حزب الكرامة، عندما يأتي الحديث عن الأحزاب الناصرية في مصر يتبادر سريعاً إلى الذهن حزب الكرامة، حزب تأسس على نهج جمال عبدالناصر، واقترن اسمه بحمدين صباحي في الفترة الأخيرة، وقد التقت شبكة الإعلام العربية "محيط" برئيس حزب الكرامة محمد سامي، لنطرح عليه بعض التساؤلات الملحة، فإلى تفاصيل الحوار: كيف تري المشهد السياسي بعد تولي السيسي رئاسة البلاد ؟ أنا دائما أميل إلي التفاؤل وإعطاء الفرصة لطرف تم الاقتناع بإنتماءة إلي ثورتي 25 يناير و 30 يونيو وتم حصوله علي تلك نسبة ساحقة من أصوات المصريين رغم تواضع حملتة الانتخابية، وبالتالي أعتقد أن السيسي أمامه فرصة تاريخية نال فيها من الأصوات ما لم ينالة أي رئيس سابق في تاريخ مصر الحديثة فيما يزيد عن 10 مليون صوت عن مرسي وأنا يقيني أن ذلك الرقم صحيح وليس مبالغ فيه وبالتالي فهو يدرك حجم الثقة والأمل المعلق به من غالبية المصريين، لذلك فأنا متفائل أن السيسي لم يبدد هذه الثقة ولم يتصرف مثلما يتوقع البعض خاصة وأنه ليست عليه فواتير لأحد مطالب لسدادها بشكل يجعلة يخرج عن مطالب المصريين. ما تعليقك على تشكيك حملة حمدين صباحي بنزاهة الانتخابات وانسحباهم من اللجان في اليوم الثالث ؟ أنا أري أن تلك كانت ممارسات خاطئة في العملية الانتخابية ومثل تلك الممارسات لا تغير من هذا الإجماع الساحق بوضوح شديد، فقد يكون هناك بعض التجاوازات كمد يوم ثالث للتصويت أو الدعوة المتأخرة لعمل يوم أجازة، هذه أخطاء بالفعل ولكنها لا تمس الإجماع الشعبي الساحق وعلينا أن نحترم إرادة الشعب إن كنا مصريين بحق. ماذا عن مستقبل حمدين صباحي السياسي بعد هزيمته فى الانتخابات ؟ حمدين لدية قدر من الثبات ومتفهم ما حدث ويعتبر إن ذلك ليس خصماً من شعبيته لأن أداءه في العمل العام لم يكن مرهون بمنصب، ولابد أن يسّلم بأن الاختيار تم في صالح السيسي بدون انتقاص منه، لذلك هو قال في مؤتمر صحفي إنه يدرك أن الجمهور صدق حمدين فيما يقول ولكنه تشكك في قدرتة علي تنفيذه. ما رأيك في التوقعات بانضمام شباب حملة حمدين إلى صفوف الإخوان أو 6 أبريل أو غيرها من الحركات المناهضة للنظام الحالي؟ تلك سوف تكون كارثة، فأنا من خلال احتكاكي مع الناس الذين هم تحت عباءة الإخوان، أراهم يعيشون في عالم افتراضي ولا يريدون أن يخرجوا منه علي الإطلاق، فهم يروا لمرسي شرعية، وأن ما حدث إنقلاباً، ولابد من عودة مرسي لأنه صاحب الشرعية، وذلك خلل نفسي لديهم، نفس الموضوع لبعض الحركات الثورية فهم يرون أنه لابد أن يتم حكم بمصر برؤية مختلفة وفقاً لتفكيرهم وهذا أيضاً عالم إفتراضي. هل أثرت نتيجة حمدين صباحي على شعبية حزب الكرامة وهو أكبر الداعمين لحمدين؟ لأ، فحزب الكرامة تحرك وسط الناس، وكان أكبر تحدي له هو عملية التوكيلات فالحزب بشكل أساسي حقق ذلك فلدينا 20000 عضو أساسي، فالحزب مارس حضوراً يتناسب مع طبيعة المنافسة. ولكن هل فشلت الأحزاب فى الحشد لمرشحي الرئاسة ؟ يجب أن نسلم أأ بأن أداء الأحزاب في انتخابات الرئاسة كان أقل من المرجو منها، ولكنها ستستمر بذلك الضعف إن لم تأخذ الدعم اللازم لإستعادة دورها، فيجب أن يعطي قانون الانتخابات البرلمانية للأحزاب فرصة للعودة للحياة السياسية مرة أخري، فنحن لم نحصل علي رخصة الحزب إلا في 2011 بعد الثورة ونحاول الحصول عليها من 1997، وهناك أحزاب تم تشكيلها بعد الثورة وتلك أحزاب واعدة ولم تأخذ الفرصة، فأنا أعتقد أنه يجب إعطاءها الفرصة لكي تقوى ليتوافق مع نص الدستور الذي يقول " النظام السياسي قائم علي تداول السلطة ونشاط الأحزاب . هل سينضم حزب الكرامة إلي المعارضة خاصة مع تصريح حمدين صباحي بعودتة إلى صفوف المعارضة ؟ طبعا، فدور الأحزاب هو معارضة علي القرارات الخاطئة، ومجلس الشعب دوره الرقابة والتشريع. وهل يمكن تشكيل جبهة إنقاذ في عهد السيسي كالتي أنشئت في عهد مرسي ؟ جبهة الإنقاذ تشكلت في 2013 ، وكان غرضها مواجهة هذا التجاوز، الآن لا نستطيع تكرار أنفسنا، أنا أعتقد أن حضور المعارضة سوف يبني علي توجيهات السيسي، فإذا كانت توجهاته بناءة ووطنية فسوف تكون المعارضة أنضج و لن تمارس دور المتصيد للأخطاء فقط، وسوف تمارس دور المساند وتنفيذ الحوار المجتمعي وتقديم مجموعة من الضوابط القانونية والاقتصادية التي تسمح لتنفيذ المشروعات البناءة كتعمير سيناء والانضباط المروري، فلابد من مساندة السيسي حين يسحب عربات الوطن في الاتجاه للبناء. هل يجب أن يبادر السيسي بذلك أم الأحزاب نفسها؟ المبادرة قائمة عليه هو لأنه لو خذل طموح المواطنين فسوف تكون المعارضة في الاتجاة السلبي وسيكون هناك خروج علي شخصه كما خرجة علي مرسي ومبارك. هل تطالب بأن يفتح السيسي قنوات اتصال مع المعارضة ؟ ليست فتح قنوات إتصال، أطالب بتنفيذه لما وعد به وبتك الحالة سيكون من السهل على المعارضة أن تفتح معه قنوات اتصال، يجب أن يحكم بغير هوي وبدون سداد فواتير لأحد، وذلك عبر عنه بالفعل لذا فنحن سوف نساندة ونؤيده لنصل إلى جو بناء في مصر. هل تعتقد أن المعارضة في عهد السيسي لن تقمع كما يتوقع البعض؟ لا، لا أعتقد ذلك، وأعتقد أن أمام السيسي دروس عديدة علي رأسها إن هناك رئيسين وراء القضبان ما هو القرار تنتظره من السيسي كرئيس للجمهورية ؟ أنا أعتقد إنه لدية ملفات أساسية تكاد تتساوي في أهميتها وأولوياتها بالنسبة للأمن القومي المصري كالملف الأمني و ملف الطاقة وملف المشروعات القومية التي سوف تستوعب أكبرنسبة ممكنة من البطالة وملف الماء مع أثيوبيا، وأتمني أن أصحاب المطالب الفئوية تمنح السيسي مدة لا تقل عن ستة أشهر لكي لا نربك خططه. من وجهة نظرك ما هى التحديات التي سوف يواجهها السيسي ؟ منصب الرئيس هو في حد ذاته يواجه تحديات، فالسيسي قرر في لحظة أن يخرج علي رئيس الدولة لمواجهة تجاوزاته، فالسيسي قبل التحدي، وأنا أري أنه قادر علي التحدي، باقي التحديات أتمني أن يصبر عليه المواطن فيها مثل تحدي لقمة العيش وحق العمل وحق التعبير، فهو قال بصراحة إن المرحلة القادمة تحتاج القفز. هل ترى أن التشكيل الحكومى يجب أن يعتمد علىالكفاءات أم الإيدلوجيات الحزبية؟ فالمرحلة القادمة تحتاج الاثنين معاً ومصر مليئة بالكفاءات علي أعلي مستوي، فيجب أن يختار الأشخاص المناسبين في المشاريع القومية وألا يكون من يختارهم من أصحاب المصالح. فى حالة إصدار قانون انتخابات للفردى فماذا ستفعلون كحزب سياسى ؟ أنا غير مخول للتحدث عن الحزب ككل، ولكن حزب الكرامة يري أن يناقش كل الأمور في المكتب السياسي فيخرج رؤية ثم نناقش تلك الرؤية مع الأحزاب المتحالفة معنا لكي نعكس موقف الكرامة ثم نناقش ذلك مع الأحزاب الصديقة، ونحن تقريباً وضعنا رؤية ولكن حين نأخذ موقف يجب أن نجتمع عليه جميعاً. هل سيدخل حزب الكرامة فى تحالفات مع أحزاب سياسية فى إنتخابات البرلمان القادمة ؟ طبعاً، الكرامة والتحالف الشعبي والدستور والتيار الشعبي اجتمعوا من قبل وقد يبني عليهم تحالف ولكن ذلك مرهون بوجود قانون إنتخابي مقبول، سنبدأ من التيار الناصري ثم اليساري ثم الليبرالي لو اتفنا علي برنامج مشترك. هل ترى أن مشروع الاندماج الأحزاب الناصرية سيواجه صعوبة بعد الانقسامات التي حدثت بينها أثناء انتخابات الرئاسة؟ النضج والوعي بخطورة الفترة المقبلة يلزمنا أن نتجاوز الخلافات التي كانت بيننا بالفترات السابقة، ولكن هناك أطراف صعب جداً أن نحسبهم علي التيار الناصري وهم بالمشهد نتيجة أوضاع قانونية أو شيء من هذا القبيل.