غادر الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، اليوم الثلاثاء، العاصمة نيروبي، إلى لاهاي حيث من المقرر أن يحضر جلسة تحضيرية أمام ثلاثة قضاة من المحكمة الجنائية الدولية، غدا الأربعاء، على خلفية اتهامه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ليصبح أول رئيس دولة يمثل أمام المحكمة وهو في المنصب. وبحسب ما نقلته الإذاعة الرسمية الكينية (كي بي سي)، فإن "الرئيس وزوجته مارجارت غادرا مطار جومو كينياتا الدولي إلى لاهاي عبر الخطوط الجوية الكينية". ولم تحدد الإذاعة، عدد المشرعين والمواطنين الكينيين الذين يرافقون كينياتا إلى لاهاي لإبداء تضامنهم معه، لكن من المتوقع أن يحضر الاجتماع التحضيري أكثر من 150 مشرعا مؤيدا لكينياتا، إلى جانب ثلاثة من القضاة والمدعي العام الكيني، وممثلين عن ضحايا فترة ما بعد الانتخابات، حسب مراسل وكالة الأناضول. وأمس، قال الرئيس الكيني في خطاب أمام البرلمان، بثته وسائل إعلام كينية، إنه سيعين نائبه ويليام روتو قائما بأعمال الرئيس في غيابه لتفادي وضع "سيادة أكثر من 40 مليون كيني أمام المحاكمة". وأوضح أنه لن يمثل أمام المحكمة بصفة موقعه كرئيس للدولة، لكن بصفته الشخصية لأنه تم توجيه اتهام إليه قبل أن يصبح رئيسا، ولا يحاكم بصفته رئيس دولة. واستطرد مضيفا: "ضميري مرتاح، وهو مرتاح وسيبقى إلى الأبد مرتاحا لأني بريء من كل الاتهامات الموجهة إلي". والثلاثاء الماضي، تمسك 3 قضاة من المحكمة الجنائية الدولية بمثول الرئيس الكيني خلال جلسة تحضيرية بغد غد الأربعاء 8 أكتوبر أول الجاري تمهيدا لبدء محاكمته. وكان كينياتا طلب الشهر الماضي من المحكمة الجنائية الدولية السماح له بالتغيب عن هذه الجلسة أو المشاركة عبر الفيديو حيث كان يخطط للمشاركة في قمة إقليمية لمجموعة شرق أفريقيا، ستنعقد في دولة أوغندا يوم انعقاد الجلسة. ويواجه كينياتا اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في خضم أعمال العنف العرقية التي اندلعت في كينيا بعد نتائج الانتخابات المتنازع عليها في ديسمبر 2007، حيث قتل أكثر من 1300 شخص في هذا العنف، في حين اضطر مئات الآلاف إلى ترك منازلهم والبحث عن ملجأ.