ارتبطت فى ذهنى «محافظة مطروح» بأجمل أفلامنا الرومانسية «شاطئ الغرام» للبديعة ليلى مراد وفيلم «أغلى من حياتى» للرائعة شادية. وأيضا ارتبط اسمها بالحرب العالمية الثانية، حيث كانت نقطة مهمة لنهاية الحرب التى راح ضحيتها ملايين البشر..!! وتذكرنى أيضا مطروح بالإسكندر وقمبيز وكليوباترا وأنطونيو .. وهتلر وروميل. لذلك كان لابد من زيارتها لنرى ما يحدث على أرضها الآن من تطوير ومشاريع جديدة وأيضا لمعرفة المزيد عن البشر والأثر. فى كل زيارة لمحافظة مطروح نرى الجديد من المشاريع والمبانى، لكن هذه المرة استوقفتنى نظافة شوارعها والانضباط واختفاء العشوائية فى الشوارع .. وشكل المحال التجارية والمبانى وبدت لى مطروح وكأنها مدينة مختلفة عن مدن مصر بآثارها وأماكنها المميزة .. وما يحدث فيها من تطوير وتجديد . ولكن حكايات الإسكندر وروميل وكليوباترا تشدنى دائما لمعرفة الجديد عنهم، ولذلك كان لابد من اصطحاب أفضل من يحدثنى عنهم فى جولتى وكان الأستاذ طارق محمد فريد مدير عام منطقة آثار مطروح. بدأت حديثى معه أثناء الجولة بما هى أهم الآثار المكتشفة فى المحافظة .. فأجاب: أولا قبل الحديث أحب أن أقول إذا كانت الإسكندرية عروس البحر المتوسط وسيوة لؤلؤة الصحراء الغربية فمرسى مطروح هى جوهرة مصر على البحر الأبيض المتوسط، لذلك أنا أحببتها وقررت العيش بها منذ أكثر من 51 عاما .. عرفت فيها كل جزء ومدى أهميته التاريخية والأثرية القديمة، ولذلك كنت دائما مع البعثات الأجنبية والمصرية فى البحث عن المزيد والجديد من أسرار حضارتنا القديمة . وأهم الاكتشافات الجديدة والتى نتجت عن تنقيب البعثات المصرية والإنجليزية والألمانية التى تعمل فى معبد رمسيس فى أم الرحم كانت مخازن الغلال الدائرية والمستطيلة ووجد منها بعض العناصر المعمارية عليها اسم رمسيس الثانى والقائد العسكرى فى أثناء حكمه (نب - رع) وهذا عن طريق البعثة الإنجليزية .. أما البعثة الألمانية والتى تعمل فى منطقة القصابة شرق مطروح فاكتشفت بعض معاصر الزيتون والنبيذ فى العصر الرومانى وأيضا فى منطقة أم الشيطان كشفت عن معاصر للنبيذ والزيتون فى العصر الرومانى، أما عملها فى طريق الواحة فقد قامت بالكشف عن استراحة الطريق القديم ربما الذى كان يؤدى للواحة. كما قامت البعثة بترميمات لقاعة الإسكندر وقاعة آمون والمسجد القديم الموجود على هضبة أورس وترميم معبد آمون بسيوة. ولا ننكر عمل البعثة الإنجليزية فى إنقاذ قاعة تتويج الإسكندر الأكبر بقاعة معبد آمون. ثم يضيف قائلا: أما البعثة المصرية فقامت بالكشف عن العديد من المناطق الأثرية بالمحافظة فخلف استراحة المحافظة كان هناك كشف عن مقابر أثرية ووضعت فى مخزن الآثار المتحفى فى مطروح. وأيضا تم العثور على بعض المقابر الأثرية فى منطقة كليوباترا على الهضبة المجاورة لحمام كليوباترا وعلى بعض الآثار المنقولة مثل أوانٍ فخارية وأدوات أخرى تعود للعصر اليونانى الرومانى. وهذا ما يؤكد على أن حمام كليوباترا مهم وهناك شواهد أثرية تحت الصخر تشير إلى أن الصخرة كانت حماما بالفعل .. وهناك اكتشافات حديثة بالقرب من الموقع تؤكد هذا أكثر وأكثر. ثم ينتقل بنا الأستاذ طارق إلى منطقة أثرية فى محافظة مطروح وهى منطقة آثار مارينا فيقول عنها: فى منطقة آثار مارينا وجدت مدينة كاملة حديثة ممتدة بطول الساحل وبها قصور ومقابر تعود إلى العصر اليونانى الرومانى وفى منطقة رأس الحكمة عثر على مقابر منحوتة فى الصخر .. ولو اتجهنا إلى مطروح بجوار الساحل عثر على منطقة آثار أخرى تعود للعصر الرومانى. أما منطقة آثار سملة والهشيم وحديقة كريم فهى تلال أثرية دليل على وجود مدن قديمة حتى تصل إلى مرسى مطروح والتى كانت تسمى قديما (براتونيوم) والذى أمر بإنشائها الإسكندر الأكبر لمعبد آمون بواحة سيوة بعد أن استولى الإسكندر الأكبر على مصر وأنشأ مدينة الإسكندرية خطر له أن يزور معبد آمون بسيوة الذى قد نال شهرة عمت آفاق العالم القديم بأسره.. فى شتاء 133 ق.م خرج الإسكندر بموكبه من الإسكندرية بصحبة بعض رفاقه مع وحدات من الجيش متجها إلى ناحية الغرب إلى براتونيوم (مرسى مطروح) حاليا ومنها إلى الجنوب وفى طريق القوافل المعروف باسم سكة السلطان . ويبدو أن الإسكندر لم يخبر كهنة آمون بهذه الزيارة، ولذلك ظهر الاندهاش عندما رأى أهل آمون القافلة القادمة وفى الحال خرج الكهنة لاستقباله عند البوابة وصاحبوه حتى معبد آمون ليعرف مستقبله السياسى ولكن يبدو أنه كان غير سار فلذلك لم يبلغوه بالحقيقة. وعندما اتجهنا قرب نهاية حدود المحافظة فى منطقة سيدى برانى التى يوجد بها الكثير من المواقع الأثرية من العصر اليونانى مثل قلعة أثرية للدفاع عن حدود مصر وقتذاك ووجد بها تمثال الحاكم العسكرى للملك رمسيس الثانى وهو (نب - رع). هذه هى الاكتشافات الحديثة فى المحافظة، أما المناطق الأثرية التى اكتشفت من قبل بمحافظة مرسى مطروح فهى كثيرة