عادت قصة الغرام العاصف الخاطف بين إليزابيث تايلور وريتشارد بورتون خلال العمل في فيلم «كليوباترا» تطفو علي السطح في عاصمة السينما الأمريكية هوليوود عندما أعلنت أجمل نجمات هوليوود اليوم أنجلينا جولي قبولها بطولة الفيلم الذي يحكي قصة الغرام بين كليوباترا «ليز» وأنطونيو «بورتون».. القصة الحقيقية التي اشتعلت منذ اللحظة الأولي للقاء كل منهم بالآخر أمام الكاميرا.. بدأت القصة تنسج خيوطها المحكمة بسرعة وبدأت ظواهرها وشواهدها تتبلور وتتجاوز بلاتوهات ستوديوهات شنيشتاتي في العاصمة الإيطالية روما وتصبح واقعا يفرض نفسه بعنف وقوة في لياليها وملاهيها الراقية والفندق الذي ينزلان فيه.. وتصبح مادة يومية ساخنة للصحافة الإيطالية والعالمية.. وفي روما أفضل وأنجح شبكة «الفابرتيزي» من المصدرين المتلصصين علي خصوصيات النجوم في العالم. كبرت القصة وشغلت كل الفضوليين في العالم، في الوقت الذي كانت فيه سيبل بورتون تعلن في لندن أنها تثق بزوجها النجم ولا تعتقد أنه يخونها مع ليزتايلور، لكن القصة العاصفة لهذا الغرام لم تتوقف، وشرعت إليزابيث تايلور في الانتحار ونقلت علي عجل إلي المستشفي، وكان غرامها بالنجم الإنجليزي هو السبب في محاولة الانتحار، وعند هذا الحد شعرت سيبل بورتون بأنها بالفعل فقدت زوجها النجم لحساب ليز الأجمل والأكثر شبابا وأعلنت أنها ستبدأ في اتخاذ إجراءات الطلاق. ليز ممنوعة من دخول مصر كان المنتج العالمي داريل زانوك منتج «كليوباترا» وستوديوهات شركة فوكس الأمريكية قد اتخذ كل الإجراءات لتصوير المناظر الخارجية لفيلم «كليوباترا» في مصر.. بين منطقة إدكو وخليج أبي قير.. وقام السينمائي المصري العالمي محمد فتحي إبراهيم المدير العام لشركة فوكس في مصر والشرق الأوسط قد قام بتنفيذ «سفينة كليوباترا» التي تصدرت في حرب قادها أنطونيو ضد شريكه في حكم روما أوكتافيوس وأوكل فتحي إبراهيم إلي مهندس الديكور المصري ولي الدين سامح وتلميذه شادي عبدالسلام تصميم وتنفيذ «سفينة كليوباترا» كما جاءت في أوصافها التاريخية وتكامل بنائها في نهر النيل عند إمبابة، قبل أن تبحر في النيل إلي الشمال لتطفو علي مياه البحر المتوسط في مواجهة الإسكندرية. استعدادا لتصوير المعركة البحرية التي شاركت فيها، والتي دمرت واحترقت في نهايتها بعد هزيمة أنطونيو وكليوباترا أمام أسطول روما الغازي الذي قاده أوكتافيوس. وأثناء انتقال الفريق الفني والمنتج المنفذ للفيلم من إيطاليا إلي مصر تبين أن إليزابيث تايلور ممنوعة بحكم قائمة هيئة المقاطعة للنجوم ذوي الميول الصهيونية والشركات المتعاونة مع إسرائيل من دخول مصر أو أي قطر عربي.. وبينما أخذ ريتشارد بورتون طريقه إلي الإسكندرية مع الفريق الفني وباقي نجوم الفيلم، بقيت إليزابيث تايلور في روما يأكلها الغيظ، تعلن بين وقت وآخر أنها لا تلبث أن تلحق بحبيبها ريتشارد بورتون في الإسكندرية التي سوف تدخلها علي ظهر حصان أبيض. نار الغرام الملتهب كنا في أوائل الستينات من القرن الماضي، وكنت مديرا لتحرير مجلة «الكواكب» وتحيط بي سمعة جيدة كأحد المتخصصين في السينما العالمية، وتربطني صلات وثيقة بكل فروع الشركات السينمائية الكبري العاملة في مصر، فضلا عن صداقة حميمية مع السينمائي المصري العالمي فتحي إبراهيم الذي فاجأني عند وصول بعثة كليوباترا باختياري مرافقا صحفيا للنجم العالمي ريتشارد بورتون بطل فيلم كليوباترا، وممثل دور أنطونيو في الغرام الشهير بين القائد الروماني والملكة المصرية.. قبلت مهمة المرافق الصحفي لبورتون، وأصبحت مسئولا عن تنظيم لقاءاته الصحفية مع الصحافة المحلية، والصحفيين العالميين الذين يتوافدون لتغطية تصوير مشاهد الفيلم في بلادنا.. لقيت بورتون ليلة وصوله إلي القاهرة، وتعارفنا في وجود الصديق فتحي إبراهيم، وأخذت طريقي معه إلي الإسكندرية ونزلت معه في فندق السلامليك المشهور ببعده عن ضجة المدينة، وبدأت أنظم عملي معه في تحديد مواعيد لقاءاته الصحفية، وأتواجد في مكان التصوير منذ الساعات الأولي من الصباح الباكر، وأرافق بورتون وأكون قريبا منه في كل مشهد يقف فيه أمام الكاميرا، وأستقبل معه زواره من المجتمع المصري، سواء القادمين من القاهرة أو المجتمع السكندري الذي يجذبه الفضول لزيارة مواقع التصوير. وأذكر أنني نظمت لقاء لبنات محافظ الإسكندرية وقتها الأستاذ حسين صبحي والنجم العالمي الكبير وتم التقاط بعض الصور في رفقته، لكنني فوجئت في مساء اليوم نفسه بمكالمة قاهرية من الأخوين الكبيرين مصطفي وعلي أمين، يطلبان مني التحفظ علي صور بنات المحافظ مع ريتشارد بورتون، بناء علي رغبة والدهما.. ونفذت للوالد المحافظ رغبته، واستبعدت صور بناته مع بورتون ولم أسمح بأن تأخذ الصور طريقها إلي النشر أسوة بصور بورتون مع معجبيه وطالبي التصوير معه. كانت جولة العمل اليومي تبدأ في الساعات الباكرة من الصباح وكان علي ريتشارد بورتون وعلي أيضا أن نتواجد في معسكر التصوير علي ضفاف بحيرة إدكو، قبل ساعة من بدء التصوير، وكان طوال الرحلة من فندق السلامليك في طرف الإسكندرية الشرقي إلي مشارف الإسكندرية في الغرب يبدو قلقا مهموما.. قد يغفو لحظات أثناء الرحلة، وعندما يفيق ينظر إلي في غرابة، ويلقي بصره علي معالم الطريق بنظرة أكثر غرابة، ثم ينخرط في التدخين بشراهة إلي أن ندخل معسكر التصوير، فيقفز في سرعة ليعود بعربة «التليرر» المخصصة لإقامته في المعسكر، لكنه أبدا وفي غير أوقات وقوفه أمام الكاميرا بثوب القائد الروماني أنطونيو كان واضحا جليا أنه مهموم بعشقه لمحبوبته المقيمة في روما، وتفيض به لوعة هذا الغرام، مما يجعله يقضي أغلب ساعات الليل في الفندق، لا تغادر أذنه سماعة التليفون، يلقي عبارات العشق المشبوبة، ويتلقي مثلها من شهقات الغرام والحب، خاصة وقد بات معروفا أنه ما من سبيل إلي اختراق قرار هيئة المقاطعة بمنع إليزابيث تايلور من اللحاق به في الإسكندرية. وجاء اليوم الذي انهي فيه ريتشارد بورتون آخر لقطات التصوير الخارجي له في الإسكندرية، ولم يستطع أن يصبر علي السفر من الإسكندرية ظهرا لكي يلحق بالطائرة في المساء إلي روما، بينما عاد طاقم الفنيين بعد أن أنهوا معسكرهم لتصوير المشاهد الخارجية في الإسكندرية. أذكر أنني كنت في وداع ريتشارد بورتون في ساعة رحيله عن مصر، وكانت تحيط بنا مجموعة من مندوبي وكالات «ي. ب» و«أ. ب» وروتيرز ووجه إليه واحد منهما سؤالا مباشرا: هل تسعدك العودة إلي روما لكي تلقي ليز بعد الفراق؟ ورد في حبور: بالطبع لن أنام الليلة إلا إذا قبلتها.