دائماً فى الأماكن البشر والأثر يشكلان وجدانى وحكاياتهما تثيران الدهشة والإعجاب.. وفى زيارتى الأخيرة لمحافظة مطروح وجدت الكثير من تلك الحكايات عن البشر والأثر. «براتونيوم» مرسى مطروح- كما أطلق عليها الإسكندر الأكبر- بوابة مصر الغربية والحامية من تسلل البدو الرحل منذ عصر الدولة القديمة الأمر الذى دفع إلى إنشاء العديد من التحصينات والقرى لمواجهة هذه الحملات البدوية من الدول المجاورة، ويظهر ذلك فى البقايا الأثرية بطول الساحل الشمالى الغربى بداية بمنطقة الحمام ثم سيوة وحتى سيدى برانى والسلوم.. وهذه القرى والقلاع والمعابد القديمة أثناء زيارتها تشعر وكأن أصوات سكانها القدماء يتحدثون معك وعن حكاياتهم، الإسكندر ورحلته من الإسكندرية ثم مطروح وسيوة قمبيز ومعركته الحربية وكليوباترا وقصتها مع أنطونيو والقيصر والآثار الرومانية الإغريقية على طول الطريق الساحلى من الإسكندرية إلى مطروح، ثم سيوة تذكرك بأشهر حرب فى تلك الفترة وهى حرب طروادة وقصة الحب التى تسببت فى هذه الحرب بعد أن أخذ أمير طروادة الأميرة هيلين زوجة أمير اسبارطا وذهب بها إلى بلدته طروادة وكان الحبيبان بهذا القرار يتحديان كل الصعاب، ولكن للأسف راح بسبب الحرب بين البلدين الآلاف من البشر ودمرت المدن ولكن بقى الحبيبان. استوقفنى الأستاذ طارق محمد زيد مدير عام منطقة آثار مطروح قائلاً: من أين نبدأ جولتنا بين آثار المحافظة قلت له: حدثنى عن حرب طروادة أولاً قال: المصرية أم اليونانية؟! قلت أهناك طروادة مصرية قال بالفعل حدثت منذ سنوات بين قبائل مطروح وقبائل سيوة، ولكن الحمد لله الأمن تدخل وعدت الحرب على خير ونجا أيضاً الحبيبان وخلفا بنات وأولادا. قلت نتكلم عن آثار كليوباترا. قال: فلنذهب إلى حمام كليوباترا أولاً فهو يقع على بعد 5كم غرب مدينة مرسى مطروح وهو عبارة عن صخرة ضخمة تمر فيها مياه البحر خلال أنفاق منحوتة ثم تصب فى البحر مرة أخرى، ويقال أن كليوباترا كانت تستحم فيه حيث وجدت أطلال خاصة بها على الربوة المقابلة لهذا الحمام. نعود مرة أخرى لحدود المحافظة فى منطقة آثار مارينا فيقول الأستاذ طارق عنها: تقع فى الكيلو 5,98 طريق الإسكندرية مطروح وهى عبارة عن مدينة وميناء أثرى مهم وتضم مجموعة من الفيلات والمقابر المنحوتة فى الصخر وترجع للعصرين اليونانى والرومانى وهى الآن يقام فيها متحف والمنطقة متاحة للزيارة. أما متحف كهف روميل فهو عبارة عن كهف ضخم فى الجبل يضم بعض أنواع الذخيرة والأسلحة والخرائط المهداة من ابن القائد الألمانى روميل وكذلك مقتنيات هذا القائد أثناء معارك الحرب العالمية الثانية. أما معبد رمسيس الثانى بأم الرخم والذى يقع على بعد 23 كم غرب مدينة مطروح وجنوب هضبة عجيبة وتم اكتشافه عام 1946 ويضم عناصر معمارية ضخمة منقوشا عليها بالهيروغليفية اسم الملك رمسيس الثانى. أما آثار مدينة السلوم فنجد مقابر وادى الحلفاوى تضم ضحايا الحرب العالمية الثانية من الألمان وقوات الحلفاء حيث دارت على رمال هذا المكان معركة حاسمة بين قوات المحور بقيادة روميل والحلفاء والتى انتصر فيها القائد الألمانى. ثم يأخذنا بعد ذلك الأستاذ طارق إلى منطقة آثار سيوة يتحدث عنها قائلاً: واحة سيوة بها العديد من الآثار المصرية القديمة واليونانية والرومانية فنجد منها. شالى (أطلال سيوة القديمة): تسمى شالى باللغة المحلية لأهل سيوة وقد بناها أهل سيوة أثناء القرن الثانى عشر الميلادى وذلك لحماية أنفسهم من القبائل المجاورة وتقع أطلال هذه المدينة بميدان سيوة. معبد الوحى (التنبؤات): بنى خلال عصر الأسرة السادسة والعشرين (عصر أمازيس) ويقع على بعد ثلاثة كيلو مترات شرق سيوة على صخرة تسمى أغورمى، وترجع أهميته إلى أن الإسكندر الأكبر تلقى نبوءة الإلة آمون عند زيارته فى بداية غزوه لمصر وحتى الآن لم يتم اكتشاف المعبد بأكمله وذلك لأن أهالى مدينة سيوة القديمة قد بنوا فوق أجزائه. معبد آمون بأم عبيدة: يرجع تاريخ هذا المعبد إلى الأسرة الثلاثين ويقع جنوب معبد التنبؤات ولم يبق منه إلا بعض البلوكات والحوائط، الكائن الآن بانى المعبد (نختانيو الثانى) واقفاً أمام الإله آمون متعبداً وتظهر بعض الطقوس الدينية بالجدران. جبل الموتى: به آلاف المقابر المنحوتة فى أعلى الصخور ويرجع تاريخها إلى العصر البطلمى أو الرومانى المتأخر.. وتحوى هذه المقابر زخارف ونقوشا لأهم الملوك والعظماء.. من أهمها مقبرة سا آمون - مقبرة مو إيزيس - مقبرة نيبر باتحوت - مقبرة التمساح. حمام كليوباترا: من أهم العيون الجميلة بالواحة وصفها المؤرخ هيرودت بأنها عين الشمس وهى تستعمل لرى الحدائق. منطقة قريشيت: تبعد هذه المنطقة حوالى 27 كم من واحة سيوة وبها أكبر عين تتدفق منها بحيرة يصل طولها إلى 8 كم وآثار معبد متهدم وبقايا معاصر زيتون رومانية. منطقة الزيتون: تبعد حوالى 35 كم من شرق سيوة وبها أطلال للقرية القديمة وتسمى القرية السنوسية ومعبد بطلمى.. تشتهر هذه المنطقة بأجود أنواع الزيتون. منطقة الأعواف: تبعد عن سيوة 35كم مئات وتضم المقابر الرومانية المنحوتة على الصخور. منطقة دهبية: تقع على بعد 10 كم من سيوة وهى عبارة عن مئات المقابر المنحوتة أعلى الصخور الجبلية. منطقة بلاد الروم: تعرف باسم عاصمة الروم.. وهى عبارة عن مجموعة من المقابر الرومانية والبعض منها بطلمية. المعبد الدورى: يقع بقرية بلاد الروم.. وهى من أهم المعابد التاريخية ولكن حطمه زلزال القرن التاسع عشر وقد رجحت البعثة اليونانية التى قامت بالبحث والتنقيب بالمنطقة أنه ربما تكون مقبرة الإسكندر الأكبر لوجود الشواهد والعمارة اليونانية القديمة وبعض النقوش. منطقة خميسة: تقع بجنوب منطقة بلاد الروم وسميت بهذا الاسم لوجود بقايا معبد رومانى للملكة خميسة. وفى النهاية بزيارتنا للمعبد الدورى هل نعود إليه مرة أخرى بعد اكتشاف مقبرة الإسكندر؟!.. ربما.د الشواهد وال