اعتبر الناقد الفني طارق الشناوي، أن العملين التاريخيين المصريين المعروضين هذا العام لم يكونا موفقين، في إشارة منه إلى مسلسل "سرايا عابدين"، الذي يدور حول حياة الخديوي إسماعيل، ومسلسل "صديق العمر"، الذي يدور حول علاقة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر والمشير عبدالحكيم عامر، وحمل الشناوي المخرجين والمؤلفين، مسؤولية السقطات التي الوقع فيها العملين. ووصف الشناوي في مقابلة خاصة ل CNN بالعربية، مسلسل "صديق العمر"، ب"الكارثة متكاملة الأركان" وقال"أخطاء عديدة وقع فيها العمل، بداية من الكتابة والمرجعية التاريخية وصولاً إلى اختيار الشخصيات والأداء، هناك فرق بين الوثيقة التاريخية والحكايات الشعبية، فحين نقرر عمل مسلسل تاريخي يمكن أن نتأثر بالحكايات الشعبية، لكن لا نبني عملنا على هذا الأساس دون الرجوع إلى التاريخ". وأشار إلى أن العلاقة بين عبدالناصر والمشير تم التطرق إليها في فيلم "الصديقان"، تأليف الراحل ممدوح الليثي، وأثار الفيلم استياء ورثة المشير ورفعوا عددا من الدعاوي ضده وأضاف: "لكن نجد الأمر بالعكس حين تحول الفيلم إلى عمل درامي، وتغيير كاتب السيناريو فنجد أن ورثة المشير سعداء جداً بالعمل بينما نجد ورثة عبد الناصر مستائين، وذلك بسبب تأثر كاتب السيناريو بالحكايات الشعبية". واعتبر الشناوي أن الفنان السوري جمال سليمان أخفق في تجسيد الشخصية وقال: "تجسيد شخصية عبد الناصر ليس هيناً، فلناصر صورة ذهنية خاصة جداً لدى المشاهد العربي، حتى الآن لم يستطع أي فنان تجسيدها باقتدار بمن فيهم الراحل أحمد زكي، الفنان جمال سليمان راهن على الدور الخاطيء، فقد حالت اللهجة بينه وبين الشخصية رغم تركيزه فيها، وهو ما أفقده الكثير من الجوانب في الأداء. أما المخرج عثمان أبو لبن فيتحمل جزءًا كبيراً من اخفاقات العمل". أما بالنسبة لمسلسل "سرايا عابدين" فيرى الشناوي أن أحد مرجعيات صناع العمل هو مسلسل "حريم السلطان"، خاصة من ناحية الجوانب البصرية والدرامية وذلك نظراً للنجاح الطاغي للمسلسل، واعتبر الشناوي أن محاولة الاستنساخ واضحة. وأضاف: "الوثائق التاريخية أساس العمل الدرامي التاريخي والخيال هو الطوابق، فإذا كان الأساس خاطيء فالطوابق عرضة للانهيار، أما موضوع ال ""CREATIVE LICENCE، الذي تعتمد عليه الشركة المنتجة، فأقول إن الدراما غير مطلقة الخيال، الخيال في الأعمال التاريخية يكون في الجوانب غير الموثقة، أي ما يندرج تحت قانون الممكن حتى يصدقه المتلقي، لكن "سرايا عابدين" اختار ساري لم تكن مشيدة في ذلك الوقت، ولقب إسماعيل بالخديوي، وهو لم يكن يحمل اللقب وقتها وغيرها من أخطاء. الأخطر هو أن الكاتبة والمخرج بالغا في الإبهار، فتحول الضوء إلى ضوضاء، الدراما ليست استعراضًا". واعتبر الشناوي أن صناع العمل أرادوا جذب الجمهور على حساب شخصية معروفة تاريخياً مثل الخديوي إسماعيل ووضعها في قصة افتراضية، وحاولوا الخروج من المأزق القانوني بوضع عبارة قصة مستوحاة، لكن هذا لا يعفيهم من المسؤولية القانونية، الأهم من المسؤولية القانونية المسؤولية الأدبية". ويرى الشناوي أن الفنانة يسرا هي أكثر الخاسرين في هذا العمل، واعتبرها استسهلت في أداء الشخصية واقتبست من أرشيف الدراما أداء الفنان ماري منيب في مسرحية "إلا خمسة"، الذي جسدت فيه دور عجوز تركية، ووصف الفنانة غادة عادل بصاحبة الأداء الأفضل في المسلسل. واستبعد الشناوي وجود نظرية مؤامرة ضد مصر قائلاً: "بموجب معرفتي بالعمل الدرامي لا توجد نظرية مؤامرة، الخطأ مهني لا علاقة له بكون الكاتبة كويتية، فهي غير مخلصة لعملها واستسهلت في الكتابة، وهذا عذر أقبح من ذنب". ولا يرى الشناوي مشكلة في أن يجسد أي فنان عربي شخصية تاريخية مصرية وقال:"لست ضد أن يجسد فنان غير مصري أي شخصية تاريخية مصرية بشرط أن يتقنها، فمثلاً الفنان الأردني إياد ناصر كان مبدعا في دور حسن البنا، كذلك الفنان تيم حسن صدقته كثيراً في شخصية "الملك فاروق". هذا العام هيفاء وهبي أجادت اللهجة المصرية في مسلسلها "كلام على ورق" وصدقتها كثيراً، ويا ليت جمال سليمان يتعلم منها ضبط اللهجة، أما قصي خولي فأداؤه غير مقنع".