قال مسؤولون فلسطينيون إن الحركة التجارية عبر معابر قطاع غزة، لم تتحسن، ولا تزال على حالها، منذ التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين الفلسطيني، والإسرائيلي، الأسبوع الماضي. ونفى المسؤولون في أحاديث لوكالة الأناضول، أن تكون إسرائيل قد بدأت في إجراءات رفع الحصار عن قطاع غزة. وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، الثلاثاء الماضي، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، تنص على وقف إطلاق النار، وفتح المعابر التجارية مع قطاع غزة، بشكل متزامن. وجاءت هذه الهدنة، بعد حرب شنتها إسرائيل على قطاع غزة في السابع من الشهر الماضي، واستمرت 51 يوماً، أسفرت عن مقتل 2145 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، فضلاً عن تدمير الآلاف من المنازل، بحسب إحصاءات فلسطينية رسمية. وتتضمن الهدنة، بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية، وقف إطلاق نار شامل ومتبادل بالتزامن مع فتح المعابر بين غزة وإسرائيل بما "يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة ومستلزمات الإعمار للقطاع، الذي يقطنه نحو 1.9 مليون نسمة". وقال منير الغلبان، مدير الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم، التجاري، إن "الحركة التجارية في معبر كرم أبو سالم التجاري، لم تشهد أي تغيير حتّى اليوم (الأحد)، حيث لا يزال المعبر، ومنذ وقف إطلاق النار، يعمل بالحجم الاستيعابي الذي كان يعمل به وقت الحرب (الحرب الإسرائيلية على القطاع)، ويُفتح لإدخال البضائع الغذائية، والإغاثات والشاحنات المحملة بالمساعدات. وأضاف أن "معبر كرم أبو سالم، فُتح اليوم الأحد، وتم إدخال نحو 300 شاحنة، من بينها 100 شاحنة "مساعدات"، وبقية الشاحنات للقطاعين التجاري، والصناعي. وأكد الغلبان، أنه لا جديد بشأن العمل التجاري، على معبر كرم أبو سالم، فالشاحنات التي تدخل هي ما بين 200-400 شاحنة يوميا، محملة بالأغذية، والمساعدات، إضافة لضخ كميات محدودة من غاز الطهي، والوقود". وتابع:" عندما تتجاوز أعداد الشاحنات ال"400" شاحنة، بإمكاننا القول أن هناك تحسن، لكن ما يجري هو إدخال نفس عدد الشاحنات قبل الحرب، وفي أثناء العدوان الأخيرة، شهدت بعض الأيام مرور أكثر من 300 شاحنة، وبالتالي لا توجد أي زيادة". ويربط قطاع غزة بإسرائيل في الوقت الحالي، معبرين، الأول هو معبر بيت حانون شمالي قطاع غزة، الخاص بتنقل الأفراد من غزة إلى الضفة، ومعبر كرم أبو سالم، أقصى جنوب قطاع غزة وهو المعبر التجاري الوحيد الذي أبقت عليه إسرائيل بعد إغلاقها لأربعة معابر تجارية، في عام 2007، عقب سيطرة حركة حماس على القطاع. وتمنع إسرائيل إدخال العديد من البضائع، وأهمها مواد البناء لغزة، منذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية بداية عام 2006، حيث فرضت حصارا مشددا، وشددته عقب سيطرة الحركة على قطاع غزة عام 2007. وسمحت إسرائيل بإدخال كميات محدودة من مواد البناء بداية شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي، ثم عادت ومنعت إدخالها في الشهر التالي (13 أكتوبر/ تشرين أول 2013)، بدعوى استخدامها من قبل حركة حماس في بناء تحصينات عسكرية، وأنفاق أرضية. وتسبب منع إدخال مواد البناء لغزة، بزيادة نسبة الفقر والبطالة. وتغلق إسرائيل معبري كرم أبو سالم يومي الجمعة والسبت بسبب الإجازة الأسبوعية، فيما تغلق معبر بيت حانون/إيريز كل سبت بسبب الإجازة. وفتحت السلطات الإسرائيلية، اليوم الأحد معبر بيت حانون إيريز أمام سفر المرضى ورجال الأعمال من غزة إلى الضفة، وإسرائيل. وبخصوص معبر رفح البري، الواصل بين مصر وقطاع غزة، قال ماهر أبو صبحة، مدير دائرة المعابر في غزة، إنّ المعبر، ما زال مفتوح جزئيا، ويعمل بنفس الآلية التي بدأ العمل بها خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع. وتابع:" حتى اللحظة لا يوجد أي اتصالات مع الجانب المصري أو حكومة التوافق، لفهم الآليات التي ستتبع فيها طريقة العمل داخل المعبر، والمعبر مفتوح فقط للحالات الإنسانية، والمرضى". وأشار إلى أن نحو 300 شخص، غادروا أمس السبت قطاع غزة، مضيفا أن المعبر اليوم مفتوح، أمام الحالات الإنسانية، ودخول قوافل المساعدات. وخلال اليومين الماضيين تم إدخال عدة شاحنات تحمل مساعدات طبية وغذائية عبر معبر رفح، وفق تأكيد أبو صبحة. ويربط معبر رفح البري، القطاع بمصر، وهو معبر مخصص للأفراد فقط. وأغلقت السلطات المصرية، معبر رفح، الواصل بين قطاع غزة ومصر، بشكل شبه كامل، عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، في يوليو/ تموز 2013. وخلال الحرب، الإسرائيلية على قطاع غزة، فتحت السلطات المصرية المعبر أمام سفر المصابين، والجرحى، والحالات الإنسانية. ولم يتحدث اتفاق التهدئة بين الفصائل الفلسطينية، وإسرائيل، حول فتح معبر رفح، على اعتبار أنه "منفذ مصري فلسطيني"، ولا علاقة لإسرائيل به. وكانت السلطات المصرية، قد سمحت الأربعاء الماضي، بإدخال قافلة مساعدات أرسلها "برنامج الأغذية العالمي"، وذلك لأول مرة منذ عام 2007. من جانبه، قال نظمي مهنا، مدير دائرة المعابر في السلطة الفلسطينية، إن الأوضاع لا تزال على ما هي عليه بالنسبة لحركة المعابر في قطاع غزة. وأعرب مهنا المقيم في مدينة رام الله، خلال اتصال هاتفي مع وكالة الاناضول، عن أمله، في زيادة عدد الشاحنات الواردة إلى قطاع غزة، خلال الأيام القليلة القادمة، وأن يتم إدخال جميع المواد، وفي مقدمتها مواد البناء. وبيّن أن الجانب الفلسطيني لم يُبلّغ بأي معلومات حتّى هذه اللحظة، بخصوص إدخال مواد البناء. ولفت إلى أن السلطة تواصل كافة جهودها من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة، والبدء في إعمار قطاع غزة.