكن يخرج بأمراض أخرى غير المرض الأساسي الذي يعالج منه. العسكرية أفضل بكثير من جانبه أشاد الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة أورام الكبد بمعهد الكبد ، أن على مدار أعوام سابقة كانت مستشفيات العسكرية تقدم خدمه جيدة، فالتجهيزات تكون على أعلي مستوي مع وجود انضباط من الأطباء و الممرضين والعاملين بالمستشفي، كل هذا وبالأسعار رمزية لغاية. وتعليقاً على منظومة التأمين الصحي أوضح بأن يجب يحدث تغير فيها حتى تشمل كل المصريين، فالغير خاضعين لتأمين صحي يعانوا الكثير من مصاريف علاجيه حتى شراء الشاش والقطن، لافتا إلى أن يجب إلغاء قرار العلاج على نفقة الدولة. وأكد عز العرب، على ضرورة توفير الإمكانيات والموارد لمستشفيات الجامعية و الحكومية حتى تعطي أفضل خدمة صحية و علاج، "فاقد الشيء لا يعطيه"، مضيفا قائلا " أتمنى ما جاء بدستور مصر 2014 من أعطاء 3% قطاع الصحة من الناتج القومي، فهذا النسبة سوف تعمل على تحسن منظومة الصحة بالتدريج". من يخالف التعليمات داخل المستشفيات العسكرية يتعرض للمحاكمة فيما أشار الدكتور إبراهيم مصطفي مدير عام اتحاد المهن الطبية- ومساعد وزير الصحة سابقا، أن المستشفيات العسكرية يوجد فيها انضباط و التزام من قبل الممرضين والدكاترة، فالكل هناك يعلم أولويته، ومن يخالف يتعرض لمحاكمة عسكرية، أما المستشفيات الحكومية فلا يوجد انضباط ولا محاسبة أحد على شيء؛ ويرجع ذلك لقلة الرواتب، الأمر الذي يجعل الدكتور لا يقضي فترة عمله طويلا ويسارع إلى العيادة الخاصة به لتحقيق ربح أكثر. وأكد أن المجمع الطبي سوف يكون على أعلي انضباط وخدمة علاجيه ممتازة، ولكن سوف يدفع المواطن ثمن العلاج، على خلاف الجندي فسوف يعالج بدون رسوم، لافتا إلى أن المستشفيات العسكرية تكون أغلي بكثير من الخاصة. فيما أكد الدكتور اشرف الطيب استشاري جراحة بالمستشفيات العسكرية سابقا، أن المجمع الطبي الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي بكوبري القبة سوف يكون لجميع المدنين ولكن سوف يدفع ثمن العلاج بأقل من المستشفيات الخاصة، ولكن خدمة أفضل. وأضاف الطيب أن سبب الاختلاف بين المستشفيات العسكرية والحكومية، أن العسكرية دائما في تتطور في الأبحاث العلمية والطبية، واستخدام أفضل الأجهزة الحديثة والمتطورة على خلاف المستشفيات الحكومية. عدم وجود خبرة فيما انتقدت دراسة أعدها الدكتور شريف عمر عميد المعهد القومي للأورام الأسبق بجامعة القاهرة، تحت عنوان " تقييم الوضع الصحي في مصر و رؤية مستقبلية"، الضعف الواضح في المجال الخدمي في المستشفيات نظرا لضعف مستوى الخريجين وضآلة حظهم من التدريب، إضافة إلى عدم تفرغ الاستشاريين في التخصصات المختلفة وتفتيت جهودهم في العمل بين الجانب الحكومي والقطاع الخاص نظرا لسوء المرتبات الحكومية . كما لا يوجد نظام عادل للتفرغ الكامل للعمل في مؤسسة صحية واحدة يسمح فيها بتقديم عمل حكومي إضافة إلى جهد خاص في ذات المؤسسة وبالطبع في مواعيد مختلفة لتحقيق دخل متزايد إضافة إلى تحقيق الذات في الإبداع والتميز والضعف المتزايد في مستوى التمريض نظرا لانخفاض الأجور وضحالة التعليم والتدريب وعدم تقدير المجتمع لدورهم وعملهم في الفريق الطبي. وفي النهاية نؤكد أننا بحاجة لنرتقي بمنظومة الصحة والخدمات الطبية بالمستشفيات، بالإضافة إلى زيادة الموازنة العامة من 4,5%إلى 15% للنهوض بها وحالها المتردي،وزيادة الكادر للعاملين بالصحة جميع ، وزيادة السراير بالعناية المركزة وعدد حضانات المبتسرين، و توفير الأدوية اللازمة والأجهزة الطبية اللازمة. اقرأ فى الملف " ملائكة الرحمة وثوب العذاب في مستشفيات الصحة" * الإهمال الطبي في المستشفيات الخاصة.. طريق المرضى إلى الموت * أطباء وأخصائيون: تراجع دور وزارة الصحة فتح أبواب النصب على المرضى * أطباء مشاهير .. والمريض "ضحية" * «محيط» تتسلل وترصد الإهمال في مستشفى المطرية التعليمي * «الدمرداش».. مستشفى لا تعرف الهدوء والفوضى في كل مكان (صور) ** بداية الملف