مقابر الرومان كانت لجنود حاولوا سرقة الآثار فدفنهم الفراعنة معبد رمسيس الثاني شاهد على عظمة أجداد المصريين المحافظة والآثار صادرتا الأراضي من أصحابها بحجة حمايتها! قبائل أولاد علي تسكن عجيبة والبحر ممنوع عليهم ! قصة "حبيب" الذي تحالف مع الوالي وادعى الجنون لطرد أولاد علي رسالة للمحافظ وممدوح حمزة : الإهمال يضرب المكان فأين أنتما؟ على بعد أمتار قليلة من شاطيء عجيبة بمرسي مطروح ، تقف مشاهد مقابر الرومان ومتاحف الفراعنة لتثبت أن مصر قهرت غزاتها من فرس وروم وصليبيين ومغول وهكسوس .. فقد حفر الفراعنة مقابر للرومان في العصر الوسيط ، بعد أن ترددوا لسرقة آثار الملك رمسيس الثاني على الضفة الثانية من البحر .. فيما كان جناحا الملك توت عنخ آمون السامين يرفرفان على من يعكر صفو الملك . لكن زيارة "محيط" لم تكشف حقائق الماضي فحسب، وإنما كانت شاهدة على مظالم الحاضر، فقبيلة أولاد علي يمتلك بعض أحفادها قطع الأرض التي تتجول فيها هيئات الآثار الرسمية، فتبور زراعتها وتنبش تربتها وتهدم كل ما فيها للتنقيب عن الآثار ثم ما يلبثوا أن يعودوا دون أي تعويض للمتضررين، ليس هذا فحسب بل وقد منعوا أصحاب الأرض التي يثبت وجود مقابر أثرية فيها من أن يستثمروا أرضهم بأي مشروع ، وكأنها ليست ملكا لهم .. فهل ذنب المصري أن يجد كنزا أثريا تحت أرضه! تجريدة حبيب عرفنا "علي بن علي " على قبيلته الشهيرة بأولاد علي، وقصة "تجريدة حبيب" ذلك الشخص الذي ادعى الجنون ولكنه كان في الحقيقة جاسوسا وتسبب في نزوح قبائل "أولاد علي" من ليبيا إلى مصر واستوطنوا في حدود مصر الغربية بمرسى مطروح لينقسموا إلى أولاد علي الأبيض وعلي الأحمر ، ويحكي لنا الشباب تفاصيل الأسطورة الشعبية . قصة تجريدة حبيب هي ولا شك قصة حقيقية واقعية، ولكن كما هو معلوم اعترتها المبالغة من قِبَلِ القصاصين، شأنها كشأن قصة (حرب البسوس)، ويرجِّح الباحثون والمؤرخون أنها وقعت في بداية القرن الثامن عشر الميلادي، أي في أواخر العهد العثماني الأول. وكانت (قبيلة أولاد علي) قبيلة كبيرة وقوية، حيث أنها بسطت نفوذها على جزء كبير من برقة الشرقية بليبيا الممتدة من منطقة رأس التراب غرباً (منطقة تقع غرب شحات ) وحتى مناطق هضبة البطنان (طبرق) شرقاً. وكانت بداية الصراع بين قبيلتين على الأراضي الخصبة والمياه التي كانت ولا زالت تتمتع بها مدينة درنة، وعلى الزعامة في منطقة الجبل الأخضر. كانت قبيلة الحرابي قد جعلت الشيخ (عبد المولى الأبح بن الواعر بن عبيد) زعيماً لها، حيث قام هذا الرجل بتوحيد صفوف الحرابي وشن معارك طاحنة ضد قبيلة أولاد علي، أسفرت هذه المعارك على انتصار الحرابي على (أولاد علي) وإجلائهم حتى مناطق البطنان شرقاً. ويذكر المؤرخون أن في أحدى المعارك التي انتصر فيها الحرابي؛ أخذ عبد المولى طفلاً من قبيلة أولاد علي كان قد مات أبواه، وقام بتربيته مع سائر ابنائه، واسمه "النعاس" وكان يلقب ب(النعيعيس)، وجعله كواحد من ابنائه. لكن الصبي لم ينس ما حل بقومه من قتل وتشريد، فأضمر في نفسه ، وبالفعل قتل أحد أبناء سيده الجديد، وبالرغم من ذلك لم يقتص عبدالمولى من الصبي الذي طلب الرحيل ، ثم انضم الصبي للجيش العثماني وصار قائدا بارزا بصفوفه، وبدأ بصب العذاب على قبيلة الحرابي وحلفائهم وخاصة العبيدات.. لكن القدر يكتب كلمته، حين ينشأ أحد أبناء عبدالمولى ويدعى "حبيب" وهو لص وقاطع طرق، ولكنه ادعى الجنون لينجو بنفسه من عذاب فرسان أولاد علي، خاصة وأنها كانت قد استعادت نفوذها على أغلب مناطق الجبل الأخضر، وفكر "حبيب" في أن يقتفي أخبار أولاد علي ويرسلها لقصر الوالي ، من أماكن السلاح وسواها، وطلب منه تجريدة من الفرسان والأسلحة، فلبّى الوالي طلبه وأرسل معه جيشاً قوامه ألف مقاتل منهم الفرسان ومنهم المشاة؛ كان أغلبهم من قبائل تاجوراء وزليتن ومصراتة، وتنكر حبيب بزي مغربي وأوصى أبناء عمومته بترك المكان كي لا يتأذوا من القتال .. ومن هنا تم تشريد قبائل أولاد علي وخروجهم من ليبيا إلي مصر المقابر اليونانية تنطق بالتاريخ يقص علي عبد العزيز ل"محيط" قصة ضياع أرضه حيث ضحي أجداده في هذه الأرض واستشهد جده عبد العزيز محمد العميري في معركة وادي ماجد في الحرب العالمية الأولي وادي ماجد تقع علي مدخل مطروح من ناحية سيوة . يقول علي : استيقظنا يوما ما من عام 1982 لنجد أن أرضنا التي تبلغ حوالي ثمانية أفدنة علي الساحل مباشرة في عجيبة وقد صادرتها الحكومة لماذا ! . لأنه وجد فيها مقابر وآثار ، لم تكن مفاجئة بالنسبة لنا علي الإطلاق فمعظم أرض عجيبة مملوءة بالآثار الرومانية والإغريقية وقد وجد علي أرضها معبد رمسيس الثاني . لقد كانت المفاجئة التي لا يعرفها احد هو أننا عندما كنا نحفر الأرض لعمل إحدى الشاليهات وجدنا جدارا غريبا يفتح لنا خزائن أسرارا الأرض وبها قصة المقابر الرومانية . ويتابع : أبلغنا المحافظة وجمعية شاليهات عجيبة ، وعلى الفور تم عمل كردون علي جميع نواحي الأرض وتم استثناء بعض علية القوم من الأراضي المحيطة بنا وتم مصادرة أرضنا بالكامل تم وضع حيازة عليها وليس نزع ملكيتها . اصطحبنا علي صاحب الأرض وتجولنا داخل المقابر الرومانية القديمة لنجد أن كل مقبرة محفورة في جدران الصخر وفي غرفة 4 متر في 5 متر بالإضافة إلي 5 متر عمق . ما لفت نظري أيضا أننا وجدنا تجاويف أرضية تخرج منها مياه عذبة مما يدل علي أن الرومان القدماء كانوا يعيشون في المكان وكانت المفاجئة أيضا أن بعض المقابر بها أدوات للطعام وآنية من الخشب وضعت بين ظلال أشجار الزيتون وثمار الصبار والتين . المكان يخيم عليه الصمت وجميع أصحاب الأرض فقدوا الأمل فيها فقد صادرت المحافظة الأرض وأخذت جمعية شاليهات عجيبة الشاليهات المقابلة للبحر، بينما اقتطعت وزارة الآثار الجزء الثاني ومنعت زراعة الجزء الثالث بها الذي كان يزرع ويخرج محصول التين والزيتون . إختتم "علي عبد العزيز" صاحب الأرض والمتواجد عليها المقابر الرومانية حديثه معنا بقوله : أريد أن أسترد أرضي وأحولها لمزار سياحي يقبل عليه الناس وخاصة في المصايف ، وللدولة كل الضمانات التي تريدها منا . معبد رمسيس الثاني علي بعد ما يقرب من الكيلو من هذه المقابر الرومانية القديمة يقع معبد رمسيس الثاني والذي قام بالكشف عنه الأثري لبيب حبش حوالي عام 1942، ويضم بقايا معبد علية نقوش غائرة باللغة الهيروغليفية باسم الملك رمسيس الثاني. ومعظم مقتنيات المعبد نقلتها وزارة الآثار إلا أن الموجود هنا هو بقايا غرف المعيشة والمطبخ والبئر بالإضافة إلي تجاويف أرضية يقال أنها متصلة بعضها بعض ، ويعرف ذلك في أوقات السيول حيث تمر المياه من تحت الأرض في الغرف الداخلية وتصرف في أماكن أخري تنبئ بوجود مزيد من الأثار لكنها تحتاج إلي إمكانيات لبحث والتنقيب ، ويرجع تاريخ رمسيس الثاني إلي (حوالي 1303 ق.م — يوليو أو أغسطس 1213 ق.م) يُشار إليه أيضًا رمسيس الأكبر، كان فرعون الثالث من حكام الأسرة التاسعة عشر (حكم 1279 – 1213 ق.م). ينظر إليه على أنه الفرعون الأكثر شهرة والأقوى طوال عهد الإمبراطورية المصرية. سماه خلفائه والحكام اللاحقين له بالجد الأعظم. قاد رمسيس الثاني عدة حملات عسكرية إلى بلاد الشام وأعاد السيطرة المصرية على كنعان. كما قاد كذلك حملات جنوبًا إلى النوبة حيث ذهبا معه أثنين من أبناءه كما لوحظ منقوشًا على جدران معبد بيت الوالي. تجولنا علي الأرض الباقي فيها المعبد والتي تصلح لتكون مزار سياحي في غاية الروعة والجمال لكن يد الإهمال طالت المكان ، مما ينزر بالخطر علي مثل هذا الإمكان السياحية الجميلة التي قد تطالها عوامل التعرية والهدم فيمنا بعد. مصيف عجيبة شاطئ عجيبة يعد من أشهر شواطئ مرسي مطروح تجاوزت شهرته حدود دولته ويمثل المقصد الأول لزوار المدينة ، وذلك بسبب تميزه بالهضبة المرتفعة عن البحر التي تحيط بالشاطئ على شكل حدوة حصان ويتدرج لون مياهه بين درجات الازرق الفيروزي وبالقرب من هذا الشاطئ توجد المقابر الرومانية التي تعود إلى أكثر من ألفي سنة. يعاني المصيف من كثير من المشكلات سواء من ناحية الصيانة او قلة الأفواج السياحية الداخلية القادمة إليه حيث قال لنا الحاج أنور العميري من أبناء قبيلة العميري ان موسم الصيف ينتهي عندهم أوائل شهر سبتمبر . وان الشاطئ يتم إغلاقه علينا نحن أبناء البلدة فلا نستطيع أن نستمتع بجمال البحر مثلكم لان قوات حرس الحدود تمنعنا نحن أهالي المنطقة من الجلوس امام الشاطئ بدون إذن ولا حتي الصيد بدون تصريح . شباب البلدة لا يستطيعون تطوير الشواطئ وعمل إزالة للرمال ورصف الطرق وإنارة رصيف الشاطئ في موسم الصيف نظرا لقلة الإمكانيات وعدم مساعدة المحافظة وجمعية شواطئ عجيبة للشاليهات . ويستطرد : يلجأ شبابنا بعد موسم الصيف والذي لا يتعدى شهرين إلي العمل في الزراعة والتجارة وبعد تردي أوضاع ليبيا انتهت التجارة تماما في مرسي مطروح وأصبحنا نعتمد علي التجارة الداخلية وتسويق منتجاتنا الزراعية بشكل محدود. وتابعوا بقولهم : نريد أن يتدخل الأستاذ ممدوح حمزة رئيس المدينة الجديد لحل مشكلاتنا وعمل تطوير لشاطئ عجيبة وصيانة الطرق والأماكن السياحية الجميلة لكي تعم الفائدة علي الجميع انتقلنا لباحة استقبال الضيوف بمنزل عمدة أولاد علي بعجيبة، وهم يمتازون بالحفاوة بالضيف كعادة العرب، وسألناهم بعيدا عن مشكلات الآثار، كيف ترون الثورة في ليبيا ومآلاتها فأجابوا : كنا نؤيدها بالبداية، لكن ما يجري الآن من تناحر بين القبائل لا يرضي أحدا، وضيع مصالح الناس ونحن منهم، فقد كانت لنا تجارة واسعة هناك وتردت أوضاعها، ولذلك فربما تجد ندم البعض على رحيل القذافي بعدما شاهدوه من فوضى صارت أخطر على البلاد من الفساد في عصره .. لكن على أية حال نرفض تماما ما يحدث من تهريب سلاح وتهديد لأمن مصر .. والله يهدي الحال.