ما زال قطاع الطيران في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا يحقق معدلات نمو قوية وصلت الى 12% مقارنة مع المعدل العالمي الذي سجل العام الماضي نحو 3% ، ويعود ذلك الى ارتفاع الركاب من المنطقة عام بعد عام وكثرة تنقلهم لأسباب متعددة ومختلفة، هذا إضافة الى الموقع والمساحة الكبيرة التي تحتلها المنطقة على خارطة العالم الجغرافية. وجاء ذلك النمو رغم الظروف الجيوسياسية التي تمر بها بعض دول المنطقة والتي أثرت بدورها على قطاع السياحة أيضا، ولكن في المقابل كان هنالك حركة جوية كبيرة سجلتها الدول المستقرة خصوصا في دول الخليج العربي. ونوه الخبراء المختصين المشاركين حسين الدباس- نائب الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا-الأياتا، وعبد الوهاب تفاحة-الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي في قمة العرب للطيران والإعلام 2014 المنعقدة حاليا في إمارة رأس الخيمة، نوهوا على كفاءة إدارة الازدحام الجوي الذي تواجهه المنطقة الخليجية، على أنه من أبرز التحديات الحالية في قطاع الطيران العربي. وقالوا فى تصريحات صحفية لوسائل إعلام ان قطاع الطيران بالشرق الأوسط ينمو كل عام يعادل ضعف ما يسجله ارتفاع بالعالم وذلك نتيجة دعم الحكومات بتهيئة البنية التحتية وقطاع السياحة. كما أن المنطقة العربية ما زالت الأسرع نموا فى العالم ان كان على مستوى عدد المسافرين بالكليومترات أو على مستوى عدد المسافرين الاجمالى. فعدم الاستقرار فى بعض البلدان العربية يؤثر سلبا مقارنة بالنمو الكبير فى دول أخرى بالوطن العربى خاصة الخليج ليس فقط تعوض الخسارة لكن أيضا تجعل المنطقة العربية بشكل مطلق الأسرع نموا فى العالم، مشيرا الى أن المنطقة سجلت فى العام الماضى نحو 11% فى المسافرين المنقولين، 7% للمسافرين بشكل عام. وناقشت القمة مستقبل قطاع الطيران بالمنطقة العربية والحوار بين القطاع العام والخاص لأهميته الشديدة فى اقتصادياته حيث تصل مساهماته فى بعض الدول الى جانب قطاع السياحة بحوالى 40% من الناتج المحلى الاجمالى لاقتصادها. وتشهد الدول الخليجية خصوصا طفرة نوعية فى تحسين الأساطيل والبنى التحتية لمطاراتها لتتخطى الاستثمارات حاجز ال تريليون و 80 مليار دولار. ويؤكد المشاركون على العلاقة القوية والمتكاملة بين قطاعى السياحة والطيران حيث ان أكثر من نصف السياح بالمنطقة يستخدمون الطيران فى تنقلاتهم ووفقا ل "وام"، أعلنت إيرباص خلال "قمة العرب للطيران والإعلام" عن نتائج تقريرها الرسمي وذلك بفتح أجواء الشرق الأوسط الفرص والتحديات لإدارة الحركة الجوية . وقد قامت إيرباص بروسكاي وهي الشركة المتخصصة في مجال أنظمة إدارة الحركة الجوية والتابعة لمجموعة إيرباص بدراسة النمو المتوقع في حجم الحركة الجوية في المنطقة والاستثمار المطلوب لدعم هذا النمو كما قدمت حلولا للتحديات الحالية. ويشير التقرير ان في دولة الإمارات العربية المتحدة تحمل الناقلات نحو 93 مليون مسافر سنويا ما يمثل 8 في المائة من حركة النقل الجوي العالمية ومعظمهم عن طريق مطار دبي الدولي /66 مليونا/ ومطار أبو ظبي الدولي /16.5 مليون/ ومطار الشارقة الدولي /8.5 مليون/ بينما يقوم طيران الإمارات وحده بنقل 43 مليون راكب في حين نقل الاتحاد للطيران حوالي 11.5 مليون راكب. ومن المتوقع أن يرتفع عدد الركاب الذين يمرون عبر مطارات الإمارات إلى أكثر من 100 مليون راكب هذا العام وأن ينمو الرقم إلى 150 مليون راكب بحلول عام 2020. وبين التقرير ان هذا الارتفاع يعود في أعداد المسافرين إلى إضافة طائرات جديدة ضمن الأساطيل المتنامية لطيران الإمارات والاتحاد للطيران والعربية للطيران وفلاي دبي. ويبلغ حاليا عدد الطائرات الاجمالي التي طلبتها الناقلات الإماراتية أكثر من 600 طائرة وهو من أعلى أرقام طلبيات الطائرات في العالم. وبحلول عام 2020 من المتوقع أن يتضاعف حجم الأسطول الحالي الإجمالي لشركات الطيران الإماراتية الأربع ليبلغ 700 طائرة. وذكر التقرير ان الإمارات العربية المتحدة تستثمر أكثر من 28 مليار دولار في توسيع البنية التحتية لقطاع الطيران كما دفع تنامي حركة الركاب إمارة دبي إلى فتح مطار آل مكتوم الدولي الذي يتوقع أن يصل عدد المسافرين فيه إلى 160 مليونا. وعلى الرغم من تخصيص هذه الاستثمارات لقطاع الطيران يجب وفقا للتقرير بذل المزيد من الجهود لتطوير السعة ومن خلال التقدم الحاصل في إدارة الحركة الجوية ستشهد الناقلات والمطارات ومقدمو خدمات الملاحة الجوية انخفاضا في حالات تأخير الرحلات وحرقا أقل للوقود وانبعاثات أقل من غاز ثاني أكسيد الكربون وزيادة في سعة الحركة الجوية. ومع ذلك تواجه الصناعة عقبات عديدة بما في ذلك فتح مجال جوي أوسع للطيران المدني العابر للحدود وإدارة أفضل للمجال الجوي المجزأ وزيادة التنسيق بين سلطات الطيران المدني والطيران العسكري واستخدام أفضل للمجال الجوي المدني والعسكري مع استعمال أحدث التقنيات لتعزيز السعة والكفاءة. وقال بول فرانك بيجو الرئيس التنفيذي لشركة إيرباص بروسكاي مع استمرار نمو قطاع الطيران في الشرق الأوسط سيساهم بشكل كبير في الاقتصاد بشكل مباشر أو غير مباشر - من خلال خلق فرص عمل عديدة التي تعتبر إحدى ركائز النمو الرئيسية للقطاعات الأخرى مثل السياحة والتجارة. ومن خلال تعزيز الحوار والتعاون يمكننا التغلب على التحديات التي تواجه عملية تحديث إدارة الحركة الجوية وتحقيق الفوائد الكاملة من زيادة السعة والقدرات."