في محافظة الغربية, يعاني أكثر من900 ألف مواطن الإصابة بأمراض الكبد المختلفة, ونحو8 آلاف بالفشل الكلوي, كما يتردد علي مركز أورام طنطا نحو70ألف مريض سنويا, وتستقبل المستشفيات الجامعية أكثر من مليون مريض سنويا من محافظات: الغربية وكفر الشيخ والبحيرة, بالإضافة إلي معاناة المرضي المستمرة داخل26 مستشفي عاما ومركزيا ونوعيا, عدا الذين يترددون علي57 مستشفي تكامل صحي وطب الأسرة علي مستوي317 قرية بنطاق مراكز المحافظة الثمانية. ولأن المصائب لا تأتي فرادي, فقد تكالبت علي هؤلاء المرضي جميعا, من الذين يتلقون علاجهم بالمستشفيات الحكومية, عوامل وأسباب: الفقر والجهل والإهمال, حتي أصبحت الأمراض تنهش في أجسادهم, والديون تتراكم علي ذويهم.. والسبب في ذلك يرجع إلي ما يسمي تارة ب العلاج علي نفقة الدولة وتارة أخري التأمين الصحي, وتارة ثالثة العلاج المجاني.. إلا أنه في كل هذه الأحوال لا تكتمل منظومة العلاج داخل أي مستشفي حكومي, دون معاناة, بل معاناة شديدة, خاصة مع ظهور شريحة ليست بالقليلة من الأطباء الذين لا يهتمون بمرضاهم إلا داخل عياداتهم الخارجية. ففي مستشفيات حميات طنطا, حيث يوجد مركز لعلاج مرضي الكبد من فيروس( سي), لا يستطيع مريض يعاني ويلات المرض, أن يدخل لتلقي العلاج بهذا المركز, أو الاستمرار في جرعات العلاج التي تستمر نحو42 أسبوعا, دون المرور بعيادة أحد الأطباء المسئولين عن مركز الكبد بحميات طنطا, وفي كل مرة يتم تحصيل قيمة الفيزيتا, وإلا فلن يواصل المريض علاجه, الأمر الذي يضاعف من آلام المرضي وذويهم, خاصة إذا كانوا من قليلي الحيلة الذين ينطبق عليهم المثل العين بصيرة والإيد قصيرة. أما المجمع الطبي للتأمين الصحي, والذي يقع بشارع الجيش الرئيسي بطنطا, ويعد صرحا معماريا وطبيا شامخا, تكلف إنشاؤه أكثر من70 مليون جنيه, وتم افتتاحه منذ أكثر من عام, فإنه يقف شاهدا علي تراخي المسئولين بوزارة الصحة وإهمالهم الجسيم لعدم الاستفادة من إمكانات وأجهزة هذا الصرح الطبي, حيث مازال يعمل بأقل من طاقته, بسبب عدم وجود الكوادر الطبيةالمدربة الكافية لتشغيل العديد من الأجهزة الطبية المتقدمة والتي أوشكت علي الصدأ في أماكنها, بالإضافة إلي قلة أعداد هيئة التمريض, مما جعل التأمين الصحي يتعاقد مع عدد من المستشفيات الخاصة والجامعية علي مستوي المحافظة, ومما يزيد الطين بلة, عدم وجود العديد من التخصصات الطبية الضرورية بمستشفيات التأمين الصحي, مما يعد إهدارا للمال العام, الذي أنفق في بناء هذا المجمع الطبي, وشراء الأجهزة الطبية التي لا تجد من يستخدمها حتي الآن.. مما يترتب عليه مضاعفة معاناة وآلاف مرضي التأمين الصحي بمحافظة الغربية, خاصة إذا علمنا أن تخصصا مثل علاج الأورام قد توقف بمستشفي المبرة بطنطا, وكذلك بالمجمع الطبي العملاق, ليتم تحويل مرضي الأورام إلي جمعية علاج الأورام والتي ينتظر فيها المريض دوره بعد أشهر, يكون خلالها المرض قد انتشر في باقي جسده!! وبين المستشفيات الجامعية ومستشفي المنشاوي العام, تتضاعف الآلام والمعاناة بسبب ما يسمي قرارات العلاج علي نفقة الدولة, والتي اختصرت أمراض الناس في عدد من الأمراض, وكأن الإنسان يجب عليه أن يختار المرض الذي يصيبه حتي يتمكن من العلاج علي نفقة الدولة, خاصة بعد فضيحة نواب العلاج علي نفقة الدولة والتي لم نسمع عن أي نائب استغل آلام المرضي في التربح, قد أخذ جزاءه, بإحالته إلي النيابة العامة والقضاء, واسترداد المبالغ التي تحصل عليها بهذا التحايل المشين!.. لاسيما إذا علمنا أن مستشفي المنشاوي العام ليس به كل التخصصات الطبية الدقيقة, في الوقت الذي يحظي بنسبة85 % من قرارات العلاج علي نفقة الدولة, في حين لا تتعدي نسبة المستشفيات الجامعية15 %, وهو ما يجعل المريض يلجأ إلي المستشفيات الخاصة, لأنه لم يعد قادرا علي الاستفادةمن العلاج علي نفقة الدولة. أما الحال في المستشفيات المركزية الأخري بمراكز المحافظة, فليس أقل حظا من المستشفيات الحكومية الأخري, التي تعاني ضعف الإمكانات والعجز في الكوادر الطبية المدربة. من جانبه يؤكد محمد الفخراني, محافظ الغربية, أنه تم دعم مستشفيات وزارة الصحة علي مستوي المحافظة بمبلغ5.6 مليون جنيه, منها5.3 مليون جنيه لشراء الأدوية والمستلزمات الطبية التي يحتاجها المرضي, و3 ملايين جنيه لصيانة الأجهزة والمعدات الطبية. وأضاف أنه سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة اعتماد قرارات العلاج علي نفقة الدولة من خلال لجنة مشكلة لهذا الغرض بالمحافظة, دون الذهاب إلي المجالس الطبية المتخصصة بالقاهرة, تخفيفا عن المرضي وذويهم, وأشار إلي أنه خلال الاشهر القليلة المقبلة سيتم افتتاح المستشفي التعليمي بجامعة طنطا.