صفقة بين مكتب فني والجامعة وراء عرض 18 مليون جنيه! إدارة الترميم بالقلعة عرضت ترميم المتحف بقيمة 6 مليون جنيهاً وما من مجيب! مهزلة..المتحف لا يحتاج إلى ترميم ومركز صيان ةالآثار غير قادر على التنفيذ اعتبر الأثري وأستاذ ترميم الآثار د.عبدالفتاح البنا إسناد مشروع ترميم "المتحف الحربي بالقلعة" لمركز صيانة الآثار بجامعة القاهرة بتكلفة 18 مليون جنيه، إهداراً للمال العام فهو غير مجهز ولا يستطيع القيام بهذه المهمة، قائلاً في تصريحات خاصة ل"محيط" أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة قد أسندته إلى المركز التابع للجامعة، ويشتمل المشروع على التدعيم الإنشائي ورفع كفاءة الواجهات للمتحف الحربي وأعمال الترميم بالمتحف. ويعلق البنا قائلاً: قمت بإدارة مركز صيانة الأثار لمدة أربع سنوات وأعرف جيداً أنه غرفة في بدروم مبنى قسم الترميم وليس بشركة مقاولات بمعداتها من سقالات وأجهزة وأدوات و أخصائي ترميم وسيارات نقل وحفارات وأجهزة حقن و أوناش، فبه مكتبين فقط، يمكنه القيام بدراسات استرشادية ودراسات جدوى لكن ليس بإمكانه الترميم. كما أن مبلغ 18 مليون جنيه مبالغ فيه ويعد إهداراً للمال العام. وبمزيد من التفصيل يوضح البنا أن مركز صيانة الآثار يعد وحدة ذات طابع خاص، مثل الموجودة في كليات الهندسة ويكون دورها استشاري تقوم بوظائف المكاتب الهندسية الخاصة، من تنفيذ رسومات وإعداد جداول الحصر وتقدير قيمة المشروعات، وليس دوراً تنفيذياً، فالمكتب الاستشاري الهندسي لا يمكنه القيام بعمل شركات المقاولات ذات العدة والعتاد، وهكذا مركز صيانة الآثار التابع للجامعة أقصى ما يمكنه فعله هو أخذ عينات للوقوف على مدى صلاحياتها، وفي مشروعات الترميم يثدم توصيات تكون حبراً على ورق، لكنه لا يقوم بالمهمة التنفيذية أبداً. سألناه عن إمكانية استعانة المركز بمرممين من الوزارة؛ فقال البنا لماذا لا يتم مخاطبة إدارة الترميم التابعة لوزارة الآثار مباشرة، هل المشروع يحتاج إلى "سمسار" لجلب المرممين؟!. نقطة أخرى يتحدث عنها عبدالفتاح البنا وهي قيمة المناقصة التي يراها مليئة بالغش والتدليس في وقت مصر تحتاج فيه إلى كل "جنيه: كما يقول، فمصر "تشحت" على حد تعبيره وتنزف ولا يجوز التربح منها. واستشهد البنا بمجوعة من المرممين التابعين لوزارة الآثار في منطقة شرق الدلتا وسيناء الذين استطاعوا ترميم المسجد العباسي بالإسماعيلية، عن طريق جمع تبرعات من المصلين وتحفيزهم لترميم المسجد المتهالك والواقع على مساحة 10 آلاف متر مربع وقاموا بعمل عزل حراري ومعالجات ضد الحشرات والبكتريا، واستطاعوا جمع مبلغ مليون و200 ألف من أجل الترميم رغم مساحة المسجد الشاسعة إلا أن الترميم تكلف هذا المبلغ فقط، وبالفعل خلال عام استطاعوا الانتخاء من ترميم المسجد وافتتحه الوزير السابق د.محمد إبراهيم، دون أن تتكلف وزارة الآثار شيئاً، وهكذا يكون عمل مرممي الوزارة، مستنكراً ان يقوم الجيش الذي يدير المتحف بإسناد عملية الترميم إلى مركز استشاري بلا إمكانيات فكيف سيقوم بالترميم!. وكشف البنا عن مفاجأة وهي أن إدارة الترميم في قلعة صلاح الدين التابع لها المتحف؛ قدّم عرضاً لإدارة المتحف لترميمه بقيمة 6 مليون و800 ألف جنيهاً، يشمل شراء بعض المعدات اللازمة للترميم، ومع ذلك اعتبرته عرض مبالغ فيه، فقيمة الترميم في نظري 3 مليون فقط، فيكفي أن نعرف أن متحف الركائب الملكية الموجود في بولاق تكلف على يد هؤلاء المرممين 22 ألف جنيه فقط!. وكشف البنا عن تقديمه 4 بلاغات إلى نيابة الأموال العامة والحاكم العسكري، من أجل مشروع ترميم المتحف باعتباره إهداراً للمال العام، فتفاصيل الموضوع مقززة وتشتمل على صفقات، كما أنها تنقل مشاكل شركات المقاولات إلى الجامعة، أي أنهم يفتحون باباً للشيطان داخل الجامعة. وكشف البنا عن أن المتحف غير آيل للسقوط ولا يحتاج إلى الترميم، فهو قائم ومفتوح للزيارة ولا داعي لترميمه الآن ويمكن أن ينتظر لسنوات قادمة دون مشاكل، فما الداعي لترميمه، الأمر يتلخص في رأيي "تلميع" العسكرية، ورغم عدم حاجته للترميم، فعند ترميمه علينا انتقاء من يقوم بالترميم، والاستعانة بإدارات الترميم في وزارة الآثار. وأوضح البنا تفاصيل صفقة عقدت بين مركز صيانة الآثار بالجامعة وأحد المكاتب الفنية، التي تم الاحتكام إليها من قبل مدير المتحف الحربي للمفاضلة بين عرض إدارة الترميم بقلعة صلاح الدين لترميم المتحف بقيمة 6 ملايين جنيهاً وعرض قطاع المشروعات بوزارة الآثار الذي يتكلف 16 مليون جنيهاً، فما كان من المكتب الفني إلا أن أحضر عرض مركز الجامعة بقيمة 18 مليون، وتزكيته في مقابل الحصول على وعد من الجامعة بأن يقوم المكتب بالتوثيق للمبنى ومحتوياته ب 5 مليون جنيهاً. ويأخذ عبدالفتاح البنا أيضاً على إدارة المتحف الحربي عمليات الترميم التي تمت ل11 نجفة بالدور الأول بالمتحف، واتهمهم بإهدار القيمة الأثرية لهذا النجف ومن ذلك "البتينا" الأثرية وهي المشغولات المعدنية والمركبات الكيميائية التي تتكون بالوقت وتعد واقي طبيعي لما تحتها من عناصر، كطيقة المينا على أسنان البشر.