بدأت قوات الشرطة المصرية بعملية تمشيط لجامعة الأزهر فرع البنين شرقي القاهرة صباح اليوم الثلاثاء، بعد أنباء عن قيام طلاب معارضين بتنظيم مظاهرة حاشدة أمام مبنى الادارة بالجامعة، في إطار أسبوع "كسر الحصار .. والحرم للطلاب" ، الذي دعت إليه حركة "طلاب ضد الانقلاب" المعارضة بمختلف الجامعات. وبحسب مراسل الأناضول فقد دخلت قوات الشرطة الحرم الجامعي بحي مدينة نصر (شرقي العاصمة) وبدأت في تمشيطه، خاصة بعد خروج طلاب بالأزهر في مظاهرة مفاجئة صباح اليوم في أحد شوارع مدينة نصر للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المحبوسين. وتواجدت مدرعات للشرطة عند أبواب جامعة الأزهر بنين، كما طوقت قوات للشرطة فرع جامعة الازهر بنات في المنطقة ذاتها، في الوقت الذي قام فيه أفراد شركة الحراسة الخاصة (فالكون) بتشديد التفتيش عند بوابات دخول فرع الأزهر بنات وهو ما أدى الى تكدس الطالبات الراعبات في الدخول. وقال مصدر أمني بجامعة الأزهر في تصريح للأناضول إن طلابا يعتزمون تنظيم مظاهرات في الجامعة بسبب وفاة طالب بجامعة الاسكندرية اليوم متأثرا بجراح أصيب بها في اشتباكات مع الأمن الأسبوع الماضي خلال مشاركته بمظاهرات، مشيرا إلى أن هناك معلومات بوجود مخطط تخريبي داخل حرم جامعة الأزهر أثناء تلك المظاهرات. وفي وقت سابق اليوم، نظم طلاب مؤيدون للرئيس المعزول محمد مرسي مظاهرة مفاجئة جابت شوارع الحي السابع بمدينة نصر، وذلك احتجاجا على تكرار تأجيل جلسة استئناف طالبات الأزهر المحكوم عليهن بالسجن خمس سنوات، وذلك للمره العاشره على التوالي. ورفع الطلاب خلال المسيرة شارات رابعة العدوية وصورا لزميلاتهم "المعتقلات" مطالبين بالإفراج عنهن "بعد فترة اعتقال زادت عن 290 يوما دون ارتكاب تهم حقيقية"، على حد قول أحد الطلاب. كما ردد المتظاهرون هتافات مناهضة للجيش والشرطة، وأخرى تستنكر ما أسموه بالقمع الأمني المتكرر لطلاب الجامعات، من بينها "الداخلية بلطجية"، "يسقط يسقط حكم العسكر"، "احنا في جامعة مش (ليس) معسكر". وكانت محكمة مصرية قد قضت في وقت سابق بالحكم على 5 طالبات وعشرات آخرين من الطلاب بالسجن 5 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه (نحو14 ألف دولار أمريكي)بتهم التحريض على العنف، وإثارة أعمال شغب، وإتلاف منشآت جامعية، إلا أن الطلاب استأنفوا على الحكم، وتم تأجيل الاستئناف نحو 10 مرات. وفي جامعة الزقازيق بمحافظة الشرقية بدلتا النيل، نظمت حركة "طالبات ضد الانقلاب" بكليتي التربية والحقوق مظاهرات أمام كلياتهن، صباح اليوم الثلاثاء، رفضا لما أسموه "حملات اعتقالات ومداهمات على منازل الطلاب منذ بدء العام الدراسي"، وللمطالبة بالإفراج عن زملائهن المعتقلين، والسماح لطلاب المدينة الجامعية (السكن الطلابي) بالتسكين الذي تم تأجيله أكثر من مرة. ورفعت الطالبات المحتجات شارات رابعة العدوية، وصورا لمرسي وزملائهن المعتقلين والقتلى خلال الأحداث الماضية. وفي السياق نفسه شهد محيط جامعات القاهرة (غرب العاصمة)، وعين شمس (شرقيها)، وبني سويف (وسط مصر) تعزيزات أمنية مكثفة اليوم تحسبا للتظاهرات الطلابية المعتزمة. ومنذ بدء الدراسة هذا العام، تدور مواجهات عنيفة بين الطلاب المعارضين للسلطات الحالية من ناحية، وقوات الأمن وشركة الحراسة الخاصة "فالكون" من ناحية أخرى، أسفرت عن سقوط مصابين والقبض على آخرين. وشهدت أغلب الجامعات المصرية في العام الدراسي المنقضي، مظاهرات واحتجاجات طلابية شبه يومية أغلبها مؤيدة لمرسي، وتخللها اشتباكات مع قوات الشرطة داخل وخارج الحرم الجامعي في العديد من الجامعات المصرية، أدت لسقوط قتلى ومصابين في صفوف الطلاب، بالإضافة للقبض على العشرات منهم، وهو ما أدى إلى تصاعد الموجات الاحتجاجية الطلابية التي تعتبرها السلطات المصرية "مظاهرات تخريبية". كما تعرض بعض الطلاب للفصل من جامعاتهم نتيجة مشاركتهم في تلك المظاهرات. واتهم الأمن المصري طوال العام الدراسي السابق، جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي، باستغلال الطلاب في مظاهرات، هدفها تقويض استقرار البلاد، في المقابل رصدت منظمات حقوقية طلابية ما وصفته بأنه "انتهاكات" بحق الطلاب.