قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله) . وقال (صلى الله عليه وسلم): (من لا يرحم الناس لا يرحمه الله) . الرفق والرحمة صفتان كريمتان نادى بهما الإسلام ورسول الإسلام (صلى الله عليه وسلم)، والإنسان الرحيم هو رقيق القلب الذي يفعل الخير دائماً، وقد سمى الله عز وجل رسوله (صلى الله عليه وسلم) فقال: {بالمؤمنين رءوف رحيم} . فالرحمة خلق رفيع لا يتصف به إلا المؤمنون فقط، وقد قال الله تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك} {آل عمران : 159]. فلو كان النبي (صلى الله عليه وسلم) غير رحيم أي غليظ القلب لما تجمع الناس حوله، ولكنه (صلى الله عليه وسلم) كان لينًا – أي رحيماً – أحبه الناس حتى قال الله عز وجل فيه: {وما أرسلناك إلا رحمة للعاملين} . ومن أسماء الله تعالى وصفاته: {الرحمن الرحيم، والرفيق، والرءوف] وكل الكائنات تعيش برحمة الله، وتحيا في ظلالها. الرحمة بالإنسان وقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) هو أرحم راحم عل وجه الأرض، فقد كان قلبه رقيقاً يفيض بالرحمة (صلى الله عليه وسلم)، يعامل الكل برحمته الكبير والصغير، والمؤمن والمشرك، فقد كان واسع الصدر، ضربه الكافر حتى سال الدم على وجهه الكريم (صلى الله عليه وسلم)، وهو يبكي، فلما نزل عليه جبريل – عليه السلام – يقول له: "لو شئت لأهلكهم الله. فقال (صلى الله عليه وسلم): "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون. وجاء أعرابي من البدو، والأعراب هؤلاء اشتهروا بالقسوة وغلظة القلوب، فإذا بالأعرابي يقول: يا محمد أعطني من المال، فهو مال الله، ليس من مالك ولا مال أبيك، ثم جذب النبي (صلى الله عليه وسلم) من ثيابه جذبة أثرت في عنقه الشريف، وقام الصحابة ليقتلوا هذا الأعرابي. فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (أتركوه)، فقال الأعرابي: إنك يا محمد تجري السيئة بالحسنة، فرحمه نبي الله (صلى الله عليه وسلم)، وعفا عنه، وصدق من سماه بالمؤمنين رءوف رحيم. وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحب الأطفال الصغار، ويقبلهم، وقد جاءه رجل فوجده يقبل طفلاً فقال: إن لي عشرة من الأطفال لم أقبل منهم أحداً قط، فقال (صلى الله عليه وسلم): "الراحمون يرحمهم الله، من لا يرحم الناس لا يرحمه الله، وقال (صلى الله عليه وسلم): "ليس منا من لم يرحم صغيرنا. الرفق بالحيوان وقد وصى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المسلمين أن يرفقوا بالحيوان، ويرحموه، فلا يجوع الحيوان، ولا يضرب، أو يظمأ ويعطش، ولا يحبس حتى يموت. وفي إحدى أسفار النبي (صلى الله عليه وسلم) نزل المسلمون وادياً ليرتاحوا فيه، فجاء رجل من المسلمين ببيضة لطائر، وهذا الطائر هو ، فجاء الطائر يرفرف بجناحيه فوق رسول الله (صلى الله عليه وسلم). فقال (صلى الله عليه وسلم): (أيكم أخذ بيضتها؟). فقال الرجل: أنا يا رسول الله أخذت بيضتها. فقال (صلى الله عليه وسلم): (ارددها رحمة لها). وجاء جمل يبكي بين يدي النبي (صلى الله عليه وسلم)، فكلمه النبي – عليه السلام – وقال لصاحبه: "إن هذا الجمل يشكو كثرة العمل، فرحمه صاحبه بعد ذلك. وحكى لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن رجل كان يمشي في الطريق، فاشتد به العطش، فوجد بئراً، فنزل فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من شدة العطش، فنظر الرجل إليه ثم قال: إن هذا الكلب عطش مثلما عطشت واشتد عليه العطش، فنزل الرجل إلى البئر وملأ خفه ماء ثم أمسكه وسقى الكلب، فغر الله للرجل. ولقد علمنا النبي (صلى الله عليه وسلم) أن نرحم الحيوان إذا ذبحناه بفعل الآتي *إراحة الذبيحة، وإبعادها عن السكين. *إحسان الذبحة يعني إسراعها. *أن تكون السكين حادة فلا يشعر الحيوان بالألم. *لايذبح الحيوان أمام أمه، أو أي حيوان آخر. *لا تعطش الحيوانات، ولا تحبس، أو تجوع حتى الموت. وأخبرنا النبي (صلى الله عليه وسلم) عن امرأة دخلت النار في هرة حبستها حتى ماتت من العطش والجوع، فلا هي تركتها لتشرب، أو أطعمتها، أو تركتها ولم تحبسها. وهذه هي أخلاق الإسلام، فقد كانت الرحمة هي صفة النبي (صلى الله عليه وسلم)، وصفة الصحابة جميعاً من بعده، فلا بد من التحلي بها. جزاء القسوة وقد اتضح لنا جزاء القسوة، وغلظة القلب: *فغليظ القلب لا يدخل الجنة لأن الله تعالى لا يحبه. *ويكرهه الناس، وينفرون – أي يبتعدون – عنه. *ولا يرحم الله عزل وجل من لا يرحم الناس. جزء الرحمة والرفق واللين: *حب الله عز وجل ودخول الجنة. *يرحمه الله عزل وجل، ويقربه منه. *يحبه الناس، ويقتربون منه، ويودونه. *يكون متشبهاً برسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصحابته. مظاهر الرحمة في المجتمع *رحمة الأطفال الصغار وعدم القسوة عليهم. *رحمة اليتيم والعطف عليه. *رحمة الكبار من الناس، فلا يجلس الشاب أو لشابة، ويقف الشيخ الكبير أو المرأة لا تتحمل الوقوف. *رحمة الوالدين عند كبر سنهما. *والدعاء لهما بالرحمة بعد الموت: {وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيراً} . *رحمة الحيوان وعدم تعذيبه وإيذائه.