قال مسؤولون فلسطينيون اليوم الأربعاء، إنّ الحركة التجارية عبر معابر قطاع غزة، لم تشهد، أي تغيير، منذ التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين الفلسطيني، والإسرائيلي، الأسبوع الماضي. ونفى المسؤولون في أحاديث لوكالة الأناضول، أن تكون إسرائيل قد بدأت في إجراءات رفع الحصار عن قطاع غزة، بعد مضي أسبوع على اتفاق وقف إطلاق النار. وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، الثلاثاء الماضي، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، تنص على وقف إطلاق النار، وفتح المعابر التجارية مع قطاع غزة، بشكل متزامن. وجاءت هذه الهدنة، بعد حرب شنتها إسرائيل على قطاع غزة في السابع من الشهر الماضي، واستمرت 51 يوماً، أسفرت عن مقتل 2148 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، فضلاً عن تدمير الآلاف من المنازل، بحسب إحصاءات فلسطينية رسمية. وتتضمن الهدنة، بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية، وقف إطلاق نار شامل ومتبادل بالتزامن مع فتح المعابر بين غزة وإسرائيل بما "يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة ومستلزمات الإعمار للقطاع، الذي يقطنه نحو 1.9 مليون نسمة". وقال منير الغلبان، مدير الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم، التجاري، إن "الحركة التجارية في معبر كرم أبو سالم التجاري، لم تشهد أي تغيير حتّى اليوم الأربعاء، حيث لا يزال المعبر، ومنذ وقف إطلاق النار، يعمل بالحجم الاستيعابي الذي كان يعمل به وقت الحرب الإسرائيلية على القطاع، ويُفتح لإدخال البضائع الغذائية، والإغاثات والشاحنات المحملة بالمساعدات. وأوضح أن قوائم السلع التي يجرى توريدها إلى غزة لم تشهد أي تغيير يذكر. وأضاف أن معبر كرم أبو سالم، فُتح اليوم الأربعاء، وتم إدخال 380 شاحنة، من بينها 150 شاحنة "مساعدات"، وبقية الشاحنات للقطاعين التجاري، والصناعي. وتم السماح، وفق تأكيد الغلبان، بدخول 10 شاحنات محملة بالأسمنت والحصمة إلى برنامج الأممالمتحدة للتنمية. كما تم إدخال 6 شاحنات محملة بمواد البناء لسلطة المياه بغزة، لاستكمال مشاريع دولية، وهي المواد التي كانت تدخل بشكل اعتيادي قبل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. ويربط قطاع غزة بإسرائيل في الوقت الحالي، معبرين، الأول هو معبر بيت حانون شمالي قطاع غزة، الخاص بتنقل الأفراد من غزة إلى الضفة، ومعبر كرم أبو سالم، أقصى جنوب قطاع غزة وهو المعبر التجاري الوحيد الذي أبقت عليه إسرائيل بعد إغلاقها لأربعة معابر تجارية، في عام 2007، عقب سيطرة حركة حماس على القطاع. وتمنع إسرائيل إدخال العديد من البضائع، وأهمها مواد البناء لغزة، منذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية بداية عام 2006، حيث فرضت حصارا مشددا، وشددته عقب سيطرة الحركة على قطاع غزة عام 2007. وسمحت إسرائيل بإدخال كميات محدودة من مواد البناء بداية شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي، ثم عادت ومنعت إدخالها في الشهر التالي (13 أكتوبر/ تشرين أول 2013)، بدعوى استخدامها من قبل حركة حماس في بناء تحصينات عسكرية، وأنفاق أرضية. وتسبب منع إدخال مواد البناء لغزة، بزيادة نسبة الفقر والبطالة. وفتحت السلطات الإسرائيلية، اليوم الأربعاء معبر بيت حانون إيريز أمام سفر المرضى ورجال الأعمال من غزة إلى الضفة، وإسرائيل. وبخصوص معبر رفح البري، الواصل بين مصر وقطاع غزة، قال ماهر أبو صبحة، مدير دائرة المعابر في غزة، إنّ المعبر، ما زال مفتوح جزئيا، ويعمل بنفس الآلية التي بدأ العمل بها خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع. وتابع:" حتى اللحظة لا يوجد أي اتصالات مع الجانب المصري أو حكومة التوافق، لفهم الآليات التي ستتبع فيها طريقة العمل داخل المعبر، والمعبر مفتوح فقط للحالات الإنسانية، والمرضى". وأشار إلى أن نحو 400 شخص، غادروا أمس الثلاثاء قطاع غزة، مضيفا أن المعبر اليوم مفتوح، أمام الحالات الإنسانية، ودخول قوافل المساعدات. وخلال اليومين الماضيين تم إدخال عدة شاحنات تحمل مساعدات طبية وغذائية عبر معبر رفح، وفق تأكيد أبو صبحة. ويربط معبر رفح البري، القطاع بمصر، وهو معبر مخصص للأفراد فقط. وأغلقت السلطات المصرية، معبر رفح، الواصل بين قطاع غزة ومصر، بشكل شبه كامل، عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، في يوليو/ تموز 2013. وخلال الحرب، الإسرائيلية على قطاع غزة، فتحت السلطات المصرية المعبر أمام سفر المصابين، والجرحى، والحالات الإنسانية. ولم يتحدث اتفاق التهدئة بين الفصائل الفلسطينية، وإسرائيل، حول فتح معبر رفح، على اعتبار أنه "منفذ مصري فلسطيني"، ولا علاقة لإسرائيل به.