أدان مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات" صباح اليوم الثلاثاء، "الاضطهاد المنهجي للأفراد من الأقليات وأولئك الذين يرفضون الفكر المتطرف في العراق من قبل الدولة الإسلامية (داعش) والجماعات المسلحة المرتبطة بها". وفي بيان حصلت وكالة "الأناضول" على نسخة منه، أعرب المجلس عن "القلق العميق" إزاء تقارير أفادت بالتهديدات التي أطلقتها الدولة الإسلامية، ضد الأقليات الدينية والعرقية في الموصل ومناطق أخرى تسيطر عليها في العراق، بما في ذلك الإنذار الأخير للمسيحيين بمغادرة المدينة، أو البقاء ودفع الجزية، أو اعتناق الإسلام، أو مواجهة الإعدام الوشيك". وقال المجلس في بيانه إنه يشعر ب"القلق العميق" أيضا إزاء التقارير التي تفيد بأن أفراد الأقليات الدينية والعرقية في الموصل والمناطق الخاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية، يواجهون "عمليات خطف وقتل أو تدمير ممتلكاتهم، فضلا عن وضع علامات مميزة علي منازل بعض السكان في الموصل". وتابع المجلس إنه "على مدى بضعة أسابيع، تواجه الأقليات التي عاشت جنبا إلى جنب منذ مئات السنين في مدينة الموصل ومحافظة نينوى (شمال)، هجوما مباشرا واضهادا من قبل تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات المسلحة المرتبطة بها". ومضى قائلا "الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل واحدا من أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، وأن أي أعمال إرهابية هي أعمال إجرامية لا يمكن تبريرها بغض النظر عن دوافعها، أينما وأيا كان مرتكبوها". وحذر المجلس من أن "الهجمات المنهجية واسعة النطاق ضد أية مجموعة من السكان المدنيين بسبب الخلفية العرقية، أو معتقداتهم الدينية أو الإيمانية، قد تشكل جريمة ضد الإنسانية"، واكد علي "ضرورة التزام جميع الجماعات المسلحة، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام والجماعات المسلحة المرتبطة بها، بالقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين الذين يعيشون في المناطق التي يسيطرون عليها". ورحب بيان المجلس ب"الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للنازحين بسبب النزاع الحالي"، ودعا جميع الكيانات السياسية إلى "التغلب على الانقسامات والعمل معا في اطار عملية سياسية شاملة وعاجلة لتعزيز الوحدة الوطنية، وتأكيد سيادة العراق واستقلاله". وكانت الدولة الإسلامية في الموصل، أحد أبرز معاقل التنظيم في العراق، أمهلت المسيحيين المتواجدين في المدينة يوما، لبيان موقفهم من "الدولة"، وذلك في الوثيقة التي أصدرها وألقيت خلال خطب الجمعة الماضية في مساجد المدينة، ووضع التنظيم ثلاث خيارات أمام المسيحيين وهي إما مغادرة المدينة، أو إعطائهم عهد الذمة (أي دفع الجزية مقابل الأمان) أو إعلان الإسلام. وتقول مصادر صحفية عراقية إن عدد المسيحيين في الموصل لا يتجاوز بضع مئات وذلك بعد نزوح الآلاف منهم خلال السنوات العشر الماضية، وازدادت حركة النزوح بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" ومسلحون سنة متحالفون له عليها يونيو/حزيران الماضي. ويعم الاضطراب مناطق شمال وغربي العراق بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" ومسلحون سنة متحالفون معه على أجزاء واسعة من محافظة نينوى بالكامل من بينها مدينة الموصل، في العاشر من يونيو/حزيران الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد.