سعر الدولار اليوم يقفز عالميًا بعد الهجوم الإيراني الجديد (قائمة أسعاره الجديدة)    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم 16 يونيو بسوق العبور للجملة    بعد عمله اليومى.. محافظ قنا يتجول بدراجة فى شوارع المحافظة    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الاثنين 16-6-2025.. هبوط كبير تجاوز 900 جنيه    رئيس جهاز حماية المستهلك يلتقي وزير الطيران المدني لبحث سُبل التعاون بين الجانبين    إعلام عبري: مقتل 4 إسرائيليين جراء إصابة مباشرة بصاروخ إيراني في بيتح تكفا    وصول بعثة الأهلى لفندق الإقامة فى نيوجيرسى.. صور    ليس تريزيجيه.. ميدو يحمل هذا اللاعب مسؤولية إهدار ركلة جزاء الأهلي ضد إنتر ميامي    وزير الثقافة يشهد العرض المسرحي «كارمن» بمسرح الطليعة ويشيد بصناعه | بالصور    منتخب السعودية يستهل مشواره في الكأس الذهبية بالفوز على هاييتي بهدف    ميدو يتحدث عن أمنيته ل الأهلي في كأس العالم.. ويوجه رسالة بشأن زيزو (فيديو)    مدرب بالميراس: مباراة بورتو ستساعدنا على التحضير لمواجهة الأهلي    قوات الحرس الثورى الإيرانى تُسقط 3 طائرات إسرائيلية فى زنجان وسنندج    ترامب: بوتين مستعد للوساطة.. واتفقنا على إنهاء التصعيد في الشرق الأوسط    الضربة الاستباقية الإسرائيلية ضد إيران بين الفشل والنجاح    عادل عقل: تعادل بالميراس وبورتو يشعل مجموعة الأهلى.. وفوز كبير للبايرن بمونديال الأندية    وسائل إعلام إسرائيلية: عدة مواقع في تل أبيب تعرضت لدمار كبير    إيران تشن أوسع هجوم صاروخي على إسرائيل حتى الآن    أحمد السقا يرد على تهنئة نجله بعيد الأب.. ماذا قال؟    ارتفاع قتلى الهجوم الإيراني على إسرائيل إلى 16 قتيلا    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    مراجعة اللغة الفرنسية الصف الثالث الثانوي 2025 الجزء الثاني «PDF»    انكسار حدة الموجة شديدة الحرارة.. الأرصاد تعلن مفاجأة بشأن طقس الساعات المقبلة    فيديو.. الأمن الإيراني يطارد شاحنة تابعة للموساد    مجموعة الأهلي.. نتيجة مباراة بالميراس وبورتو في كأس العالم للأندية    نجوى كرم تطلق ألبوم «حالة طوارئ» وسط تفاعل واسع وجمهور مترقب    بعد تعرضها لوعكة صحية.. كريم الحسيني يطلب الدعاء لزوجته    أحمد سعد يشعل حفل الجامعة الأمريكية، ويحيي الأوائل    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأثنين 16 يونيو 2025    إمام عاشور: أشكر الخطيب.. ما فعله ليس غريبا على الأهلي    وفاة تلميذ متأثرًا بإصابته بلدغة ثعبان في قنا    صرف الخبز البلدي المدعم للمصطافين في عدد من المحافظات    حريق داخل مدينة البعوث الإسلامية بالدراسة    مصرع طفلتين في حريق بمنزل أسرتهما بالزقازيق    ضبط موظف تحرش براقصة أرجنتينية في العجوزة والأمن يفحص    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل الدراسة في فارم دي صيدلة إكلينيكية حلوان    شركة مياه الشرب بكفر الشيخ تُصلح كسرين في خط مياه الشرب    ختام فعاليات اليوم الأول من برنامج "المرأة تقود" بكفر الشيخ    بى إس جى ضد أتلتيكو مدريد.. إنريكى: نسير على الطريق الصحيح    ليلى عز العرب: كل عائلتى وأصحابهم واللى بعرفهم أشادوا بحلقات "نوستالجيا"    لا تسمح لطرف خارجي بالتأثير عليك سلبًا.. توقعات برج الجدي اليوم 16 يونيو    حدث بالفن | وفاة نجل صلاح الشرنوبي وموقف محرج ل باسكال مشعلاني والفنانين في مباراة الأهلي    رصاص في قلب الليل.. أسرار مأمورية أمنية تحولت لمعركة في أطفيح    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    هل الزيادة في البيع بالتقسيط ربا؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)    عانى من أضرار صحية وتسبب في تغيير سياسة «جينيس».. قصة مراهق ظل 11 يوما دون نوم    سبب رئيسي في آلام الظهر والرقبة.. أبرز علامات الانزلاق الغضروفي    لدغة نحلة تُنهي حياة ملياردير هندي خلال مباراة "بولو"    صحة الفيوم تعلن إجراء 4،441 جلسة غسيل كلوي خلال أيام عيد الأضحى المبارك    الثلاثاء.. تشييع جثمان شقيق الفنانة لطيفة    عميدة إعلام عين شمس: النماذج العربية الداعمة لتطوير التعليم تجارب ملهمة    "نقل النواب" تناقش طلبات إحاطة بشأن تأخر مشروعات بالمحافظات    3 طرق شهيرة لإعداد صوص الشيكولاتة في المنزل    وزير الشئون النيابية يحضر جلسة النواب بشأن قانون تنظيم بعض الأحكام المتعلقة بملكية الدولة في الشركات المملوكة لها    بوستات تهنئة برأس السنة الهجرية للفيس بوك    تنسيقية شباب الأحزاب تحتفل بمرور 7 سنوات على تأسيسها.. وتؤكد: مستمرين كركيزة سياسية في الجمهورية الجديدة    جبل القلالي يحتفل بتجليس الأنبا باخوميوس أسقفًا ورئيسًا للدير (صور)    بمناسبة العام الهجري الجديد 1447.. عبارات تعليمية وإيمانية بسيطة للأطفال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رؤية تحليلية لإعلام داعش وكيفية مواجهته

يمتلك تنظيم منشقي القاعدة في العراق والشام الإرهابي، المعروف إعلاميا ب"داعش"، آلة إعلامية قوية مكنته في غضون شهور قليلة، من أن يصبح التنظيم المتطرف الأشهر في العالم.
وتعد البروباجندا الإعلامية، إحدى أهم استراتيجيات داعش، في السيطرة والاستقطاب، إذ أنهم يستخدمونها في نشر القلق بين صفوف مواطني المدن التي يريدون الدخول إليها، فضلا عن جذب وتجنيد مزيد من الجهاديين.
ولدى التنظيم مواقع ومنابر إعلامية، كثيرة من بينها "شبكة شموخ الإسلام" و"منبر التوحيد والجهاد" وغيره من المنتديات الجهادية، إضافة إلى إذاعة البيان، فضلًا عن "صفحات التنظيم على موقع التواصل الاجتماعي تويتر"، والخاصة بكل محافظة أو مدينة أو منطقة يقتحمونها.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها أصدر مركز الحياة الإعلامي، التابع لتنظيم داعش مجلة إلكترونية ناطقة باسمه، وهي مجلة تصدر باللغة الإنجليزية بصيغة، وتم توزيعها عبر البريد الإلكتروني، في الداخل السوري على المناطق المحررة التي تخضع لسيطرة كتائب من المعارضة المسلحة، ولا تفصح المجلة عن كيفية نشرها أو موقعها الإلكتروني، إلا أنها تشير إلى أنّ "فريق دابق يرغب في تلقي تعليقاتكم".
وتشبه "دابق" في تصميمها مجلة "انسباير" التي أصدرها فرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتضمنت تعليمات حول كيفية تصنيع القنابل وتجنيد أشخاص يشنون هجمات بمفردهم.
ومن الملاحظ في قراءة أعداد المجلة أنها تبدأ باقتباسٍ لأبي مصعب الزرقاوي، القيادي السابق في تنظيم القاعدة في العراق، يقول فيه: "لقد أشعلت الشرارة هنا في العراق، وسوف يتصاعد لهيبها بإذن الله، حتى تحرق الجيوش الصليبية في دابق.
ويعكس ما يحمله اسم المجلة من معطيات تاريخية توجهات التنظيم وأسلوبه الفكري، إذ إن الاسم يعود لبلدة في سوريا ورد ذكرها في صحيح مسلم.
فقد جاء في صحيح مسلم حديثًا رواه أبو هريرة– رضي الله عنه– أن سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم –قال: "لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق - أو بدابِقَ - فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بينا وبين الذين سُبُوا مِنَّا نقاتلْهم، فيقول المسلمون: لا والله، كيف نُخَلِّي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثُلُث ولا يتوب الله عليهم أبدا، ويُقتَل ثلثُهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يُفتَنون أبدا، فيفتَتحِون قسطنطينية"، في إشارة إلى مدينة "اسطنبول" في تركيا.
ويضيف الحديث: "فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون - وذلك باطل - فإذا جاؤوا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم، فأمّهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته" .
وتقع دابق شمالي حلب، وتبعد 45 كيلومترا عن الحدود التركية وتتبع منطقة أعزاز، وقد وقعت في سهلها الكبير معركة عظيمة بين العثمانيين بقيادة سليم الأول والمماليك بقيادة قنصوه الغوري عام 1516. انتصر فيها العثمانيون، وكانت المعركة مقدمة لدخولهم المناطق العربية وتأسيس إمبراطوريتهم فيها.
أما "الأعماق" فهي منطقة تتبع أنطاكيا التركية، وتقع فيها بحرية معروفة تسمى "بحرية عمق"، وتشير "موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة" إلى أن الحديث فيه نبوءة لأن صور دابق من الأقمار الصناعية تشير إلى أنها "من أنسب الأماكن لقيام معارك كبيرة وفاصلة"، مضيفة: "دابق تقع قريبة من البحر المتوسط ومن المتوقع أن يكون هناك إنزال بحري للروم أثناء غزوهم للشام".
وتضيف الموسوعة إلى أن الحديث يشير إلى أن الكثير من الروم "سيسلمون ويعيشون مع المسلمين في الشام أو يتم سبيهم من الروم ويشهرون إسلامهم ثم يقاتلون مع المسلمين ضد الروم" مشيرا إلى أن البلدة "تقع في مكان يفصل بين الشرق الإسلامي والغرب الرومي النصراني وهي مكان المواجهة في آخر الزمان" .
ويرى أنصار تنظيم "الدولة الإسلامية" أن العلامات على تحقق النبوءات الواردة بالحديث بدأت تظهر بالفعل، مع انضمام مقاتلين من الغرب إلى التنظيم، والاستعدادات الدولية لمقاتلة التنظيم عبر التحالف الذي يتوسع باضطراد، إلى جانب إمكانية تدخل تركيا ضد التنظيم، ما يبرر بالتالي مهاجمة القسطنطينية. ويستعين المتشددون عبر حساباتهم بمواقع الانترنت بحديث آخر يشير إلى أن المعركة ستكون "عظيمة" تضم مئات الآلاف من المقاتلين، وسيتجمع "الروم" تحت 80 راية، تضم كل واحدة منها 12 ألف مقاتل، ما يجعل العدد الإجمالي للجيش الذي سيخوض المواجهة مع المسلمين 960 ألف رجل. وتشهد حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً كبيرا في الفترة الحالية حول انعكاسات معركة كوباني على المعركة المنتظرة في دابق، ويقول أبو أُسَيد البغدادي معلقا: "ما يحدث في عين الإسلام (التسمية التي أطلقها داعش على كوباني أو عين العرب) المجاورة لدابق ليس شيئاً عبطياً بل مخطط له منذ قرون بشرنا بهذه المعركة المصطفى.. وستنزل 80 دولة صليبية لا محال وسنهزمهم." وتنشغل حسابات أخرى في متابعة عدد الدول التي وافقت حتى الآن على الانضمام إلى التحالف، ويقول همّام الشمري في هذا الصدد: "اعتقد هذه الصورة التقطت في بداية التحالف أما الآن وصل العدد 62 بقي 18 دولة والموعد دابق" .
قراءة في أعداد المجلة
العدد الأول من مجلة دابق
العدد الأول من مجلة دابق حمل عنوانًا رئيسًا "عودة الخلافة"، وقد صدر العدد الأول في شهر رمضان من عام 1435 هجرية. واستخدم مصممو المجلة خريطة "دولة الخلافة"، أي المناطق التي تقع تحت سيطرة التنظيم في سوريا والعراق، كخلفية لصفحة الغلاف.
وحملت موادّ العدد ترجمة للعنوان، فبعد التمهيد، نُشر موضوع عن "إعلان الخلافة"، وتقارير وأخبار من "دولة الخلافة"، و"دولة الخلافة في كلمات الأعداء"، وقصة من الهجرة إلى الخلافة، وتضمّنت المجلة مواضيع عن الجهاد والجماعة والهجرة والمنهج.
وقد جاء هذا العدد في 50 صفحة، وتم توزيعه عبر البريد الإلكتروني وتحميله على عدد من المنتديات في صورة PDF. وقد تجنب القائمون على المجلة نشر صور الفظائع التي يرتكبها التنظيم ضد المسلمين ومساجدهم وأضرحتهم والفظاعات التي ارتكبها مسلحو التنظيم ضد المسيحيين وبيوت عبادتهم، سواء في سوريا أو العراق.
وفي صفحاتها الأولى صورة لمقاتلين لا نرى وجوههم يقفون في مواجهة النيران ويذكرون بجنود المارينز أكثر مما يذكرون بمقاتلي الدولة الإسلامية، وتعلن المجلة عن خطتها بالتركيز على مواضيع التوحيد، والمنهج، والهجرة والجهاد.
ويشيد العدد الأول بذكرى أبو مصعب الزرقاوي، الذي أسس تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق" قبل أن يقتل في غارة أمريكية في عام 2006، ويقدمه على أنه أحد أبرز مؤسسي الخلافة.
ويتضمن العدد الأول مقتطفات من خطب للبغدادي، الذي أطلق على نفسه اسم "الخليفة إبراهيم"، يتحدث فيه عن حقبة جديدة في الإسلام ويدعو الأطباء والمهندسين وغيرهم للهجرة إلى أراضي دولة الخلافة.
ويضم العدد الأول صور حشود تهتف لمسلحي التنظيم وهم ينظمون استعراضات عسكرية في مدن عراقية وسورية ويرفعون راية التنظيم السوداء، وصورا لأشخاص قتلوا بحسب المجلة على أيدي الروافض – في إشارة إلى الشيعة – وصورا أخرى لجنود عراقيين قالت المجلة إنهم من الشيعة وجرى إعدامهم على أيدي مسلحي التنظيم.
ونشرت المجلة في عددها الأول أيضا مقالا طويلا يستند إلى مقولات فقهية لتبرير إعلان الخلافة، وموقع البغدادي زعيما دينيا وسياسيا لها.
العدد الثاني من المجلة
جاء العدد الثاني تحت عنوان الطوفان، وهو مؤرخ أيضًا – مثل العدد الأول – في شهر رمضان 1435 هجرية، وفي العناوين الفرعية: "إما الخلافة الإسلامية أو الطوفان"، وفي العنوان الفرعي الثاني: "طوفان المباهلة".
ونشرت المجلة لأول مرة صورة واضحة، لأبو محمد العدناني، المتحدث باسم التنظيم، وجاء التعليق على الصورة: " أول صورة واضحة لمنجنيق الدولة الإسلامية"، واحتوى الغلاف على صورة سفينة تسير في اتجاه أمواج عالية، في إشارة واضحة على نجاة التنظيم وأتباعه من الطوفان القادم.
وفي الافتتاحية جاءت الدعوة للهجرة إلى أرض الدولة الإسلامية كأولى واجبات "القراء" الذين يبحثون عن تلك الواجبات تجاه الخليفة!!. وفي حال لم يتمكنوا من "الهجرة" لأي سبب قاهر، فالواجب الثاني يكون بتنظيم "البيعة" للخليفة في أمكنة وجودهم، وفي حال كانت سياسة الدولة التي يقطن فيها "القراء" تمنع "البيعة" للخليفة، فعليهم استعمال أسلوب "التقية" في الحصول عليها!!
أما الموضوع الرئيسي في العدد الثاني يعالج ملف الدولة الإسلامية ويضع مقابله الطوفان في إسقاط لقصة سيدنا نوح والطوفان، مقسمة على مراحل، المرحلة الأولى وتعالج قضية الكفر والإيمان، المرحلة الثانية وتحمل عنوان دعوة نوح ، أما المرحلة الثالثة فهي التفكر في الآيات، رابعاً تأتي مرحلة خيار الإيمان أو العقاب أما المرحلة الخامسة فعبارة عن إعلانهم أنفسهم كمخلّصين لرفع انتشار الجهل بين الناس.
وفي إطار تثبيت أيديولوجية "الدولة الإسلامية" يعالج المحرر في مقالة موضوع الهجرة والجهاد مفرداً صفحة كاملة لحديث من مسند أحمد يعالج هذه القضية، مرفقاً بصور "شهداء" مهاجرين.
وفي إصرار على موضوع البيعة للدولة الإسلامية وللخليفة يأتي عنوان "طوفان المباهلة" للإيحاء بحجم المبايعين حول العالم، ويعالج الموضوع من أكثر من زاوية وفي خمسة مقالات.
وتحت عنوان بكلمات الأعداء استحدثت زاوية جديدة تنقل ماذا تحدث من تصفهم المطبوعة بالاعداء، والبداية مع صورة كبيرة لجون ماكين بدقة عالية.. ومرفقة بتعليق: "الصليبي جون ماكين". كذلك فقد احتوى العدد الثاني على زاوية تضم اخباراً متنوعة أبرزها إقامة الحدود على ثمانية ممن أسماهم المحرر بالشبيبة في جربلاس، وأخبار "قتل" أحد عناصر بدر.. فضلاً عن صور لإقامة حد الرجم.
- العدد الثالث من المجلة
حاول تنظيم داعش في العدد الثالث من مجلة "دابق" الذي صدر في شهر شوال 1435 هجرية، تسليط الضوء على أهم الملفات الساخنة بدءًا من إعدام الصحفي جيمس فولي، إلى انتقاد سياسة أوباما، مرورا بتبرير مجرزة الشعيطات بدير الزور، وانتهاء بالدعوة للجهاد في أرض الملاحم، "الشام".
وتضم "دابق"، 42 صفحة، بدأت بافتتاحية أن أوباما يعد الوريث الأسوأ لجورج بوش الابن؛ لأنه يسير على نفس الخطى التي تقود إلى هدم الإمبراطورية المدنية الأمريكية.
وتطرقت المجلة في صفحاتها الأخرى إلى إنجازات التنظيم في الموصل ونينوى وباقي المدن التي استولى عليها في شمال العراق، كما نشرت صورا عن تدميره مقامات دينية، صوفية وشيعية.
وحمّلت المجلة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المسئولية كاملة عن "فولي"، قائلة إن الدولة الإسلامية وجهت رسالة واضحة بأنها ستقوم بإعدامه، إذا ما توالت الضربات الأمريكية الجوية، إلا أن تلك الرسالة قوبلت "باللامبالاة الأمريكية المعهودة"، وقام البيت الأبيض على الفور بالإيعاز لشبكات التواصل الاجتماعي بإغلاق صفحات التنظيم والحسابات المؤيدة له؛ كي لا تصل الرسالة للمواطن الأمريكي.
وفي العدد نفسه تناولت "دابق" ملف الانتقام الوحشي من قبيلة الشعيطات في دير الزور، ناشرة تقريرها تحت عنوان: "عقوبة من يغدر بالدولة"، واصفة مقاتلي القبائل بناكثي العهد والميثاق، ومستشهدة بأحاديث من السيرة النبوية الشريفة.
أما الجزء الثالث والرابع من المجلة، فخصص للحديث عن أرض الشام، مسميا إياها "أرض الملحمة"، وسط دعوة للهجرة إلى هذه الأرض.
- العدد الرابع من المجلة
جاء العدد الرابع من مجلة "دابق" الصادرة عن تنظيم داعش في شهر ذي الحجة 1435 هجرية، تحت عنوان "الحملات الصليبية الفاشلة"
وتناول الجزء الأول من المجلة الذي جاء تحت عنوان "جُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي" هذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن ابن عمر . وذكرت المجلة ما أورده الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتاب "الحِكَم الجَدِيرة بالإذاعة" حول شرح هذا الحديث.
فيما أفردت المجلة الجزء الثاني منها والذي جاء تحت عنوان "عودة الرق قبل قيام الساعة" للتأكيد على شرعية السبي والاسترقاق وتأكيده لما نشر عن سبي النساء والصبايا "الايزيديين" أثناء حصارهم في جبل سنجار. وقالت المجلة "ينبغي أن يتذكر الجميع أن استعباد أسر الكفار وسبى نسائهم هو جانب راسخ من الشريعة الإسلامية"، مضيفاً: "بعد أن ألقينا القبض على النساء الايزيديات، أرسلنا خمسهن إلى سلطات "التنظيم"، والباقى قمنا بتقسيمهن على المقاتلين الذين انتصروا فى معارك سنجار". وعن الرجال الذين أسرهم التنظيم من الايزيديين، كشفت المجلة عن أنه تم تخييرهم ما بين اعتناق الإسلام أو القتل، وأقر التنظيم باحتجازه وبيع الايزيديين كعبيد. وأوردت المجلة العديد من الأحاديث وأراء الفقهاء الدالة على مشروعية الاسترقاق والسبي. وذكر الجزء الثالث من المجلة تأسيس ولايتين جديدتين لتنظيم داعش وهما ولاية الفرات وولاية الفلوجة
وقالت المجلة في تقريرها الرابع إن جماعة أنصار الإسلام انضوت تحت لواء داعش وأعلنت ولاءها للدولة الإسلامية، وأكدت وفق بيان لها أنها " تهدي بعض أعمالها نصرة لدولة الخلافة الإسلامية ولأميرها المِفْضَال الكرار أمير المؤمنين أبي بكر الحسيني القرشي البغدادي حفظه الله".
وفي تقرير آخر في المجلة، تناولت نهاية الحملات الصليبية وذكرت العديد من النبؤات التي وردت بهذا الخصوص ، منها حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَقُوم السَّاعَة حَتَّى تَنْزِل الرُّوم بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ ) وغيره من أحاديث الملاحم. كما أكد التقرير أن هذه الحملة الصليبية لا تخدم سوى روسيا وإيران كما أكد أن الحرب بالوكالة والهجمات الجوية التي تطلقها أمريكا والدول الغربية غير ذات جدوى. وفي النهاية دعت المجلة المجاهدين وعموم المسلمين إلى نصرة الدولة الإسلامية والهجرة إلى أرض الشام والعراق بقتال الصليبيين.
تحليل الإخراج الفني للمجلة:
اختلفت الأدوات التي بدأ تنظيم داعش المتطرف يغزو بها المنطقة، ولعل أهمها استخدامه لوسائل الإعلام كافة المرئية منها والمسموعة، والآن المقروءة بعد صدور أربعة أعداد من مجلة دابق – التي ربما ستكون الناطق الرسمي باسم التنظيم – والتي أدهشت الكثيرين بصرياً. فقد تمتعت المجلة بالحرفية وأناقة الإخراج وجودة الصور التي احتوتها، الأمر الذي جعل البعض يصفون الإعلام الذي يحاول داعش تقديمه أقرب إلى الإعلام المنظم للدولة منه إلى الإعلام الميليشياوي المتخبط مقارنة بإعلام الجماعات الجهادية الأخرى في سوريا. كما أن صدورها بأكثر من لغة يؤكد أن داعش بدأ يتجه نحو العالمية، خصوصا أنها تحاكي الغرب من حيث تقديمها للمقولات العامة للتنظيم. المجلة جاءت بمواصفات قياسية مما جعلها تطرح كثيرًا من التساؤلات حول الإمكانيات المادية التي يمتلكها هذا التنظيم، وحول قدرته على تسخير التكنولوجيا الإعلامية لخدمته.
ولم تكن الحرفية الإخراجية لمجلة "دابق" جديدة على هذا التنظيم الذي اعتاد بث مقاطع فيديو عالية الدقة منذ تأسيسه مطلع أبريل 2013 ، فقد وصفها مراسل ال CNN بأنها "مشاهد حقيقية للإرهاب وليس أحد أفلام هوليود ولكنه صمم ليبدو وكأنه واحد منها" ، وسماها التنظيم "صليل الصوارم"، حيث ترصد بدقة كل المعارك والانتصارات والإعدامات التي ينفذها أعضاء التنظيم. تظهر في هذه الأفلام عالية الجودة أسلحةٌ، ومعداتٌ عسكرية وتقنية، وكاميرات وسيارات حديثة. وقد تم تصوير مقطع الافتتاح في الجزء الرابع من "صليل الصوارم" من طائرة عمودية، ووصل عدد المشاهدات لهذه المقاطع إلى ملايين خلال أيام قليلة، فضلاً عن استخدام التنظيم للفضاء الإلكتروني في شكل واسع من خلال المدونات وحسابات تويتر وفيسبوك لنشر أخباره والترويج لأفكاره ومنهجه، وبأكثر من لغة، وهو ما لم تستطع فصائل المعارضة المسلحة في سوريا من القيام به خلال ثلاث سنوات؛ ما يطرح بقوة العديد من علامات الاستفهام حول مدى قدرة داعش على تسخير التكنولوجيا وتطويعها لخدمته .
وبالنظر إلى المجلة فهي تبدو جذابةً بصرياً، ولم يخفِ الكثيرون ممن حصلوا على نسختها الإلكترونية، ومن رواد مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الفنيين في مجال الإخراج، دهشتهم لقدرة هذا التنظيم – الذي وُصِفَ سابقاً بأنه أبعد ما يكون عن التكنولوجيا – على إخراج وسيلة إعلامية على هذا القدر من الاحترافية ولو على مستوى الإخراج البصري. فقد صدرت أعداد المجلة بعدد صفحات يضاهي الرقم العالمي بحسب المواصفات العالمية، حيث تتراوح صفحات أعداد المجلة بين 42 صفحة إلى 50 صفحة، كما استخدمت النسب العالمية في حجم القطع المستخدم.
وفي الصفحات الداخلية يبدو التركيز على المشهد البصري أكبر من القسم التحريري، وتقدر نسبة الصور بثلثي محتويات المجلة، وأما القسم التحريري فيظهر على شكل أعمدة تفصل بينها صور أو قد تكون الصورة هي خلفية للنص. كما لوحظ استخدام صور كبيرة على مساحة صفحتين متصلتين كما في أساليب الإخراج الحديثة، حيث أن الصورة تتكلم.
ويبدو واضحاً بأن تنظيم داعش قد أدرك منذ البداية أهمية امتلاكه لأدوات الإعلام كي يحارب بها، كما يحارب بقواته وعتاده على الأرض.
المحتوى التحريري للمجلة وأهدافها:
من مجموعة الأخبار والصور التي تضمنتها المجلة، فضلا عن صدورها باللغة الإنجليزية، يبدو أنها موجهة للغرب أكثر من العرب، فقد حاولت عرض المقولات العامة التي يستند إليها تنظيم داعش، ومنها: "أيها المسلمون في كل مكان، أبشروا خيرًا، وارفعوا رؤوسكم عالية، بعون الله أصبح لكم دولة خلافة تعيد لكم الحقوق والكرامة والقيادة، إنها دولة حيث العرب وغير العرب، الأبيض والأسود، الشرقي والغربي جميعاً أخوة، دولة تجمع القوقازي والهندي والصيني والإفريقي والأمريكي والفرنسي والألماني والأسترالي، جمع الله قلوبهم معاً فأصبحوا إخوة بنعمته، يحبون بعضهم في الله ومن أجل الله، اختلطت دماؤهم وأصبحوا موحدين تحت راية واحدة، وليعلم العالم إننا نعيش اليوم في عصر جديد" .
وتبتعد المجلة في أسلوبها التحريري عن سرد التفاصيل في كتابة المواد الصحفية، حيث لا نجد في المجلة الأخبار التقليدية التي اعتاد الإعلام المضاد لداعش التركيز عليه من انتهاكات، ومقابر جماعية، وفرض للشريعة الإسلامية من طريق القوة، وعمليات الذبح والجلد، ولم تسلط الضوء على الأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، بل اكتفت باستعراض مجموعة من الصور تظهر الهدوء في المدينة التي يسيطر عليها التنظيم، وفي المقابل تتحدث عن معاناة رعاياها في المناطق التي تتعرض للقصف المستمر من قبل النظام السوري وبخاصة في مدينة دير الزور على الرغم من أن دير الزور وحسب وسائل إعلام كثيرة، ونشطاء معنيين بحقوق الإنسان، كانت المدينة الأكثر معاناة من انتهاكات وتنكيل هذا التنظيم.
تتضمن المجلة مقالاتٍ وأخبارًا وتقارير مصورة تهدف إلى التركيز على مفاهيم التوحيد، والمنهج، والهجرة، والجهاد والجماعة، كما تستمر المجلة في اللعب على الوتر الديني لاستقطاب مزيدٍ من الناس من طريق إيهامهم بعودة أمجاد الدولة الإسلامية، ورفع راية الإسلام في بقاع جغرافية متنوعة، حيث تعرّف وتصف المجلة التنظيم بأنه المخلص لهم من عذابات الدنيا ومن قمع الأنظمة الديكتاتورية الكافرة، ويقبل التوبة، ويحض على الهجرة والمبايعة التي تعتبر بمثابة صك غفران لذنوبهم.
كما وضع محررو المجلة صور المجاهدين الشهداء الذي سقطوا في سبيل نشر دعوة الله ونصرة المظلوم في الأرض في شكل متوازن، مع نشر صور من وصفهم بأنهم قتلى من جنود الأعداء، والذي يقصد بهم جنود النظام، مبتعدين عن نشر صور الرؤوس المقطوعة أو الجثث الممزقة أو مشاهد الذبح، وبهذا يثبت التنظيم مرةً أخرى من خلال المجلة أنه يسعى لتقديم إعلام احترافي، فهو لا ينشر الصور الملتقطة بكاميرات موبايل أو كاميرات هواة، بل بكاميرات احترافية -كاميرات المؤسسة- ليقول للعالم أنه يقدم إعلام دولة وليس إعلام تنظيم.
وتنشر المجلة أيضًا أخبار التنظيم في سوريا، وأخبار معارك التنظيم، وتعدد انتصارات "الدولة الإسلامية" منذ دخولها العراق، وفي مقدمتها تحرير عدة محافظات، أو ولايات – بحسب ما يسميها التنظيم – من قوات الجيش العراقي، الذي أطلقت عليه صفة "الجيش الصفوي" أو الرافضي، مثل "ولاية الأنبار، وديالى، وكركوك، وصلاح الدين".
وحول مخالفيها من رجال الصحوة والجيش والشرطة الذين يسميهم التنظيم ب "المرتدين" تنشر المجلة عن توبة آلاف المرتدين خلال تحرير مدن العراق على التوالي، ويبين أن عمليات التحرير هذه قد ساعدت الكثير من المرتدين على التوبة والخلاص من حكم جيش الروافض الذي فرَّ من المعركة مخلفاً أسلحة وذخائر جهزته بها الدول الصليبية الكافرة.
تساؤلات حول تمويل داعش:
إن قدرة تنظيم داعش على تسخير التكنولوجيا الإعلامية لصالحه، وإيجاد كوادر إعلامية للعمل على مستوى عالٍ من الحرفية، وما يتطلبه ذلك بدوره من الكثير من الأموال، يطرح خلفه تساؤلاتٍ عديدة عن مصادر تمويله.
وفي هذا السياق ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية بأن التنظيم "يعتمد في تمويل نفسه على نشاطاته الإرهابية"، مشبهةً إياه ب "شركةٍ وجمعيةٍ خيرية وحكومةٍ في نفس الوقت، واستطاع تمويل نشاطاته عبر شبكة في الداخل والخارج وتعود لسنوات".
وزعمت الصحيفة أن ما أسمته "نجاح التنظيم، والسرعة الفائقة التي سيطر فيها على شمال العراق مما وضع البلاد على حافة الحرب الأهلية، جاء نتيجة لنشاطات تجارية واسعة، ومربحة في الوقت نفسه، وتم بناؤها عبر السنين".
وقالت الصحيفة إن "سيطرة المسلحين على مدينة الموصل والأموال التي حصلوا عليها من البنك المركزي في المدينة، وتقدر بحوالي 225 مليون دولار أمريكي، استفاد داعش منها، وشكلت لديه ثروةً لا تنافسه فيها أي جماعة أخرى، وفي المنطقة المحيطة بالرقة يقوم داعش باستخراج 30.000 برميل نفط يومياً، حسب تقارير استخباراتية غير دقيقة، وهذه الكمية قليلة مقارنة مع 300.000 برميل كانت تستخرجها حكومة النظام السوري، "ومع ذلك توفر للتنظيم مصدراً للدخل لا بأس به".
وأضافت الصحيفة أنه "يتم بيع النفط من خلال وسطاء، وينقل بعد ذلك لتركيا، ويتم تهريب كميات كبيرة منها للعراق"، وعثر المسئولون الأتراك على أنابيب نفط بدائية مطمورة تحت الأرض لتهريب النفط عبر الحدود.
وأوضحت الصحيفة أن تنظيم داعش يبيع النفط للنظام السوري، وذلك حسب عدد من التقارير المستقلة؛ فالنظام يبقي على الكهرباء في المناطق التي يسيطر عليها داعش مقابل حصوله على براميل للنفط.
أما المصدر الثاني لتمويل داعش – بحسب الصحيفة – فيأتي من "النشاطات الإجرامية بما في ذلك النهب.. فقد حصل التنظيم على ملايين الدولارات من عمليات الاختطاف حسب مسئول في مكافحة الإرهاب". كذلك يعتقد أن داعش متورط في عمليات تهريب وبيع الآثار.
أما المصدر الثالث لميزانية داعش فهو الابتزاز والضريبة باسم الدولة، وفق الصحيفة التي أوضحت أن داعش قام بتنظيم المجالس الشرعية التي تجمع الزكاة، وفرض الجزية على المسيحيين في ولاية الرقة.
وتعتقد الصحيفة أن ميزانية داعش قبل سيطرة مسلحي الثوار على الموصل وصلت إلى ثمانية ملايين دولار أمريكي.
كذلك تعتبر نقاط التفتيش والحواجز على الحدود بين العراق وسوريا المصدر الآخر للدخل، وبحسب وثائق داعش أقام التنظيم 30 حاجزا في عام 2013.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.