عام كامل قضاه الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في أروقة القصر الجمهوري، منذ أدى اليمين الدستورية رئيسا للبلاد في 30 يونيو/ حزيران عام 2012، حتى خرج منه في 3 يوليو / تموز 2013 بعد خطاب عزله الذي ألقاه وزير الدفاع "آنذاك" المشير عبد الفتاح السيسي. وما بين الاشتباكات والإعلانات الدستورية والتراجع عنها واللقاءات والحوارات مع المؤيدين والمعارضين، مر هذا العام الذي أدى في النهاية بأحداثه إلى مظاهرات 30 يونيو/ حزيران من عام 2013، التي استند إليها الجيش بمشاركة قوى سياسية ودينية في عزل أول رئيس مدني منتخب في 3 يوليو/ تموز من نفس العام، في خطوة اعتبرها فريق "انقلابا عسكريا"، ورآها آخر "ثورة شعبية". وفيما يلي عرض لأهم محطات مرسي من القصر إلى العزل: ** 24 يونيو/ حزيران 2012: أعلنت اللجنة العليا للانتخابات فوز مرشح حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي على منافسه المرشح الخاسر أحمد شفيق آخر رئيس وزراء إبان حكم الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011. ** 29 يونيو/ حزيران 2012: أدى مرسي اليمين الدستورية بصورة رمزية في ميدان التحرير وسط القاهرة بين مؤيديه، ووجه حديثه للمحتشدين بقوله "الكل يسمعني الآن.. الشعب كله يسمعني.. الجيش والشرطة والوزارة.. ولا سلطة فوق سلطة الشعب.. أنتم أصحاب السلطة.. انتم أصحاب الإرادة.. أنتم مصدر هذه السلطة." وهذه الخطوة تسببت في انتقادات تعرض لها مرسي لأن الإعلان الدستوري المكمل (الذي أصدره المجلس العسكري أثناء إدارته شؤون البلاد في 17 يونيو 2011) يقضي بضرورة أداء الرئيس المنتخب لليمين الدستورية أمام هيئة المحكمة الدستورية بدلا من مجلس الشعب (الغرفة الأولى للبرلمان والتي كانت منحلة في هذا الوقت). ** 30 يونيو/ حزيران 2012: أدى مرسى اليمين الدستورية رسميا أمام المحكمة الدستورية، ثم توجه بعدها لجامعة القاهرة ليوجه خطابا للأمة، أدي فيه يمينا دستورية ثالثا. ** 8 يوليو/ تموز 2012: أصدر مرسي قرارا جمهوريا بإلغاء قرار حل مجلس الشعب، الذي أصدرته حكم للدستورية العليا ببطلان قانون الانتخابات (الثلث المخصص للمقاعد الفردية)، على أن يعود المجلس لممارسة مهامه ابتداء من 15 يوليو/ تموز لمدة شهرين تعقد خلالها انتخابات مبكرة. ** 11 يوليو/ تموز 2012: قضت المحكمة الدستورية العليا (أعلى هيئة قضائية في البلاد)، بوقف تنفيذ قرار مرسي بدعوة مجلس الشعب (البرلمان) للانعقاد، فيما أعلنت الرئاسة قبولها بحكم الدستورية العليا احتراما لأحكام القضاء. ** 19 يوليو/ تموز 2012: أمر مرسي بالإفراج عن 572 سجينا تم القبض عليهم من قبل الجيش خلال الفترة الانتقالية التي تولى فيها المجلس الأعلى للقوات المسلحة (أعلى هيئة في الجيش) إدارة شؤون البلاد بعد ثورة يناير/ كانون الثاني 2011. ** 30 يوليو/ تموز 2012: أصدر مرسي عفوا رئاسيا لستة وعشرين من المحبوسين الإسلاميين بينهم قيادات من جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية والجهاد. ** 2 أغسطس/ آب 2012: كلف مرسي، هشام قنديل، برئاسة الحكومة بعد قبول استقالة كمال الجنزوري. ** 8 أغسطس/ آب 2012: قتل ستة عشر جنديا مصريا، في رفح بمحافظ شمال سيناء (شمال شرق مصر). ** 12 أغسطس/ آب 2012: أصدر مرسي إعلانا دستوريا تضمن عدة إجراءات منها إحالة محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ونائبه سامي عنان، إلى التقاعد، وتعيين عبد الفتاح السيسي وزيرا للدفاع. **15 أغسطس/ آب 2012: زار مرسي، المملكة العربية السعودية، لحضور قمة منظمة التعاون الإسلامي. ** 23 أغسطس/ آب 2012: أصدر مرسي قانونا يحظر محاكمة الصحفيين في الجرائم المتعلقة بالنشر. **27 أغسطس/ آب 2012: قام مرسي بتعيين فريقه الرئاسي من 4 مساعدين و17 مستشارا. ** 28 أغسطس/ آب 2012: سافر مرسي إلى الصين، رافقه عدد من رجال الأعمال المصريين، منهم من كانت تربطه علاقات وثيقة بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك. ** 30 أغسطس/ آب 2012: سافر مرسي إلى إيران- وهى الزيارة الأولى من نوعها لرئيس مصري منذ أكثر من 30 عاما- للمشاركة في قمة حركة عدم الانحياز. ** 11 سبتمبر/ أيلول 2012: وقعت هجمات من مصريين علي السفارة الأمريكيةبالقاهرة، إثر انتاج فيلم مسيء للنبي محمد، مما دفع الرئاسة لإدانة هذه الهجمات بعدها بيومين. ** 26 سبتمبر/ أيلول 2012: ألقي مرسي كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك (الولاياتالمتحدةالأمريكية). 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2012: ألقي مرسي كلمة وسط حشد من مؤيديه في استاد القاهرة، تحدث فيها عن انجازاته خلال ال100 يوم الأولى لحكمه. **11 أكتوبر/ تشرين الأول 2012: أصدر مرسي إعلانا دستوريا بإقالة النائب العام المصري عبد المجيد محمود من منصبه، وتعيينه سفيرا لمصر لدى الفاتيكان، إلا أنه تراجع عن هذه الخطوة بعد يومين فقط. ** 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2012: اعتمد مرسي أوراق السفير المصري الجديد لدى اسرائيل، قبل أن يسلم بريد إلكتروني في إطار البروتوكولية الدبلوماسية إلى الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز واصفا إياه بأنه صديق عظيم ومخلص،وهو ما أثار موجة جدل في الشارع المصري. 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012: اجتمع مرسي مع شخصيات معارضة، بينهم مرشحين سابقين للرئاسة، لإيجاد توافق في الآراء بشأن مشروع الدستور الذي تعده الجمعية التأسيسية. 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012: أشادت الولاياتالمتحدةالأمريكية بالدور الذي قام به مرسي، في التوسط لوقف إطلاق النار بين حركة حماس في غزة، والحكومة الإسرائيلية بعد أكثر من أسبوع من الغارات الجوية الإسرائيلية وإطلاق الصواريخ الفلسطينية والتي خلفت أكثر من 160 قتيلا. 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012: أصدر مرسي إعلانا دستوريا حصن فيها قراراته من الطعن القضائي، وحصن فيها عمل الجمعية التأسيسية في مصر، ومجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان) من الحل، وهو الإعلان الذي أثار موجة من الرفض من قبل المعارضة، أعقبه تشكيل تكتل من المعارضة أطلق عليه "جبهة الإنقاذ الوطني" وتشكلت من عدة أحزاب ليبرالية ويسارية ومرشحين سابقين في الانتخابات الرئاسية. ** 2 ديسمبر/ كانون الأول 2012: دعا مرسي لإجراء استفتاء على الدستور في 15 ديسمبر/ كانون الأول بعد ليلة من العمل المحموم من قبل أعضاء الجمعية التأسيسية لإكمال الدستور في الموعد النهائي الذي حدده الإعلان الدستوري الصادر في مارس/ آذار 2011. ** 5 ديسمبر/ كانون الأول 2012: وقعت أحداث قصر الاتحادية الرئاسي من اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين لمرسي سقط فيها 11 قتيلا وعشرات المصابين. ** 6 ديسمبر/ كانون الأول 2012: دعا مرسي للحوار مع جبهة الإنقاذ الوطني (تجمع من أحزاب والحركات المعارضة). ** 9 ديسمبر/ كانون الأول 2012: ألغي مرسي الإعلان الدستوري الصادر في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني، مع الإبقاء على ما ترتب عليه من أحداث، وهي خطوة لم ترض المعارضين. ** 23 ديسمبر/ كانون الأول 2012: قرر مرسي تعيين 90 عضوا بمجلس الشورى. **26 ديسمبر/ كانون الأول 2012: أعلنت اللجنة الانتخابية العليا في مصر إقرار مشروع الدستور بنسبة 63.8%. ** 29 ديسمبر/ كانون الأول 2012: سلم مرسي رسميا السلطة التشريعية إلى مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان)، كما هو منصوص عليه في الدستور الجديد. ** 6 يناير/ كانون الثاني 2013: قام مرسي بتعديل في حكومة هشام قنديل بتغيير 10 وزراء. 26 يناير/ كانون الثاني 2013: وقعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة في العديد من المدن المصرية في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير/ كانون الثاني، أدت إلى إصابات ووفيات في عدة مدن. ** 27 يناير/ كانون الثاني 2013: صدرت أحكام مشددة علي المتهمين في قتل مشجعي النادي الأهلي، مما أسفر عن وقوع اشتباكات بمحافظات قناة السويس (الإسماعيلية، بور سعيد، السويس)، دفعت مرسي إلى الظهور في خطاب تلفزيوني وأعلن حالة الطوارئ في مدن القناة بورسعيد والسويسوالإسماعيلية، وفرض حظر التجول ليلا. ** 28 يناير/ كانون الثاني 2013: عقد مرسي مائدة حوار مع مؤيديه، وقاطعه معارضيه. ** 30 يناير/ كانون الثاني 2013: سافر مرسي في زيارة سريعة إلى ألمانيا. ** 4 فبراير/ شباط 2013: اجتمع مرسي مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمناقشة الوضع الأمني غير المستقر في البلاد. ** 5 فبراير/ شباط 2013: استقبل مرسي، الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في مطار القاهرة، والذي جاء لحضور قمة منظمة المؤتمر الإسلامي، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ قطع العلاقات بين مصر وإيران عام 1979. ** 17 فبراير/ شباط 2013: استقالات بين مستشاري مرسي ومساعديه تصل إلى 10 أشخاص. ** 26 فبراير/ شباط 2013: عقد مرسي جلسة حوار وطني لمناقشة الانتخابات البرلمانية المقبلة، حضرها مؤيدوه، وقاطعها معارضوه. ** 6 مارس/ آذار 2013: المحكمة الإدارية بمصر ترفض دعوة مرسي لعقد انتخابات برلمانية في أبريل/ نيسان، وتحيل قانون الانتخابات إلى المحكمة الدستورية العليا، والرئاسة تصدر بيانا قالت فيه أنها تحترم أمر المحكمة. 18 مارس/ آذار 2013: سافر مرسي إلى باكستان، وحصل هناك علي الدكتوراه الفخرية في الفلسفة من الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا. ** 10 أبريل/ نيسان 2013: مرسي يأمر بسحب جميع الشكاوى المقدمة ضد الصحفيين والتي كان قد تقدم بها ضدهم يتهمهم فيها ب"إهانة الرئيس". ** 12 أبريل/ نيسان 2013: عقد مرسي لقاء مع المجلس الأعلى المصري للقوات المسلحة، قال فيه إن هناك تفاهما بين المؤسستين مشيرا إلى رفضه أي إساءة موجهة ضد الجيش. 20 أبريل/ نيسان 2013: أعلن مرسي عن تعديل وزاري مرتقب بالحكومة، قائلا إنه لن يغير وزراء أكفاء. 21 أبريل/ نيسان 2013: المحكمة الإدارية العليا ترفض الاستئناف من قبل الرئاسة ضد حكم وقف الانتخابات البرلمانية في البلاد. 22 أبريل/ نيسان 2013: اجتمع مرسي مع المجلس الأعلى للقضاء، بعد اسبوع من الاحتجاجات التي تطالب ب"تطهير" السلطة القضائية، والتي تسببت في استقالة وزير العدل أحمد مكي. ** 23 أبريل/ نيسان 2013: استقال محمد فؤاد جاد الله المستشار القانوني للرئاسة. ** 26 أبريل/ نيسان 2013: أعلن مجموعة من النشطاء تدشين حركة "تمرد" لسحب الثقة من مرسي، ودعت لمظاهرات حاشدة يوم 30 يونيو/ حزيران. ** 7 مايو/ آيار 2013: يؤدي الوزراء الجدد في حكومة هشام قنديل اليمين أمام مرسي. ** 22 مايو/ آيار 2013: أعلن مرسي نجاحه في الإفراج عن سبعة أفراد أمن خطفوا قبل أسبوع في شبه جزيرة سيناء (شمال شرق). ** 28 مايو/ آيار 2013: زار مرسي أثيوبيا لحضور قمة الاتحاد الافريقي. ** 4 يونيو/ حزيران 2013: ناقش مرسي في مائدة مستديرة قضية سد النهضة الإثيوبي الذي ترفضه القاهرة خشية التأثير على حصتها من مياه النيل. ** 6 يونيو/ حزيران 2013: في مقابلة مع صحيفة (الأهرام) المملوكة للدولة، الرئيس يرفض دعوات لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ويعتبرها دعوات "هزلية وغير شرعية". ** 10 يونيو/ حزيران 2013: دعا مرسي في كلمة له الجميع إلى الوقوف صفا واحدا ضد التحدي الذي يشكله سد النهضة الإثيوبي، ويتعهد بالدفاع عن "كل قطرة" من مياه النيل لمصر. ** 15 يونيو/ حزيران 2013: أعلن مرسي قطع العلاقات نهائيا مع سوريا، ودعا حزب الله اللبناني إلى الانسحاب من سوريا. ** 17 يونيو/ حزيران 2013: قرر مرسي إجراء حركة محافظين (حكام المحافظات)، تسببت في موجة من الاحتجاجات والاشتباكات بين أنصار الإخوان والمعارضين في عدة محافظات. ** 23 يونيو/ حزيران 2013: أمهل عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك القوى السياسية أسبوعا لحل الأزمة في البلاد. ** 24 يونيو/ حزيران 2013: أعلنت جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، التظاهر في جمعة بعنوان "الشرعية خط أحمر"، بميدان رابعة العدوية (شرقي القاهرة). ** 26 يونيو/ حزيران 2013: أحزاب المعارضة تدعو لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ** 27 يونيو/ حزيران 2013: دعا مرسي في خطاب له رئيس الحكومة إلى إصلاحات سياسية واقتصادية. ** 28 يونيو/ حزيران 2013: مظاهرات للقوى الإسلامية بمحيط مسجد رابعة العدوية (شرقي القاهرة)، قبل أن يعلنوا الاعتصام، في الوقت الذي خرجت فيه مظاهرات معارضة لمرسي بميدان التحرير (وسط القاهرة) وفي محيط قصر الاتحادية (شرقي القاهرة) تمهيدا لمظاهرات 30 يونيو/ حزيران. ** 30 يونيو/ حزيران 2013: مظاهرات حاشدة ضد مرسي بميدان التحرير (وسط القاهرة) ومحيط قصر الاتحادية (شرقي العاصمة)، وعدد من المحافظات، قوبلت أيضا بمظاهرات لمؤيديه. ** 1 يوليو/ حزيران 2013: أعلنت جماعة الإخوان المسلمين إصرارها على حقها الديمقراطي في استمرار الرئيس المنتخب، في الوقت الذي قدم 10 وزراء استقالاتهم من الحكومة. أصدر وزير الدفاع بيانا من القيادة المركزية للجيش يمهل فيه القوى السياسة 48 ساعة لحل الأزمة، فيما أصدر المتحدث باسم الجيش بيانا قال فيه إن المجلس الأعلى (قيادة الجيش) لم يقم بانقلاب ضد الرئيس ولكن يعمل فقط وفق "إرادة الشعب". ** 2 يوليو/ حزيران 2013: مرسي يتحدث في خطاب طويل ذكر فيه لفظ الشرعية عشرات المرات، أصر فيه على أن أي محاولة لإسقاط الشرعية الديمقراطية، سيدافع عنها بدمه، في الوقت الذي تقع مواجهات بين مؤيدين ومعارضين. ** 3 يوليو/ حزيران 2013: المجلس الأعلى للقوات المسلحة يعقد اجتماعات مع ممثلي أحزاب، قبل أن يخرج السيسي في خطاب تليفزيوني يكشف النقاب عن "خريطة طريق" لمستقبل مصر يتضمن الإطاحة بمرسي وتعليق العمل بدستور 2012 وتعديله، وتمكين رئيس المحكمة الدستورية العليا بإدارة شؤون البلاد حتى يتم انتخاب رئيس جديد عبر انتخابات رئاسية مبكرة. مرسي يصدر بيانا يرفض فيها إجراءات عزله، ويخرج في خطاب تليفزيوني قال فيه إن ما حدث ضده "انقلاب عسكري"، وذلك قبل أن يظهر علنيا بعدها بأسابيع خلال جلسات محاكمته في قضايا عنف.