يحل في الحادي والعشرين من شهر سبتمبر كل عام، اليوم العالمي للسلام. وبهذه المناسبة وجهت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة"إيسيسكو"، رسالة إلى الأسرة الدولية، دعت فيها إلى تخليق السياسة العالمية، وإلى التعاون عل إقرار قواعد العدل والسلام في العالم، وطالبت بالتطبيق السليم لميثاق الأممالمتحدة وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان وللإعلانات والمواثيق والأوفاق ذات الصلة، من أجل إنقاذ الإنسانية مما يتهددها من مخاطر في الحاضر والمستقبل، من جراء استفحال الأزمات والصدامات والصراعات التي تذهب ضحيتها الشعوب المغلوبة على أمرها والمنكوبة بالتوترات الحادّة التي تعيشها وبالمشاكل العويصة المترتبة عليها التي تعاني منها. واستندت في رسالتها إلى البندين الثاني والثالث من ميثاقها اللذين ينصان على (تدعيم التفاهم بين الشعوب في الدول الأعضاء وخارجها، والمساهمة في إقرار السلم والأمن في العالم بشتى الوسائل ولاسيما عن طريق التربية والعلوم والثقافة والاتصال)، وعلى (تشجيع الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان والعمل على نشر قيم ثقافة العدل والسلام ومبادئ حقوق الإنسان وفقًا للمنظور الحضاري الإسلامي). فيما أكدت على ضرورة استلهام الشرائع السماوية والمبادئ الإنسانية وقيم التراث الفكري والاخلاقي للثقافات والحضارات، في رسم السياسات واتخاذ المواقف وإقامة العلاقات بين الدول، وتفعيل التعاون الدولي بما يحقق الأمن والسلم، ويضمن الرخاء والازدهار، على أساس من الاحترام المتبادل والعدل والمساواة بين الأمم والشعوب. وقالت الإيسيسكو إن الأزمات الدولية والحروب الناشبة في مناطق شتى من العالم، خصوصًا في بعض دول العالم الإسلامي، ناشئة في جذورها الأصلية وأسبابها الرئيسَة، من انتهاك القوانين الدولية، ومن خرق قواعد الحكم الرشيد، وتنامي أشكال العدوان على حقوق الإنسان، واغتصاب حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، واستغلال النعرات الطائفية والعرقية لإحداث التوترات والنزاعات والكراهية بين مكونات الشعب الواحد والأمة الواحدة، وفرض الهيمنة والاحتلال والاستعمار تحت دعاوى واهية ومسببات باطلة، وكسر إرادة الشعوب وإملاء الشروط عليها حتى تظل تدور في فلك القوى العظمى التي تمسك بزمام السياسة الدولية وتدير الصراعات القائمة في المناطق الخاضعة لنفوذها. كمادعت الإيسيسكو إلى مكافحة العنصرية والكراهية والتمييز طبقًا للقوانين الدولية، وفي إطار جهود مشتركة من خلال مبادرات دولية تنخرط فيها الحكومات والمنظمات والهيئات الدولية، وتساهم فيها البرلمانات والمجالس المنتخبة والمؤسسات والجمعيات الأهلية والروابط والاتحادات المهنية والنخب الفكرية والثقافية والإعلامية والإبداعية وا لفنية والرياضية، وأوضحت أن تضافر الجهود الدولية على شتى الأصعدة ومن خلال القنوات المتاحة، هو الوسيلة الفعالة للقضاء على مظاهر التفرقة العنصرية والتمييز العرقي والمذهبي والطائفي التي لها التأثير القوي في نشوب الحروب، ونشوء الأزمات، وإضرام نيران الفتن، واستشراء الفوضى التي تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المجتمعات الإنسانية، والإضرار بالأمن والسلم الدوليين. وأبرزت المنظمة في رسالتها أن العالم الإسلامي كتلة حضارية بانية للسلام، وأن الإسلام دين الأخوة الإنسانية والسلام، وأن ما تعرفه بعض المناطق من العالم الإسلامي من حروب وصراعات تخل بالأمن والسلم، وما يشهده العالم من حركات إرهابية وجماعات إجرامية تحمل عناوين إسلامية وتهدد السلام العالمي، كل ذلك لا صلة له من قريب أو بعيد، بالإسلام دين التسامح والوئام والرحمة والسلام، وأن الإسلام بريء من كل مظاهر التطرف وأشكال الإرهاب، وأن الأمة الإسلامية هي أول من يدين الإرهاب بكل أنواعه والإرهابيين ومثيري الفتن على اختلاف توجهاتهم وغاياتهم والأساليب التي يستخدمونها. وختمت الإيسيسكو رسالتها إلى شعوب العالم في اليوم العالمي للسلام، بقولها إن السلام ينشأ في العقول، وإن بناء العقول يتم بالتربية الجيدة، وبالثقافة الهادفة، وبالعلوم المبدعة الصانعة للحياة الكريمة، وبالعدل واحترام الكرامة الإنسانية، التي يزدهر السلام في ظلالها.