ما يجري في تمرد أمر غير صحي هناك تسريبات صوتية لحمدين صباحي والسيسي هو من منعها تجاوزات الدولة تزيد من مخاوف الشباب القاعدة الشعبية من الشباب لحمدين صباحي ترتفع على شعبية السيسي قال الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، إن الانقسام الحاصل بين أعضاء حركة تمرد سيضر بالحركة التي تمناها أن تكون حركة رمزية فقط، ودعا في حوار مع شبكة الإعلام العربية "محيط" إلى عدم الاستهانة بحمدين صباحي لكونه من أكثر السياسيين المصريين حاليا ممارسة للعمل السياسي، مضيفا أنه توجد أخطاء كثيرة في حملة المشير السيسي قد يستغلها حمدين لصالحه، منوها إلى أن إذاعة التسريبات المنتشرة حاليا تعد انتهاكاً للحريات الخاصة وهو أمر مرفوض شكلا وموضوعا.. إلى نص الحوار. بداية..ما تعقيبك على الصراع الدائر بين قيادات حركة تمرد حاليا ؟ ما يجري داخل أروقة تمرد الآن قد يكون أمرا طبيعيا لكنه ليس صحيا للحركة, فقد كان للحركة دور كبير في أحداث الثلاثين من يونيو التي أنحاز لها الجيش المصري, ولعل السبب الرئيس فيما يجري حاليا هو أن غالبية أعضاء تمرد خرجوا من عباءة التيار الشعبي الذي يقوده السيد حمدين صباحي، وغلب عليهم التوجه الناصري، وكان طبيعيا أن يحظى حمدين بتأييدهم, ولكن عندما تم طرح اسمه في مواجهة مُحتملة مع المشير السيسي كان منطقيآ أن يحدث ما حدث, لما يتمتع به المشير السيسي من شعبية طاغية وعندما تتقابل تلك الشعبية مع مؤيدي السيد حمدين صباحي يحدث انقسام كما هو حاصل الآن, وأنا كنت أفضل أن تبقى حركة تمرد برمزيتها ولا تعلن تأييدها لأحد ويحتفظ كل واحد من أعضائها بتوجهه الانتخابي بداخله بصورة منفصلة عن الحركة, وما فعله محمود بدر مع الأعضاء المؤيدين لحمدين لا أراه صحيا للحركة على الإطلاق. هل هناك فرصة لصباحي بالفوز في انتخابات الرئاسة؟ حمدين يعتبر منافس جَدّي في انتخابات الرئاسة كما أنه أكثر السياسيين حاليا دُربة وممارسة للفعل السياسي, ولكن جميع المؤشرات الأولية واستطلاعات الرأي تفيد بأن المشير السيسي سوف يحسم تلك الإنتخابات من الجولة الأولى وبنسبة لا تقل عن ال70% ,ولكن علينا ألا نستهين بحمدين الذي يستطيع عبر حسه السياسي استغلال تلك الثغرات الكثيرة الواضحة في حملة المشير السيسي, ووجود البعض من الشخصيات الغير محبوبة التى تسيء إليه نظرا لعدم شعبيتها ووجود تحفظات كثيرة عليها من جانب عامة الشعب فنجدها تقوم بإرسال رسائل لا يقصدها المشير السيسي مما يؤثر على حملته ويساعد المنافس على استغلالها لصالحه, وأكبر خطأ هو الاستهتار بحمدين صباحي واعتباره شيء عارض لا تأثير له, وعليه فإذا اهتمت حملة المشير السيسي في خطابها بالعمل على تحقيق أهداف الثورة والانحياز للفقراء وتحقيق العدالة الاجتماعية المنشودة فسوف يسير السيسي بخطى ثابتة نحو الحكم, أما إذا انشغلت الحملة إلى إبراز عيوب حمدين ومحاولة النيل منه فسوف يتراجع المشير السيسي، ويصب ذلك في مصلحة حمدين, ولكن في النهاية سوف يفوز المشير السيسي بكل تأكيد. وما نسبة المُكَون الشبابي في شعبية "السيسي" و"صباحي"؟ القاعدة الشعبية لحمدين هي الشباب وفي الأوساط الشبابية ترتفع شعبيته على شعبية المشير السيسي, ولا أقول هنا أن السيسي ليس لديه مؤيدين من الشباب، فأنا لا أتحدث عن الشباب المصري بشكل عام, ولكنى أقصد الشباب المسيس الذي يميل أكثر إلى حمدين. وبرأيك لماذا لا يحظى المشير السيسي بتأييد شبابي على نطاق أوسع؟ هناك مشكلة حقيقية فالشباب الآن لديه قضية يؤمن بها ويدافع عنها وهي قضية الحرية وهذه الأجيال الجديدة لديها مخاوف، ولكنها مخاوف مبالغ فيها على حد تقديري, فهم يخشون عودة الدولة القديمة أو عودة الممارسات الشرطية فهناك أخطاء للشرطة في التعامل وفى فض المظاهرات, كما أننا لا نجد أحداً يحاور الشباب سواء من جانب الدولة أو من جانب المعارضة أو من جانب المشير السيسي وما يحدث من اجتماعات للحكومة مع الشباب هي أقرب إلى الاجتماعات البروتوكولية, وهناك شباب رهن الحبس الآن ولا يحملون سلاحا وكل هذه التجاوزات والأخطاء هي أمور تُعلي من شأن المخاوف الشبابية. ما رأيك في تسريب المكالمات للنشطاء السياسيين؟ أنا أرى أن انتهاك حرمة الحياة الخاصة وإذاعة مكالمات لمواطنين بدون وجه حق هي جريمة لا تسقط بالتقادم كما ينص الدستور, ونحن نتطلع إلى دولة القانون فكان يجب تقديم تلك التسجيلات أو المستندات إلى جهات التحقيق لتأخذ ما تراه مناسبا بشأنها ولا يجب أن يعطى أحد لنفسه حق ليس له فيقتحم الحياة الخاصة، ويبث التسريبات على الهواء, ولم نرَ حتى الآن شيئا قد حدث لأحد من هؤلاء النشطاء أو السياسيين, لأن الهدف من وراء تلك التسريبات هو التشهير السياسي فقط, وأنوه هنا أنه ضمن تلك التسريبات كانت هناك تسريبات لحمدين صباحي ولكن المشير السيسي رفض إذاعتها وهو من منعها بنفسه. ورأيك في تسريبات مرسي الأخيرة مع محاميه سليم العوا؟ هذا خطأ فادح على جهات الدولة التي سربت تلك التسجيلات, وهنا لا ألوم على الجريدة التي نشرت لأنها كانت بمثابة منبرا للنشر, ولكن الخطأ كل الخطأ على أجهزة الدولة التي سربت تلك المحادثة. ما تقييمك للخطاب الإعلامي الحالي؟ الأداء الإعلامي يحتاج إلى مراجعة شاملة, فنحن كنا نواجه إعلام تعبئة خلال فترة حكم الإخوان المسلمين وللأسف استمر هذا الأداء في الحشد والتعبئة حتى الآن, وأنا أتمنى بعد انقضاء الانتخابات الرئاسية أن يصبح لدينا إعلاما متوازنا يُطلع الناس على الحقائق, ويطرح وجهات النظر المختلفة على المواطن. ماذا عن جديد برنامج " صالون التحرير" ؟ أنا كاتب صحفي ولست مذيع توك شو, ولذلك سوف يستمر برنامجي على شكله الذي ظهر عليه في أولى حلقاته كصالون ثقافي، ولكن عدد الضيوف سيقلص عما كان عليه في الحلقة الأولى, ولن يكون هناك ضيفا دائما معي، ولكن بعض الضيوف قد يتكرر تواجدهم بالصالون الذي سوف يستضيف رجال الفكر والثقافة والسياسة في مصر.