أدانت النمسا، وأمريكا، وفرنسا، وإنجلترا، وإيطاليا، وبلجيكا، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مقتل 3 مستوطنين إسرائيليين قرب مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، كانوا قد اختفوا قبل أكثر من أسبوعين. وفي بيان تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، اليوم الثلاثاء، أدان وزير خارجية النمسا، سباستيان كورتس ، حادثة مقتل المستوطنين الثلاثة، وقال: "إنني أدين بأشد العبارات هذه الجريمة، قلوبنا مع أسرهم وذويهم وأصدقائهم في هذا الوقت العصيب". وطالب كورتس بضرورة تقديم الجناة للعدالة، محذراً من أن تؤثر دوامة العنف والعنف المضاد على الجهود الرامية إلى التوصل لحل سلمي. وأعلنت إسرائيل رسمياً، الاثنين، العثور على جثث المستوطنين الثلاثة المختفين منذ 12 من الشهر الماضي، قرب مدينة الخليل، في عملية لم تعلن أية جهة فلسطينية مسئوليتها عنها، حتى اليوم الثلاثاء، غير أن إسرائيل حملت هذه المسئولية لحركة حماس، واتهمت اثنين من نشطاء الحركة في الخليل "عامر أبو عيشة، ومروان القواسمي" بخطف وقتل المستوطنين، وهو ما ترفضه الحركة. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عزى يوم أمس، عوائل المستوطنين القتلى، وقال في بيان صادر عن البيت الأبيض: "أعبر نيابة عن الشعب الأمريكي عن أعمق وأحر التعازي القلبية إلى عوائل ايال يفراتش، وجلعاد شعار، ونفتالي فرنكل الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية والأمريكية". وأضاف أوباما: "الولاياتالمتحدة تدين بأشد عبارات الإدانة هذا الفعل الإرهابي ضد الشباب الأبرياء"، معرباً عن دعمه الكامل للسلطة الفلسطينية وإسرائيل للعثور على "مرتكبي هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة"، داعياً الطرفين إلى مواصلة العمل سوياً في هذا المجال، حاثاً إياهما إلى الامتناع عن اتخاذ خطوات يمكن أن تؤدي إلى قلقلة الوضع بشكل أكبر. وكان بيان صادر عن الاليزيه، قال في وقت سابق يوم أمس، إن فرنسا أدانت بشدة ما وصفته ب"جريمة الاغتيال الجبانة بحق الشبان الإسرائيليين الثلاثة". فيما قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج: "إن قتلهم كان عمل إرهابي"، مضيفاً في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "إن قتل 3 شبان إسرائيليين هو عمل إرهابي"، وأضاف: "أعبر عن عميق مواساتي لأسر وجميع الإسرائيليين وهم في حال حداد على هذه الخسارة المحزنة". كما أدان بأشد العبارات أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون، حادثة القتل، وقال في بيان أصدره المتحدث باسمه يوم أمس، وحصلت وكالة "الأناضول" على نسخة منه: "إنه لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر للقتل المتعمد للمدنيين". وأعرب الأمين العام في بيانه عن أمله في أن "تتعاون السلطات الإسرائيلية والفلسطينية من أجل تقديم الجناة إلى العدالة"، كما أعرب عن "أعمق تعاطفه مع أسر الضحايا". ودعا بان كي مون جميع الأطراف إلى "التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الدولي والامتناع عن القيام بأي أعمال من شأنها أن تزيد من تصعيد هذا الوضع المتوتر للغاية". فيما عبرت وزيرة الخارجية الإيطالية عن "عظيم الحزن" لمقتل الشبان الثلاثة. وقالت فيديريكا موغيريني، في بيان صادر باسمها نشره موقع الوزارة مساء أمس: "نحن قريبون من إسرائيل في هذه الفجيعة، ونود التعبير لحكومة وشعب إسرائيل، عن تعازي الحكومة الإيطالية بأكملها، والتي تدين عمليات القتل هذه بأشد العبارات". وتابعت الوزيرة: "كما أتمنى أن يتم تسليط الضوء على ما حدث وأن يقف مرتكبو هذا العمل الجبان في أقرب وقت ممكن أمام العدالة". وختمت وزيرة الخارجية الإيطالية بالقول "إنني أناشد جميع الأطراف إثبات أن من يعتدي على أمن إسرائيل لن يتمكن من تقويض طريق الحوار، باعتباره الأمل الوحيد لسلام حقيقي ودائم في المنطقة". وأدان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رايندرز مقتل الإسرائيليين الثلاثة، داعياً ل"ضرورة امتثال أولئك الذين ارتكبوا هذه الجرائم للعدالة لمحاسبتهم على جرائمهم وآثامهم"، على حد قوله. وأضاف في بيان للخارجية البلجيكية، مساء الإثنين، أنه "يشعر بالانزعاج ويعرب عن عميق تعازيه لأسر الأطفال والشعب الإسرائيلي وسلطاتها". وأشار الوزير أيضاً إلى أن "أي حل لتحقيق السلام الدائم لا يمكن أن يكون إلا من خلال الامتثال للاتفاقات، بما في ذلك على وجه الخصوص الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف". وفي أول رد فعله منه على العثور على جثث 3 مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية، حمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة حماس المسؤولية عن الأمر، متوعداً الحركة بدفع الثمن، فيما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية في وقت لاحق اليوم الثلاثاء. وقال نتنياهو في تصريحات له في مستهل اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، في أعقاب العثور على جثث المستوطنين الثلاثة، إن "حماس هي المسؤولة وستدفع الثمن". من جهتها أعلنت حركة حماس عن أن تهديدات نتنياهو بشن حرب ضد قطاع غزة "لا تخيفها". ومنذ اختفاء المستوطنين، شن الجيش الإسرائيلي عملية أمنية واسعة النطاق في مدن الضفة، حيث طالت هذه العملية، اعتقال مئات الفلسطينيين، وقتل عدد منهم، ومداهمة وهدم منازل (بحسب مصادر فلسطينية)، فضلاً عن شن غارات جوية استهدفت مناطق متفرقة في قطاع غزة أوقعت قتلى وجرحى. ومن المقرر أن يعود المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، للاجتماع مجدداً، للتداول في الرد على خطف وقتل المستوطنين الثلاثة، وذلك بعد انتهاء مراسم تشييعهم.