قال نائب رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية الجزائرية (غير حكومية)، إلياس سنوسي، إن تركيا باتت وجهة سياحية هامة للجزائريين، منذ خمس سنوات. وأضاف سنوسي لوكالة الأناضول، اليوم الخميس، أن مدن إسطنبول ( شمال غرب تركيا) وأنطاليا ( جنوب) وبودروم ( غرب) وبورسة ( شمال غرب)، أصبحت من المقاصد الهامة للسائحين الجزائريين في فترة الصيف. وأرجع أسباب اختيار الجزائريين هذه الوجهات التركية، إلى ما تقدمه من خدمات كثيرة بأسعار تنافسية، فضلا عن الطابعين السياحي والتاريخي اللذان يميزان هذه المدن. وقال سنوسي إن أنطاليا (جنوبتركيا)، والتي تتميز بطابعها السياحي، تختلف عن إسطنبول (شمال غرب) التي تتفرد بطابعها التاريخي، حيث قصور العثمانيين والآثار الإسلامية، مضيفا "كلها عناصر تستهوي السائح الجزائري". ووفقا لأرقام صادرة عن وزارة السياحة الجزائرية، فأن تركيا صارت أكثر جذبا للجزائريين، وقالت الوزارة إن 92 ألف جزائري زاروا تركيا، وذلك من إجمالي 2 مليون مواطن، قاموا بقضاء عطلتهم خارج البلاد في عام 2013. وبحسب بيانات وزارة الثقافة والسياحة التركية، فقد بلغ عدد السائحين الوافدين لتركيا نحو 118.18 ألف سائح جزائرى خلال عام 2013. وتشير أرقام صادرة عن السفارة التركية بالجزائر، أن ما بين 40 ألف و50 ألف جزائري زاروا تركيا في العامين 2009 و2010. وأوضح سنوسى، أن من بين الأسباب التي جعلت تركيا تقفز إلى مقدمة الوجهات السياحية للجزائريين، بالإضافة إلي تونس، والمغرب، وفرنسا، أن الأتراك أقنعوا السائح الجزائري، بارتفاع مستوى الخدمات التي يقدمونها سواء في الفنادق أو في المواقع السياحية. وقال سنوسى إن تركيا استفادت من التجارب الأوروبية في المجال السياحى وخاصة الألمانية، فعملوا على إقامة فنادق فخمة تناسب طبقة الأثرياء، وفنادق أخرى للطبقة المتوسطة، لكى يستهدفوا السائحين من مختلف الطبقات. وارتفعت عائدات السياحة التركية بنسبة 7.9% في الربع الثاني من العام الحالي، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث بلغت العائدات 8.9 مليار دولار، بحسب هيئة الإحصاء التركية. وأضاف سنوسى أن الخدمات السياحية والفندقية المقدمة في تركيا راعت حتى احتياجات الأطفال، وأضاف سنوسى "الجزائريون يسافرون إلى تركيا بصحبة أولادهم، وهو ما جعل الأتراك يفكرون في هذه الفئة الصغيرة ويوفرون لها ما تطلبه". وقال سنوسي إن الأتراك قاموا بتسويق إعلامي متميز للسياحة في بلدهم، عن طريق إنتاج المسلسلات التاريخية، والعصرية، التي روجت للسياحة التاريخية بشكل خاص، وضرب مثالا بالمسلسل التركي ذائع الصيت "حريم السلطان"، والذي تناول تاريخ السلطان العثماني سليمان القانوني، وهو ما جعل العديد من السياح الجزائريين يقصدون قصر هذا السلطان لزيارته في إسطنبول. وأبرز سنوسى أيضا سهولة الإجراءات التي وضعتها السفارة التركية في الجزائر، والخاصة بالحصول على تأشيرة الدخول، باعتبارها واحدة من أهم عوامل جذب الجزائريينلتركيا، قائلا إن "المدة اللازمة للحصول على تأشيرة إلى تركيا، لا تتجاوز ثلاثة أيام في كل الأحوال، وهي مدة مغرية بالسفر إلى تركيا، مقارنة مع دول أخرى كفرنسا، والتي قد تصل المدة اللازمة للحصول على تأشيرتها إلى شهرين أو ثلاثة". وشهدت تركيا ارتفاعا في معدلات السياحة الوافدة إليها بنسبة 7.6% خلال العام الماضي، وبلغ عدد السياح حينها 39.2 مليون شخص، منهم 33.8 مليون سائح أجنبي، وال 5.4 مليون الباقين من الأتراك المقيمين في الخارج. وبلغت الإيرادات السياحية لتركيا 32.3 مليار دولار بنسبة ارتفاع 11.4% مقارنة بعام 2012.