أزمة جديدة تشهدها الساحة الثقافية في مصر، بعد أن احتجزت الرقابة المصرية مؤخرا عددا من الأعمال الفكرية لدار "التنوير" ومنها "في مديح الحب" للفرنسي ألان باديو، و"المبرومة" للروائي اللبناني ربيع جابر، وهي نسخة مختصرة من روايته الشهيرة "طيور الهوليداي إن" و"مدخل إلى السيموطيقا" للمفكر المصري الراحل نصر حامد أبوزيد بمشاركة سيزا قاسم . وفي بيان، أكد مدير دار التنوير بالقاهرة شريف جوزيف رزق أن الكتب الثلاثة احتجزت دون سبب واضح، مشيراً إلى أن الجهات الرقابية قررت النظر في محتوى الكتب قبل البت في أمر مصادرتها النهائية أو الإفراج عنها. وأضاف رزق في بيانه أنّ كتب الدار تُطبع في بيروت نظراً إلى جودة الطباعة، ثم تشحن إلى القاهرة، على أن يجري تسلمها من الجمرك بعد موافقة الرقابة. يذكر أن كتاب "مدخل إلى السيموطيقا"، يضم مجموعة مقالات عن علم السيموطيقا، وكان قد سبق طرحه في أكثر من طبعة في سنوات سابقة، كما يعد كتاب "في مدح الحب" دراسة تعرض رؤية فلسفية في الحب، بينما رواية "المبرومة" هي رواية قديمة للكاتب ربيع جابر وصدر لها أكثر من طبعة. فيما أكد محمود لطفي مدير مكتبة التنمية أن "الرقابة احتجزت روايتي "أطفال منتصف الليل" لسلمان رشدي و"الحرير" لأليساندرو باريكو وقالوا لنا إنه تمت مصادرتهما لكننا نحاول الوصول إلى صيغة للإفراج عنهما". وقد أصدرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم، بيانا قالت فيه إن يوم أمس السبت شهد عددا من الانتهاكات الحادة لحقوق الإنسان والحريات في مصر شملت مصادرة ثلاثة كتب، وتحديث لفتوى دينية بتحريم الحوار بين الجنسين على شبكة الانترنت، واختطاف أكاديمي (محمد طارق) بسبب شهادته في تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الصادر منذ اسبوعين في ذكرى اعتصام رابعة العدوية. وقالت الشبكة إن "هذه الانتهاكات الحادة والمتكررة، سواء لأجهزة الدولة لاسيما الأجهزة الأمنية أو الأجهزة شبه الرسمية باتت منهجا يشبه أو يتجاوز ممارسات نظام الديكتاتور المخلوع حسني مبارك، وتزيد من حالة الاحتقان والغضب لدي فئات واسعة من المجتمع المصري"، على حد تعبير البيان.