ألقى الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري ، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" كلمة في الجلسة الافتتاحية للاجتماع السنوي لمنتدى كرانز مونتانا الذي انطلقت أعماله صباح اليوم في مقر الإيسيسكو بالرباط تحت الرعاية السامية للعاهل المغربي ، الملك محمد السادس. وقال المدير العام للإيسيسكو في كلمته «إن الاجتماع الفضي السنوي لمنتدى كرانز مونتانا الدولي، ينعقد في ظروف تَتَفَاقَمُ فيها المخاطر التي تهدد السلام العالمي، نتيجة ً للصراعات الإقليمية والأزمات الدولية التي تصاعدت وتيرتُها في ظل انتهاك القانون الدولي، وإهدار حقوق الإنسان، وتنامي موجات العنصرية والكراهية والتعصب، وانتشار تيارات العنف والتطرف والإرهاب، مع تدني مستويات العيش الكريم لدى شعوب عديدة، تعاني من الفقر والهشاشة، ومن تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مما ينعكس بصورة سلبية، على استقرار المجتمعات الإنسانية، وعلى الحياة في ظل الأمن والسلم والعدالة الاجتماعية والحرية والحكم الرشيد. » كما أوضح أن من الأهداف الإنسانية التي يعمل منتدى كرانز مونتانا لتحقيقها، تعزيز الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات، ونشر ثقافة العدل والسلام وقيم التفاهم والتسامح، والتشجيع على دعم التنمية الشاملة المستدامة في دول الجنوب. وقال : « إن هذه الأهداف النبيلة نفسها هي التي تنطوي عليها الرسالة الحضارية للإيسيسكو التي تعبر، وكما وصفها جلالة الملك الحسن الثاني يرحمه الله، عن الضمير الثقافيّ للعالم الإسلامي». وذكر أنه بسبب من هذا الالتقاء في الأهداف، بادرت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إلى تعيين السيد جان بول كارترون، مؤسس ورئيس منتدى كرانز مونتانا، سفيرًا للإيسيسكو للحوار بين الثقافات ضمن سفراء الإيسيسكو المكلفين بهذه الرسالة. فيما أشار إلى أن الإيسيسكو تعمل انطلاقًا من هذه الأهداف والمبادئ، على تفعيل المشروع الحضاري للعالم الإسلامي، الذي يقوم على النهوض بالمجالات الحيوية التي تدخل ضمن اختصاصاتها، والذي ينفتح على آفاق العصر، ليقدم للعالم الرؤية َ الإسلامية َ الوسطية المعتدلة، إلى القضايا الإنسانية التي تندرج في نطاق اهتماماتها. وقال المدير العام للإيسيسكو : « على هذا النهج تسير الإيسيسكو مستلهمة ً قيم الحضارة الإسلامية، لتعزيز جهود الأسرة الدولية الرامية إلى نشر ثقافة الحوار الهادف إلى إقرار السلام العالمي، وإلى العمل من أجل تعزيز القيم الإنسانية الرفيعة، والتمكين للمبادئ الإنسانية السامية». وأعلن أن العالم يتطلع اليوم إلى مبادرات سلمية وإنمائية إنسانية فعالة، لدعم الحوار على مختلف المستويات، بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات، ولإعادة التوازن إلى العلاقات الدولية، ولتسوية النزاعات الناشبة في عدة مناطق من العالم تسوية ً سليمة ً عادلة، ولمعالجة المشكلات التنموية التي تعرقل مسيرة الشعوب نحو التقدم والنماء والبناء. وكان الدكتور عبد العزيز التويجري قد استهل كلمته أمام منتدى كرانز مونتانا، بتوجيه الشكر إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، على رعايته لهذا المنتدى الدولي، وعلى الدعم والمساندة اللذين تلقاهما الإيسيسكو من جلالته، ومن الحكومة المغربية، لتواصل أداء رسالتها الحضارية الإنسانية، انطلاقًا من المغرب الذي وصفه بأنه « البلد العريق في تاريخه والأصيل في حضارته، الذي أصبح اليوم ملتقى دوليًا للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات، وملاذا ً للوفاق والوئام والتعايش والتسامح بين الأمم والشعوب». و سلم السيد جان بول كارترون، مؤسس ورئيس منتدى كرانز مونتانا، إلى الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو -الجائزة التذكارية بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاما على تاسيس المنتدى، وذلك في الجلسة الافتتاحية الرسمية للاجتماع السنوي الخامس والعشرين للمنتدى التي عقدت صباح اليوم في مقر الإيسيسكو بالرباط وقدمت الجائزة للدكتور عبد العزيز التويجري تقديرا للدور الذي يقوم به في النهوض بالحوار بين الثقافات والحضارات، وفي تقديم الصورة الحقيقية للإسلام إلى المجتمع الدولي، واعترافا بجهوده المخلصة في نشر قيم التسامح والسلام في العالم.