تواصلت طوابير طلاب الجامعات المصرية بالعاصمة القاهرة، لعشرات الأمتار، مع دخول الأسبوع الثاني للدراسة، بسبب تشديدات أمنية فرضتها شركة الحراسات الخاصة الجديدة التي تقوم بتأمين الجامعات. في الوقت الذي فرضت قوات الأمن تشديدات أمنية على الجامعات، وسط مظاهرات هادئة لم تشهد أي اشتباكات بعدد من الجامعات حتى الساعة 10 تغ، بحسب مراسلي الأناضول وشهود عيان، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء الأناضول. وشهدت جامعة الأزهر بمدينة نصر، والقاهرة، وحلوان، تكدسا للطلاب والطالبات، أمام بوابات الجامعة نتيجة إجراءات الأمن وعمليات التفتيش التي اتخذتها الجامعة لتأمين العملية التعليمية، ومنع المتسللين ودخول أية أسلحة أو أداوت تظاهر إلى الحرم الجامعي. وكانت شركة "فالكون" للأمن الخاص، التي يديرها رجال شرطة وجيش متقاعدون، بقيادة شريف خالد، وكيل جهاز المخابرات العامة السابق، ومسئول قطاع الأمن باتحاد الإذاعة والتليفزيون الحكومي سابقا، تسلمت أبواب الجامعات منذ بداية العام الدراسي. وشهدت جامعة الأزهر مظاهرة لحركة "طلاب ضد الانقلاب" المعارضة ، رفضا لما أسموه "حملات اعتقالات ومداهمات على منازل الطلاب منذ بدء العام الدراسي"، وللمطالبة بالإفراج عن زملائهم المعتقلين، والسماح لطلاب المدينة الجامعية "السكن الطلابي" بالتسكين الذي تم تأجيله أكثر من مرة. وفي جامعة المنيا ، نظم أنصارا للرئيس المعزول محمد مرسي، سلسلة بشرية أمام كلية الفنون الجميلة، تبعتها مسيرة طافت أرجاء الجامعة، رفع المشاركون فيها لافتات تطالب بالإفراج عن زملائهم المحبوسين، مرددين هتافات مناهضة للجيش والشرطة . الأمر نفسه تكرر في جامعات بني سويف والفيوم، والمنصورة وكفر الشيخ ودمياط وطنطا. جامعة قناة السويس ، قالت حركة "طلاب ضد الانقلاب" إن الأمن الإداري بها احتجز 4 طالبات أثناء مشاركتهن فى مسيرة داخل الحرم الجامعي، واقتيادهن داخل سيارة لمقر إدارة الأمن بالجامعة. وشهد الأسبوع الأول للدراسة، مواجهات عنيفة بين الطلاب المعارضين للسلطات الحالية من ناحية، وقوات الأمن وشركة الحراسة الخاصة "فالكون" من ناحية أخرى، أسفرت عن سقوط مصابين والقبض على آخرين، في الوقت الذي تم تدمير عدد من أدوات شركة الحراسة الخاصة بعدة جامعات. أحمد ناصف المتحدث باسم حركة طلاب ضد الانقلاب، قال للأناضول، إنهم سينطلقون في أسبوع ثوري بكل الجامعات للتأكيد على أن حراكنا الطلابي متواصل ولا يمكن للقمع أو الاعتقالات التي طالت أكثر من 235 طالبا خلال الأسبوع الماضي أن تثنيهم عن تظاهراتهم. وأضاف، "مستمرون في حراكنا الثوري ضد هذه السلطة العسكرية القمعية حتى استعادة كافة حقوقنا الطلابية، وتحقيق أهداف ثورتنا". ويطالب الطلاب بالإفراج عن زملائهم المحبوسين وعودة المفصولين من الدراسة لجامعاتهم، كما يطالبون برفع القبضة الأمنية عن الجامعات. وشهدت أغلب الجامعات المصرية في العام الدراسي المنقضي، مظاهرات واحتجاجات طلابية شبه يومية أغلبها مؤيدة لمرسي، وتخللها اشتباكات مع قوات الشرطة داخل وخارج الحرم الجامعي في العديد من الجامعات المصرية، أدت لسقوط قتلى ومصابين في صفوف الطلاب، بالإضافة للقبض على العشرات منهم، وهو ما أدى إلى تصاعد الموجات الاحتجاجية الطلابية التي تعتبرها السلطات المصرية "مظاهرات تخريبية". كما تعرض بعض الطلاب للفصل من جامعاتهم نتيجة مشاركتهم في تلك المظاهرات. واتهم الأمن المصري طوال العام الدراسي السابق، جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي، باستغلال الطلاب في مظاهرات، هدفها تقويض استقرار البلاد، في المقابل رصدت منظمات حقوقية طلابية ما وصفته بأنه "انتهاكات" بحق الطلاب. وفي محاولة من الجامعات للحد من تكرار هذا المشهد والاتهامات المتبادلة، استبق رؤسائها العام الجامعي بقرارات غير مسبوقة، تضمنت "3 خطوط حمراء" يحظر على الطلاب الاقتراب منها، في مقدمتها إهانة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، كما اتخذ الأمن في بعض الجامعات إجراءات غير مسبوقة، منها تعيين شرطة سرية داخل الجامعات، واحتفظت جامعة الأزهر بإجراءات خاصة، كونها البقعة الأكثر اشتعالا بين الجامعات.