قال محمد شعيب، النائب الأول لرئيس مجلس النواب الليبي، اليوم السبت، إن "البرلمان بصدد تشكيل حكومة وطنية في غضون فترة ما بين أسبوع إلى عشرة أيام"، دون مزيد من التفاصيل. جاء ذلك خلال تصريحات لشعيب عقب لقائه هو ووفد برلماني ليبي برئاسته مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، في القاهرة اليوم. وأوضح شعيب أنه "تم خلال المقابلة بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، والتأكيد على أهمية استمرارها، واستعداد مصر لدعم الشعب الليبي في الفترة الحالية". وتابع أن "البرلمان هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الليبي، والحكومة التي ستنتج عن هذا البرلمان هي حكومة شرعية ستقوم بالدور المطلوب منها حسب ما يطلبه الشعب الليبي". وكُلف عبد الله الثني، وزير الدفاع في الحكومة السابقة، في 11 مارس الماضي بتسيير أمور البلاد بشكل مؤقت بعد أن صوت المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته (البرلمان) على إقالة رئيس الوزراء السابق علي زيدان على أن يستمر الثني في مهام رئاسة الحكومة لحين انتخاب رئيس وزراء جديد، لكن الأوضاع الأمنية في البلاد حالت دون ذلك. وكان البرلمان السابق في ليبيا قد كلف الاقتصادي المنحدر من مدينة مصراته (غرب) أحمد معيتيق بتشكيل حكومة خلال جلسة أثارت جدلاً واسعاً ما دعا نوابا لتحويل الأمر للمحكمة الليبية العليا والتي حكمت بدورها في 9 يونيو/ حزيران الماضي بعدم دستورية انتخاب معيتيق. ويعطف مجلس النواب الليبي الجديد خلال هذه الأيام على اختيار رئيس وزراء جديد للبلاد، فيما أكد مصدر برلماني للأناضول أن إحدى الخيارات المطروحة أمام النواب هي الإبقاء على الثني مع تغيير في بعض الحقائب الوزارية أو تكليف شخصية أخرى لتشكيل حكومة أزمة مصغرة تدير شؤون البلاد. ومضى نائب رئيس البرلمان قائلا إن "مؤتمر دول الجوار الليبي الذى سيعقد بالقاهرة يوم الإثنين القادم يحظى بالاهتمام الليبي، حيث يعقد فى إطار التعاون بين دول الجوار التي نتمنى أن تلعب دورا أكبر بالنسبة لمكافحة الإرهاب وحماية الحدود والحد من الهجرة غير الشرعية". وبشأن الانتقادات الموجهة إلى البرلمان الليبى بعد عقد أولى جلساته في مدينة طبرق (شمال شرق) بعيدا عن مقره الرئيسي في مدينة بنغازي (شرق)، وصف شعيب تلك الانتقادات بأنها "محاولة للتشويه، وضرب البرلمان، وتعبر عن صراع سياسي يضمر العداء للسلطة الشرعية"، في إشارة إلى البرلمان المنتخب". وشهدت 3 مدن ليبية منتصف الشهر الجاري، مظاهرات منددة بانعقاد مجلس النواب في طبرق. وبرر أغلب أعضاء مجلس النواب، الذين حضروا جلسات طبرق، موقفهم بأن طبرق تتوفر على قدر كاف من الأمن الغائب في مدينتي طرابلس (شمال) وبنغازي (شرق)، حيث تشهد المدينتان اشتباكات بين كتائب متصارعة لبسط سيطرتها. وحول الغموض الذى يحيط بضرب طائرات مجهولة لبعض المواقع في ليبيا منذ أيام، قال شعيب إن "هذا الغموض ما زال مستمرا". وفي 18 أغسطس الجاري، قصفت طائرات حربية مجهولة معسكرات في منطقة قصر بن غشير ومعسكر اليرموك قرب المطار الدولي للعاصمة الليبية، تقع تحت سيطرة قوات ما يعرف ب"فجر ليبيا"، التي تخوض مواجهات مسلحة مع كتائب تنحدر من مدينة الزنتان وتؤيد اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، وذلك للسيطرة على مطار طرابلس. ورغم تبني قوات حفتر للقصف الجوي، قالت رئاسة أركان القوات الجوية في ليبيا إن الطائرات الحربية التي نفّذت هذه الهجمات الجوية هي "طائرات أجنبية وليست محلية"، بحسب بيان لرئاسة الأركان تلقت وكالة الأناضول نسخة منه. وبشأن المطلوب من مصر لدعم ليبيا في الفترة القادمة، قال شعيب: "هناك الكثير الذى يمكن لمصر تقديمه بدءا من المساعدات الإنسانية إلى أمور أخرى (لم يذكرها)، وهذه من القضايا الجوهرية التي تم مناقشتها اليوم". فيما أعرب وزير الخارجية المصري، سامح شكرى، عن "تطلع مصر إلى التعاون مع المجلس (البرلمان) وكذا مع الحكومة التى سيكلفها مجلس النواب فى غضون الأيام القادمة". وكان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، دعا في وقت سابق إلى جمع السلاح (الليبي)، وإقامة حوار بناء بين ممثلي الداخل الليبي. وتتصاعد حدة الأزمة السياسية والأمنية والعسكرية التي تعيشها ليبيا منذ اندلاع شرارة الاقتتال المسلح بين عدد من الفصائل المسلحة المتنازعة على فرض السيطرة بقوة السلاح على مناطق استراتيجية، ولا سيما في بنغازي وطرابلس. ورددت تقارير إعلامية مؤخرا أنباء عن أن مصر تحضر مع الجزائر لتدخل عسكري لمواجهة الجماعات المسلحة في ليبيا المجاورة للبلدين، حيث يخشى البلدان من تصاعد الفوضى هناك مما يؤثر سلبا على أمنهما، وهو ما نفته القاهرةوالجزائر.