قال مسؤولون فلسطينيون اليوم الخميس، إنّ الحركة التجارية عبر معابر قطاع غزة، لم تشهد، أي تغيير، منذ التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين الفلسطيني، والإسرائيلي، في السادس والعشرين من أغسطس/آب الماضي. ونفى المسؤولون في أحاديث لوكالة الأناضول، أن تكون إسرائيل قد بدأت في إجراءات رفع الحصار عن قطاع غزة، بعد مضي أكثر من أسبوع على اتفاق وقف إطلاق النار. وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، في السادس والعشرين من أغسطس/آب الماضي، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، تنص على وقف إطلاق النار، وفتح المعابر التجارية مع قطاع غزة، بشكل متزامن. وجاءت هذه الهدنة، بعد حرب شنتها إسرائيل على قطاع غزة في السابع من الشهر الماضي، واستمرت 51 يوماً، أسفرت عن مقتل 2149 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، فضلاً عن تدمير الآلاف من المنازل، بحسب إحصاءات فلسطينية رسمية. وتتضمن الهدنة، بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية، وقف إطلاق نار شامل ومتبادل بالتزامن مع فتح المعابر بين غزة وإسرائيل بما "يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة ومستلزمات الإعمار للقطاع، الذي يقطنه نحو 1.9 مليون نسمة". وقال منير الغلبان، مدير الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم، التجاري، إن "الحركة التجارية في معبر كرم أبو سالم التجاري، لم تشهد أي تغيير حتّى اليوم (الخميس)، حيث لا يزال المعبر، ومنذ وقف إطلاق النار، يعمل بالحجم الاستيعابي الذي كان يعمل به وقت الحرب الإسرائيلية على القطاع، ويُفتح لإدخال البضائع الغذائية، والإغاثات والشاحنات المحملة بالمساعدات. وأوضح أن قوائم السلع التي يجرى توريدها إلى غزة لم تشهد أي تغيير يذكر. وأضاف أن معبر كرم أبو سالم، فُتح اليوم الخميس، وتم إدخال 380 شاحنة، من بينها 200 شاحنة "مساعدات"، وبقية الشاحناتللقطاعين التجاري، والصناعي، إضافة لضخ كميات محدودة من غاز الطهي، والسولار لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة. ونفى أن تكون هناك حتى وعود من أي طرف، بإمكانية تحسين أداء المعبر خلال الأسابيع المقبلة. وتابع:"الإسرائيليون العاملون، على المعبر ليس لديهم علم عن إمكانية وصول تعليمات بتحسين العمل بداخل المعبر". ويربط قطاع غزة بإسرائيل في الوقت الحالي، معبرين، الأول هو معبر بيت حانون شمالي قطاع غزة، الخاص بتنقل الأفراد من غزة إلى الضفة، ومعبر كرم أبو سالم، أقصى جنوب قطاع غزة وهو المعبر التجاري الوحيد الذي أبقت عليه إسرائيل بعد إغلاقها لأربعة معابر تجارية، في عام 2007، عقب سيطرة حركة حماس على القطاع. وتمنع إسرائيل إدخال العديد من البضائع، وأهمها مواد البناء لغزة، منذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية بداية عام 2006، حيث فرضت حصارا مشددا، وشددته عقب سيطرة الحركة على قطاع غزة عام 2007. وسمحت إسرائيل بإدخال كميات محدودة من مواد البناء بداية شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي، ثم عادت ومنعت إدخالها في الشهر التالي (13 أكتوبر/ تشرين أول 2013)، بدعوى استخدامها من قبل حركة حماس في بناء تحصينات عسكرية، وأنفاق أرضية. وتسبب منع إدخال مواد البناء لغزة، بزيادة نسبة الفقر والبطالة. وفتحت السلطات الإسرائيلية، اليوم الخميس معبر بيت حانون "إيريز"، أمام سفر المرضى ورجال الأعمال من غزة إلى الضفة، وإسرائيل. وبخصوص معبر رفح البري، الواصل بين مصر وقطاع غزة، قال ماهر أبو صبحة، مدير دائرة المعابر في غزة، إنّ المعبر، ما زال مفتوح جزئيا، ويعمل بنفس الآلية التي بدأ العمل بها خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع. وتابع:" حتى اللحظة لا يوجد أي اتصالات مع الجانب المصري أو حكومة التوافق، لفهم الآليات التي ستتبع فيها طريقة العمل داخل المعبر، والمعبر مفتوح فقط للحالات الإنسانية، والمرضى". وأشار إلى أن نحو 400 شخص، غادروا أمس الأربعاء قطاع غزة، مضيفا أن المعبر اليوم مفتوح، أمام الحالات الإنسانية، ودخول قوافل المساعدات. وخلال الأيام الماضية، تم إدخال عدة شاحنات تحمل مساعدات طبية وغذائية عبر معبر رفح، وفق تأكيد أبو صبحة. ويربط معبر رفح البري، القطاع بمصر، وهو معبر مخصص للأفراد فقط في الوقت الحالي. ولم يتحدث اتفاق التهدئة بين الفصائل الفلسطينية، وإسرائيل، حول فتح معبر رفح، على اعتبار أنه "منفذ مصري فلسطيني"، ولا علاقة لإسرائيل به. وأغلقت السلطات المصرية، معبر رفح، الواصل بين قطاع غزة ومصر، بشكل شبه كامل، عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، في يوليو/ تموز 2013. وتفتح السلطات المصرية، وعقب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، والتي استمرت ل"51" يوما المعبر أمام سفر المصابين، والجرحى، والحالات الإنسانية. من جانبه، قال نظمي مهنا، مدير دائرة المعابر في السلطة الفلسطينية، إن الأوضاع لا تزال على ما هي عليه بالنسبة لحركة المعابر في قطاع غزة. وأعرب مهنا المقيم في مدينة رام الله، خلال اتصال هاتفي مع وكالة الاناضول، عن أمله، في أن تتحسن الحركة التجارية على معابر قطاع غزة، خلال الأيام القليلة القادمة، وأن يتم إدخال جميع المواد والسلع، وفي مقدمتها مواد البناء. وبيّن أن الجانب الفلسطيني لم يُبلّغ بأي معلومات حتّى صباح اليوم (الخميس)، بخصوص إدخال مواد البناء، أو تعليمات جديدة بخصوص الحركة على المعابر.